يعتبر مقتل 200 من القوات الحكومية السودانية في اشتباكات بولاية النيل الأزرق جنوب شرق الخرطوم الشهر الماضي آخر نشاطات متمردو الحركة الشعبية شمال، حيث جاء ذلك رغم إعلان الرئيس السوداني عمر البشير أغسطس الماضي وقفا لإطلاق النار لمدة شهرين لإتاحة الفرصة أمام المتمردين للمشاركة في حل سياسي. كان الرئيس السوداني دعا في يناير من العام الماضي لحوار تشارك فيه الأحزاب المعارضة بما فيها تلك التي تحمل السلاح في دارفور غرب السودان وجنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن المعارضة رفضت دعوة البشير للحوار الذي كان من المقرر أن يبدأ في العاشر من أكتوبر الجاري. قال موقع سودان تربيون إن القائد العام للجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية شمال، أعلن حالة الاستعداد القصوى وإلغاء كل عطلات الضباط والأفراد، وعقدت هيئة أركان جيش الحركة اجتماعاً استمر أسبوعا، استعدادا لهجمات متوقعة من قوات الحكومة السودانية خلال فصل الصيف، حيث درجت القوات المسلحة السودانية على شن عمليات عسكرية خلال الصيف تحت اسم "الصيف الحاسم"، حيث تقاتل الحكومة متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ نحو 3 سنوات، ومجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 11 عاما. وبحسب بيان هيئة أركان الجيش الشعبي شمال، الجمعة، فإن هيئة الأركان عقدت هذا الشهر سلسلة من الاجتماعات تحت رئاسة رئيس هيئة الأركان العامة جقود مكوار، شارك فيها رئيس الحركة مالك عقار ونائب الرئيس عبد العزيز الحلو والأمين العام ياسر عرمان، وتعهدت قيادة الحركة الشعبية بإلحاق الهزيمة للهجوم الصيفي والعمل مع كافة قوى التغيير لإزالة النظام الحاكم. واستعرضت الهيئة طبقا للبيان، الاستعدادات لصد العدوان الحكومي الصيفي هذا العام الذي بدأ بقصف جوي تحضيري استهدف المدنيين أولاً ومواقع عسكرية للجيش الشعبي، وخلص الاجتماع إلى أن الجيش الشعبي لم يتضرر ولكن المدنيين هم الذين تضرروا من القصف الحكومي.