كشفت واقعة كسر ماسورة مياه بمركز سمالوط، استخدام شركة مياه الشرب مواسير مسرطنة، في 334 قرية بالمنيا؛ لاحتوائها على مادة «الإسبستوس» المحرمة دوليا، والتى ينجم عنها كوارث بصحة الأفراد، أقلها الفشل الكلوي. فوجئ أهالى شارع المستشفى العام في سمالوط بتسرب كميات من المياه، استدعوا عمال شركة مياه الشرب، حفروا في باطن الأرض بحثا عن العطل، ولم يتوصلوا إلى شيء، فتركوا الموقع بعدما أغلقوا محبس المياه، على أن يعاودوا صباح اليوم لاستكمال عملهم، في حين كانت المواسير مكشوفة، وقبل عودتهم، تلاحظ للأهالي أن مواسير خط المياه في المنطقة معدنية، وليست بلاستيكية، حتى تأكدوا بعدها من مدى خطورتها. خط المياه المكسور الممتد بطول 200 متر تقريبا، لم يختلف عن باقي الوصلات والخطوط بقرى المنيا كافة، فلم ينكر عمال الحفر التابعين لشركة المياه أن معظم مواسير المياه في جوف الأرض معدنية، ومصنعة من «الإسبستوس»، قائلين: «المواسير تعمل منذ نصف قرن، ونعلم مدى خطورتها، ونتضرر من استخدامها». ومن جانبهم، أوضح عدد من الأهالي: «نتعرض للموت البطيء؛ بسبب فساد وإهمال المسؤولين بشركة المياه، وقد يودى الأمر بنا إلى الإصابة بأمراض السرطان، والفشل الكلوي، والالتهاب الكبدي وغيرها». على الجانب الآخر، قال الدكتور إبراهيم خالد، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالمنيا، إن 16 قرية فقط مغطاة بشبكة الصرف، من إجمالي 350 بالمحافظة، وإن 22% فقط من عدد السكان أغلبهم بالمدن، و50% فقط من مدينة سمالوط يتمعون بالخدمة، وبالتالي يتضح أن 334 قرية تعتمد على مواسير «الإسبستوس». وأضاف خالد ل«البديل»، أن شبكة الصرف الصحي بالمحافظة متهالكة، وتعمل منذ ستينيات القرن الماضي، وعند إدخال خدمة الصرف بالقرى يتم استبدال المواسير القديمة «المعدنية» بأخرى بلاستيكية، مؤكدا أن المواسير لا تصيب بأية أمراض، سوى ناتج البدرة لحظة تصنيع المواسير أو إصلاحها؛ لكون الضرر يتمثل في الغبار المتطاير، الذي يؤثر بشكل أكبر على العامل. وبحسب عدد من الباحثين والمتخصصين، فإن سرطان الحنجرة، والغشاء البلوري، وسرطان الغدد الليمفاوية، والفشل الكلوي، والالتهاب الكبدي الوبائي، والإلتهاب والتليف الرئوي، أمراض تنتج عن مادة «الإسبستوس»، سواء عن طريق مواسير المياه، أو استنشاق المادة الضارة، الموجودة في مواد البناء، وفي البورسلين والسيراميك، وبطانيات إطفاء الحرائق، ومواد الحشو البلاستيكية، والعبوات الطبية، وبطانات مكابح السيارات. وامتنعت دول العالم عن إنتاج المادة المذكورة، كما توقفت «سيجوار» الشركة المنتجة للمادة في مصر، ورغم تعهد شركة مياه الشرب في السنوات الماضية، بإحلال وتجديد الشبكة القديمة المصنعة من «الإسبستوس»، بمواسير بلاستيكية، إلا أن معظم قرى المنيا والصعيد، تستخدم المادة المسرطنة، في مواسير المياه المدفونة بجوف الأرض. كان مجلس الوزراء قد أصدر تعليمات عام 2004 بمنع تداول «الإسبستوس»، ومنتجاته استيرادا وتصديرا، وكانت لجنة الصحة والبيئة بمجلس الشعب عقدت جلسة خاصة، بتاريخ 9 /11/ 2004، خرج عنها توصية بمنع تداول المادة وإغلاق المصانع المنتجة لها، كما أصدرت وزارة التجارة الخارجية والصناعة قرارها بحظر استيراد وتصنيع المادة.