أعلنت لندن الثلاثاء الماضي أنها تبذل قصارى جهدها لإطلاق سراح مسن بريطاني في السعودية يواجه عقوبة ب 350 جلدة بعد أن عثر بحوزته على خمر محلي الصنع، وتساور أسرة المسن البريطاني مخاوف من أن رب الأسرة الذي نجا من مرض السرطان 3 مرات قد لا يحتمل جسده هذه العقوبة الثقيلة. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن العلاقات البريطانية مع المملكة العربية السعودية تعتمد على العمل والاستثمارات الواسعة، بما في ذلك مبيعات الأسلحة والاتصالات الأمنية السرية بشكل روتيني من قبل الحكومة البريطانية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالنظام القانوني الصارم للدولة الخليجية. وتضيف الصحيفة أن حالة "كارل أندرية"، 74 عاما، والذي يواجه عقوبة الجلد العلني لحيازته نبيذ محلي الصنع، تعد أحد أشرس القضايا لوزارة الخارجية البريطانية مع السعودية، ومن قبيل الصدفة، أن مجلس الوزراء ألغى عقد مع الجانب السعودي، خاص بتقديم المشورة بشأن السجون السعودية، مما يلقي الضوء على العلاقات المضطربة بين البلدين. وتوضح الصحيفة أن السعودية هي الشريك التجاري الرئيسي لبريطانيا في منطقة الشرق الأوسط، ونحو 30 ألف بريطاني يعيشون ويعملون في المملكة، بل وأيضا أنها أكبر سوق لاستيراد السلاح البريطاني. وتلفت الصحيفة إلى أنه على الصعيد الدولي، لدى السعودية ثاني أكبر احتياطي نفطي في العالم، وتحتل موقعا استراتيجيا جعلت منها شريكا حيويا للولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية، لعقود من الزمن، والآن هي المنافس الإقليمي لإيران، وتقود حملة عسكرية مثيرة للجدل ضد اليمن، بالإضافة إلى دعمها للمسلحين السوريين ضد الرئيس السوري "بشار الأسد". وتشير الصحيفة إلى أن العلاقات البريطانية السعودية شهدت توترات، في عام 1980، نتيجة للفيلم الوثائقي "موت أميرة" والذي كان لقصة حقيقية لأميرة وعشيقها، وتم إعدامهما بتهمة الزنا، مما دفع الرياض لطرد السفير البريطاني وفرض عقوبات، وذكرت الصحيفة أن الحكومة السعودية في عام 2006، هددت بإنهاء التعاون مع بريطانيا بسبب صفقة أسلحة اليمامة، والتي كانت من قبل "توني بلير". وكان حكم على كارل أندريه عقب ضبط خمر في سيارته، بالسجن لمدة 12 شهرا صدر في أغسطس من العام الماضي، إلا أنه لا يزال يقبع في سجنه في انتظار تنفيذ عقوبة الجلد على انتهاكه القوانين السعودية الصارمة التي تحظر تعاطي الكحول. وقال سيمون أندريه، نجل المدان بحيازة الكحول لهيئة الإذاعة البريطانية إن والده الذي اشتغل في شركات النفط بالمملكة لنحو 25 عاما، أكمل عقوبة السجن في أغسطس الماضي، مفترضا أنه لا يزال في السجن بانتظار تنفيذ عقوبة الجلد، مشيرا إلى أن رب الأسرة المصاب بالربو والذي عانى من مرض السرطان 3 مرات نادم على فعلته، وهو لا يرغب في أي شيء الآن عدا العودة إلى وطنه. وأشار سيمون أندريه إلى أن والده رجل عجوز واهن القوى، لافتا إلى أن محاولات إنقاذه الآن ناجمة عن مخاوف من إمكانية أن تتحول عقوبة الجلد إلى حكم بالإعدام بالنسبة له. وذكرت وزارة الخارجية البريطانية التي تحذر في موقعها على الإنترنت من العقوبات الصارمة على حيازة الكحول في السعودية أن موظفي السفارة في الرياض يتابعون بانتظام حالة المسن البريطاني الصحية، وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية: "لقد أثار الوزراء وكبار المسؤولين قضية أندريه مع الحكومة السعودية ونحن نسعى بنشاط للإفراج عنه في أقرب وقت ممكن". وتأتي قصة المسن البريطاني الذي يواجه عقوبة ب 350 جلدة لحيازته خمور بعد وقت قصير من مطالبة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من الرياض عدم تنفيذ عقوبة الإعدام في مواطن سعودي لدوره في احتجاجات مناهضة للحكومة السعودية حين كان في ال 17 عاما فقط من عمره بحسب نشطاء.