أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، طانجو بيلغيج، عدم طرح تأسيس مجموعة عمل مع روسيا، خلال المباحثات التي أعقبت الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي، وأوضح بيلغيج، في تصريح صحفي، أن تركيا أعربت عن احتجاجها الشديد للسفارة الروسية في أنقرة، على خلفية انتهاك الأجواء التركية، يومي 3 و4 أكتوبر الحالي، وأنها أكدت أن روسيا ستكون مسؤولة عن النتائج المترتبة في حال تكرار الانتهاكات بشكل متعمد. ولفت بيلغيج إلى أنه جرى إبلاغ السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف، بذلك لدى استدعائه إلى مقر الخارجية، الأمر الذي أكد عليه البيان الصادرعقب الاجتماع الأمني برئاسة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، في الخامس من الشهر الحالي، وأردف المتحدث أنه تم إبلاغ المسؤولين العسكريين الروس بإمكانية لقائهم في أنقرة، من أجل الوقوف على أسباب الانتهاكات، والاستماع إلى توضيحاتهم، ومعرفة التدابير المتخذة للحيلولة دون تكرر الانتهاكات. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "حرييت" التركية إن تركيا عليها تجاوز الملاحظات التي تصدرها ضد روسيا وعملياتها العسكرية في سوريا، وانتهاك المجال الجوي التركي، حيث على أنقرة القيام بالعديد من المهام في هذا الصدد، ليس فقط لأن تركيا جارة سوريا الشمالية، ولكن لأن الوضع لا يمكن تجاهله. وتضيف الصحيفة أن تركيا لديها مصالح اقتصادية واسعة مع روسيا، خاصة في مجال الطاقة، وحال نشبت المشكلات بين الجانب التركي والروسي، سيهز ذلك الاقتصاد التركي بشكل كبير، وتشير الصحيفة إلى أن هناك عدد من القضايا بين البلدين يتفقان عليها، ولكن لديهما خلافات تصل إلى شبه جزيرة القرم، واليوم إلى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، وخاص في سوريا، ورغم الخلافات، لم يؤيد كل منهما قطع العلاقات بين البلدين. وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" زار موسكو مؤخرا، لافتتاح أحد المساجد، وخلال الزيارة لم يحدث أي إطراء مع نظيره الروسي، ولكن "أردوغان" أوضح سابقا أن روسيا صديقة لتركيا، حتى أن "بوتين" قالها مازحا، إنه سيساعد تركيا في الانظمام لمنظمة شنغهاي للتعاون، في مقابل عدم انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي. وترى الصحيفة أن التدخل العسكري الروسي في سوريا قد يكون مفك العلاقات بين نقرة وموسكو، وقد يؤدي إلى نزاع دبلوماسي خطير، أو مواجهة عسكرية بين البلدين، وتوضح الصحيفة أن تركيا حليف الناتو والولايات المتحدة، بدأت بإدانة الانتهاكات الروسية للمجال الجوي التركي، كما أن واشنطن تعهدت بدعم أنقرة ضد موسكو، ويمكن القول إن حلف شمال الأطلسي يرغب في تذكير "أردوغان" بالنظرة الروسية المعادية للغرب، والخلافات مع روسيا. وترى الصحيفة التركية أن رغم هذه التكهنات، على تركيا وضعها جانبا، وتذهب للتفاهم والحوار مع روسيا بشأن الأزمة السورية، وقد أشارت تقارير بالفعل إلى أن مسؤولين عسكريين أتراك بالفعل على اتصال مع نظرائهم الروس في موسكو للاطلاع على إمكانية التنسيق العسكري، ومنع وقوع حوادث مثل انتهاك المجال الجوي التركي، وتؤكد الصحيفة أن تركيا عليها إقامة حوار جديد مع روسيا بشأن مستقبل سوريا، لأن سياسة تركيا تجاه الأزمة السورية وإصرارها على رحيل الرئيس السوري "بشار الأسد"، قد انهارت منذ فترة طويلة، بفضل دعم موسكو للدولة السورية.