«شرب الخمر وتدخين السجائر والحشيش وتعاطي الأفيون».. ثلاثة أفعال حرمها الله ورسوله، لكن أباحهم الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية سابقًا، قبل الصلاة، ليواجه حملة نقد شرسة. وبالنظر إلى الكتب الدينية لأشخاص لها باع في الفقه، نجد أن أبو حنيفة النعمان وابن رشد وبن عثيمين ودار الإفتاء الكويتية، وحتى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أباح الأمر أيضا. شيخ الأزهر وإفتاء السعودية: شرب الدخان لا يبطل الوضوء قال الدكتور الطيب، في فتوى تحمل رقم 10473 فبراير 2003، إن التدخين لا ينقض الوضوء، بل يستحب للمسلم أن يطهر فمه من رائحة التدخين عند الصلاة حتى لا يؤذي إخوانه المصلين. وأفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء السعودية، في ردها على سؤال بعنوان «ما حكم الإسلام في من يشربون الدخان، وإذا وجبت الصلاة يطهر فمه بقليل من الماء ولا يتوضأ بحجة أنه كان على وضوء، ونحن نعلم أن السجائر من الخبائث والخبائث تفسد الوضوء، لكن ليس عندنا دليل كاف لصحة ما أقول؟»، وكان الرد: «شرب الدخان حرام، وعلى من ابتلي بشربه أن ينظف فمه عند ذهابه للمسجد، إزالة لرائحته الخبيثة، وحرصا على دفع ضررها وأذاها عن المصلين، لكن شرب الدخان لا ينقض الوضوء». أبو حنيفة يجيز الوضوء بالخمر ونقل ابن رشد في كتابه «بداية المجتهد وكفاية المقتصد»، أن أبو حنيفة النعمان أجاز الوضوء بنبيذ التمر في السفر لحديث ابن عباس «أن ابن مسعود خرج مع النبي محمد الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، فسأله النبي: هل معك من ماء؟، فقال: معي نبيذ في إداوتي، فقال صلى الله عليه وسلم: اصبب فتوضأ به، وقال: شراب وطهور»، وحديث أبي رافع مولى ابن عمر عن عبد الله بن مسعود بمثله، وفيه قال النبي: «ثمرة طيبة وماء طهور»، وزعموا أنه منسوب إلى الصحابة علي وابن عباس، وأنه لا مخالف لهم من الصحابة، فكان كالإجماع عندهم، وفي المقابل، يوجد روايات تضعف الحديث. بن عثيمين: خمر السعودية حلال.. وما أسكر كثيره فقليله ليس حرامًا الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين، أحد كبار علماء السعودية، قال في الجزء 63، صفحة رقم 17 بكتابه «لقاء الباب المفتوح»، إن البيرة الموجودة في السعودية كلها حلال ولا إشكال فيها، وليس صحيحًا ما يقال إن أي نسبة من الخمر توضع على شيء تجعله حراما، فالنسبة إذا أسكرت صاحبها تجب هنا الحرمانية، أما إذا كانت نسبة ضئيلة واضمحل أثرها يكون حلالا. وأضاف ابن عثيمين أن نسبة 1% أو 2% أو 3% لا تجعل الشيء حراما، وظن بعض الناس أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما أسكر كثيره فقليله حرام» معناه: ما خلط بيسير فهو حرام ولو كان كثيرا، وهذا فهم خاطئ، فالحديث يعني أن الشيء الذي إذا أكثرت منه حصل السكر، وإذا خففت منه لم يحصل السكر، يكون القليل والكثير حرام، لماذا؟ لأنك ربما تشرب القليل ثم تدعوك نفسك إلى أن تكثر فتسكر، وأما ما اختلط بمسكر والنسبة فيه قليلة لا تؤثر فهذا حلال ولا يدخل في الحديث. دار الإفتاء الكويتية: شرب الخمر لا يبطل الوضوء سئل أحمد الحجي الكردي، عضو هيئة الإفتاء والأمانة العامة للأوقاف في دولة الكويت، في 2011: هل الخمر ينقض الوضوء؟، فأجاب: شرب الخمر لا أثر له على الوضوء والصلاة، لكن غياب العقل به أو بغيره ينقض الوضوء.