أزمة جديدة نشبت بين وزارة الأوقاف والدعوة السلفية، فجرها أحمد جاد عضو الدعوة، المتهم بمنع خطيب الأوقاف من الخطابة بمسجد "أولياء الرحمن" بالعامرية، الجمعة الماضية، في موعد فاصل، إذ كان تجديد التصريح للدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة، بالخطابة على بعد يومين فقط من انتهاء القديم. الدكتور عبد الناصر نسيم، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، سرعان ما رد على تلك الواقعة بتأكيده على سحب ترخيص الدكتور ياسر برهامي الخاص بالخطابة في المساجد، وعدم التجديد له رًا على ما فعله أحمد جاد، وعدد من السلفيين بمنع إمام بالأوقاف من اعتلاء المنبر وإلقاء خطبة الجمعة. لم يكتف وكيل أوقاف الإسكندرية بما صرح به، بل قال إن «السلفيين أخطر من عناصر تنظيم داعش، فهناك 6 سلفيين تجرأوا على اعتراض خطيب المسجد وإهانته ومنعه من صعود المنبر ليقوم أحدهم بالصعود وإلقاء الخطبة بدلا منه». في المقابل، جاء رد الدكتور ياسر برهامي عنيفا وحادا على وزارة الأوقاف، وخرج عن هدوئه المعتاد قائلًا: « محدش يقدر يمنعني من الخطابة ويقوللي إلزم بيتك» أنا رجل أزهري وملتزم بالقانون وبموضوع ووقت الخطبة، فلماذا هذا التعنت من بعض المسؤولين؟. وتساءل برهامي: لماذا حرصت الدولة على إظهار ممثل للدعوة السلفية في مشهد 3 يوليو؟، لم يحدث هذا إلا لحقن دماء الأبرياء ولمعرفة الدولة بمواقف الدعوة المناهضة للعنف، هل بعد كل هذا يقال إن الدعوة السلفية أخطر من داعش؟. الملفت أن هناك تعارضا بين تصرح وكيل أوقاف الإسكندرية، وبين ما أعلنه الشيخ محمد عبد الرازق، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الذي نفى سحب ترخيص ياسر برهامي قائلا: "إن الدكتور ياسر سيعرض على لجنة القيادات يوم الثلاثاء لتجديد الترخيص له". من جانبه، سارع أحمد جاد، مفجر الأزمة إلى تبرئة نفسه في بيان نشرته مواقع الدعوة السلفية قال فيه: إن مسجد أولياء الرحمن ليس له خطيب ثابت من الأوقاف، وقد بدأت مديرية أوقاف العامرية منذ 3 أسابيع فقط إرسال خطيب للمسجد، وأضاف: كان مدير أوقاف العامرية يتصل بنا لكي يبلغنا بالخطيب القادم فنحسن استقباله، وهذا في الثلاثة جمع الماضية بشهادة الجميع، ثم فوجئنا الجمعة الماضية بوجود شخص يرتدى الزى الأزهري دون أن يكون معه ما يثبت كونه المكلف بالخطبة من الأوقاف، وحاولنا الاتصال بمدير أوقاف العامرية فلم يرد على الهاتف. وتابع: رفض الأهالي صعود شخص غريب للمنبر فربما كان منتحلا للصفة، وما أسهل أن يرتدي هذا الزى من يريد أن ينتحل صفة ما، لاسيما في فترة الاضطرابات التي تعيشها البلاد، في الوقت الذي أصر هو على عدم تقديم ما يفيد أنه مكلف بالخطبة أو حتى ما يثبت هويته. جاد، أوضح في بيانه: رحبنا بخطباء الأوقاف الذين كلفتهم المديرية بالخطبة عندنا، لكن رفض إمام الأوقاف إظهار إثبات الشخصية قابله رفض من الأهالي لصعود المنبر، وهو ما تسبب في المشكلة. ترجع الأزمة بين الوزارة والدعوة السلفية إلى صدور قرار رسمي من وزارة الأوقاف في شهر أكتوبر 2014 بمنع غير الأزهريين من اعتلاء المنابر، وعدم ارتداء الزى الأزهري إلا بقرار من المشيخة والوزارة والحصول على ترخيص للخطابة، أعقبه العديد من المشادات الكلامية بين الوزارة وقيادات الدعوة السلفية، وصولًا إلى صدور بيان رسمي من الدعوة في شهر أغسطس من العام نفسه يفيد انتهاء أزمة منع شيوخها من الخطابة بالمساجد، باتفاق مع وزارة الأوقاف على عودة قياداتها للمنابر وعلى رأسهم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، مقابل معاونتها في التصدي لخطر الأفكار التكفيرية ومنهج «داعش»، وذلك بتنظيم سلسلة محاضرات وخطب للرد عليها.