انطلقت فعاليات النسخة ال20 للمعرض الدولي الجزائري للكتاب، بقاعة نادي الصنوبر شرق العاصمة الجزائر، في 28 أكتوبر وتستمر حتى 7 نوفمبر، بمشاركة نحو 47 دولة أجنبية، وتستمر فعاليات هذه التظاهرة الأدبية بحضور عدد كبير من الكتاب العرب والأفارقة، إضافة إلى مثقفين أوروبيين وكتاب فرنسيين، «حميدو مسعودي» مفوض المعرض، قال في تصريحات للصحافة الجزائرية، «اخترنا أن تكون فرنسا الضيف الشرفي للمعرض هذه السنة بحكم العلاقات الثقافية الكثيفة والطيبة التي يتقاسمها البلدان». وتابع «بعدما حلت الجزائر كضيفة شرف على معرض الكتاب بمدينة مونبلييه جنوب شرق فرنسا في 2003، قررنا أن نرد الجميل لهذا البلد، مذكرا أن في 2014 الولاياتالمتحدة هي التي حلت ضيفة شرف على الجزائر. أما عن وزير الثقافة الجزائري «عز الدين ميهوبي» فقال "إن اختيار فرنسا كضيفة شرف أمر طبيعي، مؤكدا أن الناشرين والكتاب الفرنسيين هم الذين طلبوا المشاركة في هذا المعرض"، وتظهر المفارقة في إقامة إدارة المعرض، ولأول مرة، احتفالية بذكرى مجازر فرنسا في الجزائر عام 1945، بينما يخصص يومًا كاملًا للتبادل الثقافي الفرنسي الجزائري، وذلك من خلال تنظيم ندوات أدبية تجمع كتاب فرنسيين وجزائريين، وبحضور فلور بيلران، وزيرة الثقافة الفرنسية. ويقدر عدد الناشرين الذين سيعرضون منتجاتهم الأدبية في المعرض الدولي للكتاب بالجزائر بحوالي 910، 54% منهم جزائريون و14% عرب، فيما تقدر نسبة المشاركين الأوروبيين ب26%، ولم تتمكن إدارة المعرض، حسب المفوض حميدو مسعودي، من استضافة كل الناشرين والكتاب الذين كانوا يرغبون في المشاركة بسبب كثرة الطلبات "إن القائمين على المعرض لم يفرقوا بين الكتب المكتوبة باللغة العربية وتلك المدونة بالفرنسية" وتابع «مسعودي»: نحن نحاول فقط أن نعطي الأولوية للكتب الجديدة، خاصة في مجال الأدب والعلوم والكتب الجامعية وتلك التي تخص الأطفال. وأعلن المفوض أنه تم منع حوالي 111 كتاب من المشاركة، بحجة أنها كتب تحرض على العنف والإرهاب والكراهية والعنصرية أو تقلل من شأن ومن عظمة الثورة الجزائرية – حسب تعبيره. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الكتاب، بالرغم من أنهم جزائريون، لم يتلقوا الدعوة للمشاركة، مع أن كتبهم سوف تطرح للبيع خلال التظاهرة الثقافية، ومنهم الكاتب بوعلام صنصال غير المرغوب فيه بالجزائر بسبب كتبه المنتقدة لنظام بوتفليقة، والتي تتحدث أيضا عن الفساد الذي طال جميع مؤسسات الدولة وبعض حكام البلاد. ويتوقع أن تنظم محاضرات ولقاءات أدبية مع كتاب جزائريين وأجانب، إضافة إلى أمسيات شعرية وموسيقية، فيما ينتظر قدوم عشرات الآلاف من الزوار في معرض متألق استطاع أن يفرض نفسه كأحد أبرز الفعاليات الثقافية في منطقة المتوسط، رغم التضييق على حرية التعبير عبر إجراءات الرقابة.