من متحف محمود درويش، بمدينة رام الله، أطلق الكاتب والشاعر ماجد أبو غوش، روايته الأولى «عسل الملكات»، الصادرة عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان، وهو العمل الذي يأتي بعد إصدار أبو غوش، سلسلة من المجموعات الشعرية على مدار السنوات الماضية. اعتمد أبو غوش، على تقنية البوح الذاتي في «عسل الملكات»، واصفا هذا البوح ب«الدافئ»، ويعيد في الرواية الأولى له إنتاج مرحلة في تاريخنا المجتمعي والسياسي رافقها الكثير من الأسئلة، وهي مرحلة الانتفاضة الثانية بكل إفرازاتها المجتمعية والثقافية والسياسية. يقول دكتور إيهاب بسيسو، في تقديمة للرواية: من خلال هذا العمل، وعبر الحوارات المتداخلة ما بين شخوص الرواية، يطرح ماجد أبو غوش، سؤالا كبيرا حول الانكسار الذاتي أمام صورة المجتمع المتغيرة، بصيغة: كيف يمكن لهذا الفرد الحزبي، والذي اتخذ أكثر من نمط عبر الشخصيات المتنوعة في الرواية، مواجهة هذه التغيرات التي تفرضها المرحلة؟، معتمدا على 5 شخوص روائية محورية، هم: أحمد الديب، والرفيق علي، وخالد، وغزالة، وتمارة، حيث تتوزع الأحداث ما بين القدس وطولكرم ورام الله جغرافيا، حيث لم تخل الرواية من النوستالجيا (الحنين). تبدأ الرواية بنبأ تلقاه الراوي (الرفيق علي) حول وفاة أحمد الديب، ثم تتوالى الأحداث في إطار استعادة الماضي، بتقنية «الفلاش باك»، لمعرفة من هو أحمد الديب الذي عهد برسائله لعلي كي ينشرها، وما هي طبيعة هذه الرسائل التي نشرت عبر صفحات الرواية وما يوازيها من أحداث، وهذا ما يحاول أن يجيب عنه أبو غوش، من خلال استعراض تلك المراحل الزمنية والتحولات المجتمعية. تميزت الرواية، بالسلاسة، حسبما أضاف بسيسو: «فنحن أمام كاتب لا يريد تقديم أي استعراض لغوي، حيث يعمد إلى نقل الواقع بسلاسة تكاد تقترب من المباشرة اللغوية في الحوار وفي الوصف، وهذا برأيي يمثل تحديا بالنسبة لشاعر، وهذه التحديات عادة ما تواجه الشعراء حين يتجهون لكتابة الرواية، فلم أر في "عسل الملكات" أي انحياز للشاعر في أبو غوش، رغم ما احتوته الرواية على تدفق في الكلمات والحالات، وهو تدفق لا ينقطع، ويتواصل حتى الصفحة الأخيرة». فيما يقول الشاعر أبو غوش: بالنسبة لي أولا، الكتابة طريقة حياة، والثقافة جزء من المقاومة الوطنية.. لدى العدو روايته المتسعة، ونحن لا نزال نعمل على سرد روايتنا.. هذه الرواية الفلسطينية مبنية من أحجار فسيفساء، ولا بد لنا كشعب فلسطيني أن يكون لدينا روايتنا التاريخية، وفي هذا الإطار تأتي «عسل الملكات». ولفت أبو غوش، إلى أن هذا النص «يلح عليّ منذ سنوات»، سواء من باب التجارب التي عايشتها بنفسي، أو تلك التي عايشها رفاق لي، وفي شيء من الواقع، وشيء من الخيال، مشددا على أهمية أن يقول كل فلسطيني روايته، وخاصة الكتاب والأدباء منهم، رافضا ما وصفه بالكتابة العبثية التي لا تصب في إطار مشروع الكتابة عن الواقع الفلسطيني.