يبدو واضحا لكل من يتتبع أمر تنظيم داعش في العراقوسوريا أنه تنظيم ممول بشكل جيد للغاية، ويتضح هذا من عمليات التفجير واسعة النطاق في العراق وما حققته بمنتهي السهولة من السيطرة على الموصل وبعض مدن الشمال العراقي، هذا بالإضافة إلي انتشارها في سوريا، علاوة على انتشار الدعايات المروجة لهم، والأسلحة المتطورة التي فتحت للتنظيم جبهة في المنطقة. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن المحللين والنقاد يبحثون عن شرح مكثف للكوارث التي تقع داخل منطقة الشرق الأوسط في ظل صعود تنظيم داعش الإرهابي، والكوارث الإنسانية في سوريا، مضيفا أن الإجابة الحقيقية غير مستساغة سياسا، لأن السبب الرئيسي في كل هذه المصائب هي الولاياتالمتحدة، من خلال حروبها وعملياتها السرية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حلفائها في المنطقة. ويشير الموقع إلى أن ظهور تنظيم داعش يرجع إلى العديد من العوامل المعقدة على مدى الثلاثة عقود الماضية، حيث دخلت الولاياتالمتحدة بكل ثقلها بعمليات سرية وحروب لتصنع ما يسمى بتنظيم الدولة، ويضيف الموقع الكندي أن واشنطن بدأت بدعم الجماعات الإرهابية منذ الثمانينات لإنشاء قوة لمواجهة السوفيت، وكان "أسامة بن لادن" الذي تلقى تدريباته بمساعدة الأمريكان، وهو قائد الجماعة الإرهابية التي تدعى تنظيم القاعدة. ويلفت الموقع إلى أنه بعد غزو الولاياتالمتحدة للعراق في عام 2003، عملت على خلق تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، لينتشر في أنحاء الشرق الأوسط، ويخلق حربا طائفية تهدد المنطقة بأكملها، ويؤكد "جلوبال ريسيرش" أن الولاياتالمتحدة وإدارة الرئيس "باراك أوباما" تستمر في إعطاء الضوء الأخضر للجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش، لاستكمال الحرب في المنطقة من خلال سوريا، حيث ترغب واشنطن في التخلص من الرئيس السوري "بشار الأسد". ويضيف الموقع أن الولاياتالمتحدة وبمساعدة تركيا سمحت بتدفق الآلاف من التكفريين إلى الأراضي السورية، ليس فقط في سوريا، وإنما أيضا في ليبيا، بعد سقوط النظام الليبي ومقتل الزعيم "معمر القذافي"، ويؤكد الموقع أن منذ عام 2011، تقوم المخابرات الأمريكية بدعم المسلحين السوريين بالأسلحة والمعلومات الاستخباراتية، أملا في إنقاذ ما تبقى من الدعم الأمريكي، وذلك بمساعدة تركيا والدول الخليجية في المنطقة، خاصة قطر التي تعد المصدر الرئيسي للأسلحة للإرهابيين في سوريا. ويوضح الموقع أن كل ما تقوم به الولاياتالمتحدة يهدف إلى السيطرة على النفط في المنطقة، بمساعدة الدول الخليجية وتركيا، أحد أعضاء حلف الناتو، في مقابل حماية بلادهم واستمرار تصدير الأسلحة الأمريكية إلى دول مجلس التعاون.