لم تمض أيام على إعلان "مشيخة الأزهر الشريف" عن إنشاء أول فرع ل"جامعة الأزهر" في العالم خارج مصر 25 نوفمبر، بدولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن أكبر مؤسسة دينية إسلامية لنشر "ثقافة الحوار والعيش المشترك والتسامح بين الأديان"، إلا وتبعها خبر إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية، الجمعة 27 نوفمبر، افتتاح ممثلية دبلوماسية لدى وكالة الأممالمتحدة للطاقة المتجددة "إيرينا" التي تتخذ من أبو ظبي مقرا لها. وأوردت صحيفة "هآرتس" أن مدير مكتب الخارجية الإسرائيلية، دوري غولد، أجرى زيارة سرية لعاصمة الإمارات العربية، بهدف تنسيق افتتاح الممثلية التي ستعمل في إطار الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة ومقرها أبو ظبي، وفي وقتٍ سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية في تصريح لها أن الإمارات دولة سُنية تنسق مع الأزهر ولا تدعم التشيع في مصر، تصريح اعتباره مراقبون بأنه سيمثل عبئاً إضافياً على الأزهر ووزارة الأوقاف، فكما أشادت المؤسسات الدينية المصرية بموقف الإمارات من التشيع واعتبرته موقفاً إيجابياً في من نختلف عنهم في بعض القضايا الدينية، بالإضافة لسعي الأزهر لتنسيق مع الإمارات كدولة ترعى مصالح الإسلام والمسلمين، يجب أن يقابله أيضاً موقفاً حازماً من وجود الكيان الصهيوني المحتل بممثليته في الإمارات والذين نختلف معهم في كل شيء، ولا يجمعنا بهم سوى العداوة لاحتلالهم أرض فلسطين المقدسة وقبلة المسلمين الأولى، وإلا ستكون الإمارات بعاصمتها أبو ظبي هي أول بوتقة مكانية تجمع بين الأزهر وممثلية تابعة للكيان الصهيوني. فخلال استقبال شيخ الأزهر، "الإمام الأكبر" الدكتور أحمد الطيب، لرئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات، الدكتور محمد مطر الكعبي، في القاهرة الأربعاء الماضي، جرى التوقيع على اتفاقية للتعاون المشترك بين الأزهر والهيئة الإماراتية، وذكر بيان صدر عن مشيخة الأزهر، أن الاتفاقية تهدف إلى إنشاء "كلية أزهرية للعلوم الإسلامية والدعوة"، كما تهدف إلى "تعزيز التعاون في مجالات الشئون الإسلامية، وزيادة الوعي الديني والثقافة الإسلامية"، ولفت البيان إلى أن الاتفاقية تتضمن تنظيم فعاليات مشتركة بين الأزهر وهيئة الشئون الإسلامية الإماراتية، بالإضافة إلى التنسيق في مجال "ترسيخ مبادئ الدين الحنيف، عن طريق تبادل الخبرات التنظيمية والكوادر التعليمية، في مجال الإفتاء والوعظ والخطابة والبحث العلمي. وأضاف البيان أن الشيخ الطيب أشاد بدور دولة الإمارات في "خدمة مصالح الإسلام والمسلمين"، وبدور الهيئة العامة للشئون الإسلامية وجهودها في "تطوير الخطاب الديني بالإمارات. اعتبر مراقبون أن الإمارات تحاول من خلال الاتفاق مع الأزهر فتح فرع له في أبوظبي، التغطية على جريمة فتح ممثلية لإسرائيل وإعطائها شرعية دينية بصبغة أزهرية، خاصة أن أبوظبي أصبحت المدينة المؤهلة للجمع بين النقيضين، جامعة الأزهر من جهة وممثلية الكيان الصهيوني المحتل من جهة أخرى.