ينتشر تنظيم داعش في العديد من البلدان بمنطقة الشرق الأوسط، بدءا من سوريا، مرورا بالعراق، وصولا إلى دول شمال إفريقيا. مصر ففي أعقاب ثورة 25 يناير التي أطاحت برئيس مصر الأسبق "حسني مبارك" ظهرت مجموعة تدعى "ولاية سيناء" عرفت سابقا بأنصار بيت المقدس وتصاعد عنف هجماتها بعد عزل الرئيس الإخواني "محمد مرسي"، ومع مرور عام على مبايعة تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي لتنظيم "داعش"، لم يكن لداعش أي فروع داخل مصر حتى جاءت المبايعة وأصبح التنظيم أحد فروع داعش في مصر، حيث تعد أنصار بيت المقدس من أكبر الجماعات التكفيرية الموجودة في مصر، إلا أنه وهنت قوتها وقلت أعدادها بعد قطع الإمدادات ومحاصرة التنظيم الإرهابي من قبل الجيش المصري، فما كان أمام التنظيم الإرهابي إلا أن بايع داعش، من أجل الحصول على الدعم المادي والسلاح لاستخدامهما في تخريب البلاد. العراق ولدت داعش من رحم تنظيم القاعدة في العراق، الذي نشأ خلال الاحتلال الأمريكي، ولها مقرات في الموصل والفلوجة، وبات يسيطر اليوم على مساحات من المناطق الحيوية، إذ شن مسلحو التنظيم هجوما خاطفا الصيف الماضي تمكنوا خلاله من السيطرة على مقاطعة نينوى وعاصمتها الموصل، وتكريت، وأجزاء كبيرة من مقاطعة الأنبار، إلا أن التنظيم خسر تكريت هذا العام، إثر عملية قادها جيش من المتطوعين، بينما أظهر مسلحو داعش مقاومتهم باحتلال الرمادي، على بعد 80 ميلا عن بغداد في مايو الماضي، كما خسر مؤخرا مدينة سنجار بعد معارك مع البشمركة. سوريا يسيطر التنظيم على بعض المناطق في البلاد، ويتخذ من مدينة الرقة عاصمة للخلافة المزعومة، وتشمل مناطق نفوذه معظم محافظتي الرقة ودير الزور في الشمال الشرقي وشرقي البلاد، ومناطق حول مدينتي حلب وحمص بما في ذلك مدينة تدمر الأثرية، إضافة لأجزاء من جنوبدمشق، حيث استولى على مخيم اليرموك المحاصر، ويخوض التنظيم معارك واسعة حتى مع جبهة النصرة التي انفصلت عنها عام 2013، بعد أن رفض قائد النصرة مبايعة قائدها "أبوبكر البغدادي"، وفي الآونة الأخيرة شهدت سوريا تراجع واضح لسيطرة داعش على مناطقها، بفضل انجازات الجيش العربي السوري، فاستعادة مطار كويرس المحاصر منذ 3 سنوات خير دليل على ذلك، فضلاً عن استعادة الجيش لمناطق في حمص وحلب وأجزاء من تدمر. لبنان رغم نفي كل المسئولين اللبنانيين وجود "داعش"، إلا أن العملية التي وقعت بالأمس القريب في منطقة "برج البراجنة، الضاحية الجنوبية لبيروت"، دللت على وجود التنظيم وبقوة، ما ينذر بخطر كبير نظرًا للتركيبة اللبنانية الطائفية، التي تنفس منها التنظيم وجوده وقوته، وجعلته يزحف من بلدة تدمر والقرى المحيطة، ويتحرك إلى ريف حمص الشرقي، والقرى المحاذية لطريق تدمر حمص، حتى وصل إلى الزعفرانة والمكرمية قرب مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالى، وحتى وصل إلى لبنان. الوجود الداعشى في لبنان مرهون بجنسيات أخرى في العمود الفقرى، ما جعل التركيبة الهيكلية للتنظيم في لبنان، يغلب عليها طابع عربي أكثر منه أن يكون لبنانيًّا، وأشارت تقارير أن هيكلة "داعش" بلبنان تضم أكثر من 10 مجموعات، واحدة منها تهتم بمتابعة ورصد ضباط مخابرات الجيش اللبناني، ومتابعة ضباط الأمن العام وفرع "المعلومات"، وأخرى لوجستيّة بقيادة اليمني يوسف الوسامي. قصف الجيش اللبناني السبت 19 سبتمبرالماضي، جرود عرسال المحاذية للحدود السورية ودمر مركزا لتنظيم "داعش"، وذلك في تصعيد أمني تشهده المنطقة مؤخراً. اليمن انتشرت سيارات مدمرة إثر تفجير في مسجد