بدا واضحًا في الفترة الأخيرة، أن هناك ذعرًا إسرائيليًا من كثرة عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، لاسيما في تل أبيب، في ظل تقارير إسرائيلية عززت التخوفات حول الوضع الأمني على خلفية الهبّة الفلسطينية المندلعة منذ عدة أشهر، فضلًا عن اشتعال جبهة حزب الله، عقب اغتيال سمير القنطار في سوريا. أقدم فلسطيني يوم الجمعة الماضي على قتل إسرائيليين، وبث الرعب في وسط تل أبيب، حين أطلق النار على زبائن كانوا جالسين في مقهى. وبقيت الشرطة متحفزة حيال دوافع إطلاق النار الذي يأتي وسط موجة من العمليات الانتحارية التي تقوم بها المقاومة ضد الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى التهديدات التي وجهها حزب الله اللبناني إلى إسرائيل بعد مقتل أحد قيادته بسوريا. وقال الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، ميكي روزنفلد، إن التحقيق جار لمعرفة ما إذا كانت القضية إجرامية أم غير ذلك، في إشارة إلى عمليات المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنين، وأطلقت قوات الاحتلال حملة مطاردة واسعة النطاق في وسط تل أبيب؛ للعثور على مطلق النار الذي استهدف اثنين من المقاهي بعد الظهر بسلاح يعتقد أنه رشاش. يشعر الإسرائيليون بالذعر منذ إعلان شرطة الاحتلال بأن منفذ عملية تل أبيب لا يزال طليقا، فبعد ساعات من عملية إطلاق النار في قلب مدينة تل أبيب التي أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة 4 آخرين، أعلنت الشرطة أنها تعرفت على هوية منفذ العملية، وقالت إنه يدعى نشأت ملحم، 29 عاما، من سكان وادي عارة من منطقة المثلث الشمالي. في غضون ذلك، فضل أكثر من مليون مستوطن من سكان تل أبيب وضواحيها، البقاء في بيوتهم، وقالت مواقع إعلامية إسرائيلية، إن الشوارع خلت من السكان، فيما انتشر آلاف من قوات الشرطة والجيش وقوة مكافحة الإرهاب في شوارع المدينة. وحسب ما ذكرت مواقع إسرائيلية، فإن منفذ العملية نشأت ملحم اعتقل سابقًا وسجن 5 سنوات بعد إدانته عام 2006 بمحاولة خطف سلاح جندي إسرائيلي لتنفيذ عملية انتقامًا على مقتل أحد أقاربه برصاص شرطة الاحتلال. وعلق مصدر أمني لموقع «واللا» الإسرائيلي، على الاستعدادات الكبيرة الذي يجريها الجيش الإسرائيلي في صفوفه، على الحدود الشمالية وخاصة على الحدود مع لبنان، بأنها تأتي تحسبًا كرد انتقامي من حزب الله اللبناني على اغتيال سمير القنطار، قبل أسبوعين. وأردف أن إسرائيل لا يمكنها البقاء غير مكترثة بعد ما قاله، حسن نصرالله، بل يجب أن تبقى مستيقظة، مؤكدا أن الجيش مستعد لمواجهة جميع الاحتمالات والتطورات المتوقعة على الحدود مع سوريا.