الأبنية غير مجهزة لتصريف مياه الأمطار.. وإغلاق عدد منها للصيانة مع أول سقوط للأمطار هذا الموسم، تحولت مدارس دمياط لبرك من المياه بعد عجز الإدارات عن تصريف الأمطار، ولم يكن لمجالس المدن والوحدات المحلية أي دور في السيطرة على مياه الأمطار والتعامل مع الأزمة. أم عمر، والدة أربعة تلاميذ، بمدرسة الفاروق عمر بن الخطاب بميدان المعلمين، تقول إن الأمطار سقطت ثلاث مرات هذا العام فى عشرة أيام، إلا أن المدرسة تحولت في كل مرة إلى بركة من المياه مع صعوبة استمرار الدراسة وفى كل مرة تنتظر إدارة المدرسة العوامل الجوية لتجفيف المياه، لأن المدرسة غير مجهزة لتصريف الأمطار، فتظل المياه متراكمه في فناء المدرسة. عشرات المدارس على مستوى المحافظة تعرضت لنفس الكارثة وخاصة مدارس قرية دقهلة التابعة لمركز الزرقا حيث غمرت مياه الأمطار عدد كبير من مدارس القرية والقرى المجاورة لها. يقول، رشدي سالم، ولى أمر تلميذين بدقهلة، إن قرى ومدن غرب دمياط تعرضت لموجة أمطار عنيفة، يوم الأربعاء الماضي، وتراكمت كميات كبيرة من مياه الأمطار في المدارس، وهو ما تسبب في تعطيل الدراسة لغياب العشرات من التلاميذ في الأيام التي تلت الأمطار، ولا يوجد أي آليه للتعامل مع الأزمات التي ستتكرر كثيرا طوال موسم الدراسة لدى الوزارة، و الأهالي لا يعلمون كيف سيتم التعامل مع القادم من الأمطار؟، لأن كل تصريحات المسؤولين عن استعداد المدارس لاستقبال العام الدراسي، اتضح كذبها وعدم صحتها، ، وذلك بعد دمج المدارس والعمل بنظام الفترتين وإغلاق الكثير من المدارس لحاجتها للصيانة. ومن جانبه، قال الدكتور إبراهيم التداوي، وكيل وزارة التربية والتعليم بدمياط، إن مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، شكلت لجان على رأسها مدير كل مدرسة، لإدارة الأزمات وإزالة آثار الكوارث في كل مدرسة، ويتم متابعتها من المديرية، ومحاسبة المقصرين. أكد محمد عادل، مدرس بإحدى المدارس الابتدائية، أن الحالة في كل مدارس المحافظة سيئة جدًا، وتشكيل اللجان هذا يتم على الأوراق ليتم صرف حوافز إضافية لأعضائها فقط، وليس لهم أي تواجد على أرض الواقع، واتهم عادل فريدة مجاهد وكيلة الوزارة السابقة بالإهمال، فهي من أعلنت أن المحافظة مستعدة لاستقبال الدراسة وأكثر من نصف مدارس المحافظة يعانى من عدم الصيانة. جمال نورالدين، خبير تربوي، يقول إن مشكلة التعليم في مصر تراكمية تبدأ من مناهج الروضة وتتواصل في مناهج التعليم الأساسي حتى نهاية المرحلة الثانوية، فالمناهج تساهم في زيادة التفلت من التعليم في مراحله الأولية، لأن المناهج معقدة جدا ولا تتناسب أبدا مع المراحل العمرية للتلاميذ، فضلا عن الزحام وارتفاع كثافة الفصول، فلا يوجد دولة في العالم يزيد عدد التلاميذ فى الفصل الواحد عن 50 تلميذا، وفى بعض المدارس في دمياط تجاوز العدد فى الفصل 70 تلميذا، مما يسبب صعوبة كبيرة فى أداء المعلم داخل الفصل، إذ كيف له أن يسيطر على هذا العدد فضلا عن الشرح وتوصيل المعلومة، وهناك أيضا مشكلة كبيرة فى نظام الدراسة الذى يعطى الفرصة للكثير من المعلمين بالإهمال في الحصص والشرح فيها، ليجبر التلاميذ والطلاب على الدروس الخصوصية، وأصبح أصحابها يفتتحون مراكز تشبه المدارس ويعلنون عنها، وساهم عدم التأهيل الصحيح للمعلمين حديثي التخرج في زيادة اللامبالاة لدى الطلاب. ويتفق أحمد سعدون، موجة عام رياضيات، مع جمال أن مشكلة التعليم سببها المناهج التعليمية المليئة بالحشو، والطالب يعتمد في الغالب على الحفظ حتى يستطيع الكتابة والنجاح في الامتحان، المشكلة إذا تتمثل في أن معظم الطلاب فقدوا الأمل فى الحصول على وظيفة أو عمل بمؤهلهم، ولذلك ترى الحرص فى الحصول على المؤهل فقط دون السعي للتميز، والدولة هى أحد هذه الأسباب لأن توظيف الخريجين فى أماكن لا تتناسب مع مؤهلاتهم سبب هذه الحالة، فخريج كلية التجارة شعبة محاسبة يعمل في الشؤون الاجتماعية، وخريج فنادق وسياحة يعمل سكرتير في جامعة، هذه الممارسات الخاطئة فى التوظيف من الدولة ساهمت فى هذه الحالة، ويضيف فى دمياط كل الشباب يعملون فى الورش من صغرهم. مدارس الدقهلية مغلقة للصيانة استغاثات متواصلة أطلقها أهالي الطلاب بمركز أجا في محافظة الدقهلية، بعدما أغلقت المدارس للصيانة، مما أدى إلى زيادة الكثافة داخل الفصول، لتصل لأكثر من 40 طالبًا وطالبة، ما دفع المدرسين إلى ضغط المنهج بسبب تقليص عدد الحصص، وعودة العمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية بالمدارس، مما يجعل الطالب يخرج صفر اليدين. قال أحمد الشربيني، ولي أمر الطالب أمير بمدرسة النهضة، إننا توجهنا لإدارة أجا، وطالبنا بعدم دخول المدرسة الثانية للصيانة لحين الانتهاء من الأولى، وكان رد مدير الإدارة «الفلوس هتروح عليكم»، وبالتالي ضياع العام الدراسي على الطلاب، متسائلاً: لماذا يدفع الطلاب ثمن سوء التنظيم والتخطيط من المسئولين، الذي ساهم في انتعاش سوق الدروس الخصوصية ولا عزاء لولي الأمر؟