القبة الخضراء 17 يونيو الماضي في هجوم تبنته داعش، موضحة أن حضور داعش في اليمن محدود مقارنة بحضور القاعدة في شبه الجزيرة العربية، الفرع الأقوى للتنظيم الإرهابي، لكن في الآونة الأخيرة أشارت أنباء إلى أن طائرات تركية وقطرية وإماراتية، نقلت مئات من عناصر داعش، من سوريا إلى اليمن، بعد الضربات الجوية الروسية في سوريا. ووفقا لتقارير استخباراتية، وصلت إلى مطار عدن اليمني 4 طائرات؛ طائرتان تابعتان للخطوط الجوية التركية، وواحدة للطيران القطري، والرابعة للطيران الإماراتي، نقلت أكثر من 500 مسلح من داعش، كانوا قد انسحبوا من سوريا إثر الضربات الجوية الروسية، ولفت التقرير إلى أن "عملية نقل إرهابيي داعش من سوريا، سوف تستمر خلال الفترة القادمة". ليبيا ظهرت جماعة أنصار الشريعة، إحدى أكبر المليشيات بالبلاد والمتهمة بقتل السفير الأمريكي بطرابلس عام 2012، أعلنت نفسها من جديد على أنها داعش في بنغازي وصبراته وسرت. تونس يعتبر المقاتلون التونسيون من الخزانات الكبرى للمقاتلين الأجانب في داعش بسورياوالعراق بعد الخزان السعودي، بثلاثة آلاف مقاتل بحسب تقديرات الحكومة التونسية، وداخل تونس، تعمل المجموعات التكفيرية التابعة لتنظيم داعش على شكل خلايا تنشط في البلدات والمدن، تتركز في جنوب وجنوب غرب تونس، بينما يخوض الجيش التونسي معارك متقطعة مع الجماعات الإرهابية التي تعبر الحدود مع ليبيا والجزائر. وحسب المخابرات الداخلية التونسية، فإن الخلية التابعة لما يعرف بكتيبة عقبة بن نافع، تنظيم داعش في تونس، "خططت لاستهداف مقرات رسمية، وسيارات، ودوريات أمنية متنقلة في سوسة، والقيروان، واستهداف شخصيات مشهورة في الجهة من بينها رجال أعمال وسياسيين ورياضيين". الجزائر حصل داعش على مبايعة مجموعات صغيرة متفرقة في منطقتي البويرة وسكيكدة شرقي الجزائر قبل أشهر، ومن أبرز هذه الجماعات "جند الخلافة" الجزائرية التي لا يتجاوز عدد عناصرها 15 مسلحا، وهي تنشط في ما يعرف ب"مثلث الموت"، رؤوسه الثلاثة تيزي وزو وبومرداس والبويرة، المعقل الرئيس لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وعلى ما يبدو فإن هناك صراعا بين تنظيم القاعدة وداعش في الجزائر، وإن كان غير ظاهر في الوقت الحالي، وقد كان له عدة مؤشرات في وقت سابق، بدءا من بيان تأسيس تنظيم "جند الخلافة" وإعلان عناصره الخروج عن طاعة زعيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" عبد المالك دروكدال واتهامه بالتقاعس عما يعتبرونه "جهاداً"، واتهامه أيضاً بالخروج عن الخط والانحراف، وصولاً إلى مبايعة "جند الخلافة" لتنظيم "داعش" وزعيمه أبو بكر البغدادي، وظهر هذا الصراع أيضاً من خلال سعي "جند الخلافة" إلى استمالة مجموعات وكتائب صغيرة كانت تنشط ضمن "القاعدة"، بينها مجموعة سكيكدة شرقي الجزائر التي أعلنت قبل أشهر مبايعتها تنظيم "داعش". أفغانستانوباكستان أعلنت داعش في وقت سابق من العام الجاري تأسيس ولاية خراسان في منطقة تمتد على أجزاء من باكستانوأفغانستان وتشق طريقها نحو مناطق سيطرة طالبان، من خلال مقاتلين أجانب يجندون مقاتلين محليين، وتمكن التنظيم من الهجوم على مواقع لطالبان في الأسابيع والأشهر الأخيرة، وقطع رؤوس 10 مقاتلين من طالبان في يونيو واستولى على أراض كانت تخضع لسيطرة منافسهم المسلح، وتبنى التنظيم أول هجوم كبير له في أفغانستان خلال أبريل الماضي، حين فجر انتحاري نفسه في جلال آباد موديا بعشرات الأرواح، أما طالبان فنشرت رسالة في وقت سابق تحث التنظيم على البقاء خارج أفغانستان.