شيخ الأزهر يبحث مع رئيس التنظيم والإدارة مراحل تعيين 40 ألف معلم    برواتب تصل ل50 ألف جنيه.. فرص عمل في البوسنة والهرسك ومقدونيا الشمالية    أهمية دور الشباب بالعمل التطوعي في ندوة بالعريش    رئيس تجارية الإسماعيلية يكشف تفاصيل جديدة حول مهرجان المانجو    بتكلفة تتجاوز 90 مليون جنيه.. تطوير وصيانة مدارس المنيا    بث مباشر.. المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء    زلزال بقوة 6.03 درجة على مقياس ريختر يضرب شرق روسيا    الزمالك يهنئ ياسر إدريس بحصوله على منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للسباحة    القبض على سائق ميكروباص بعد اصطدامه بحاجز الأتوبيس الترددي أعلى الطريق الدائري (صور)    تعاون مصري إيطالي لإنشاء وتطوير5 مدارس للتكنولوجيا التطبيقية بمجالات الكهرباء    إخلاء سبيل 38 متهما بنشر أخبار كاذبة    طب بنها تطلق مؤتمر "جسور نحو تنمية صحية شاملة" ضمن فعالياتها العلمية    ترامب: الهند ستدفع تعريفة جمركية بنسبة 25% اعتبارًا من أول أغسطس    توقعات الأبراج في شهر أغسطس 2025.. على برج الثور الاهتمام بالعائلة وللسرطان التعبير عن المشاعر    محافظ المنوفية تنهي استعداداتها لانتخابات مجلس الشيوخ 2025 ب 469 لجنه انتخابية    المصري يواصل تدريباته في سوسة.. والكوكي يقترب من تحديد الودية الرابعة    "لدينا رمضان وإيفرتون".. حقيقة تفاوض بيراميدز لضم عبدالقادر    سباحة - الجوادي يحقق ذهبية سباق 800 متر حرة ببطولة العالم    نوير يدرس التراجع عن الاعتزال من أجل كأس العالم    هوجو إيكيتيكي يشارك في فوز ليفربول بثلاثية على يوكوهاما وديًا.. فيديو    الداخلية السورية: مزاعم حصار محافظة السويداء كذب وتضليل    التحقيق مع صانعة محتوى شهرت بفنانة واتهمتها بالإتجار بالبشر    الداخلية تكشف ملابسات فيديو اعتداء سائق ميكروباص على أسرة أعلى الدائري    إصابة 7 أشخاص في انقلاب سيارة بالفيوم    العثور على دقيقة مفقودة في تسجيلات المجرم الجنسي إبستين تثير الجدل.. ما القصة؟    التنسيقية تعقد صالونًا نقاشيًا حول أغلبية التأثير بالفصل التشريعي الأول بمجلس الشيوخ    حركة فتح: إعلان نيويورك إنجاز دبلوماسى كبير وانتصار للحق الفلسطينى    زياد الرحباني... الابن السري لسيد درويش    أحمد درويش: الفوز بجائزة النيل هو تتويج لجهود 60 عاما من العمل والعطاء    تغطية الطرح العام ل "الوطنية للطباعة" 8.92 مرة في ثالث أيام الاكتتاب    رئيس الوزراء: استراتيجية وطنية لإحياء الحرف اليدوية وتعميق التصنيع المحلي    المشدد 7 سنوات لعاطلين في استعراض القوة والبلطجة بالسلام    مصر تواجه تونس في ختام الاستعداد لبطولة العالم لكرة اليد تحت 19 عام    مصنعو الشوكولاتة الأمريكيون في "ورطة" بسبب رسوم ترامب الجمركية    "زراعة الشيوخ": تعديل قانون التعاونيات الزراعية يساعد المزارعين على مواجهة التحديات    تكثيف أمني لكشف جريمة الزراعات بنجع حمادي    رئيس جامعة بنها يترأس اجتماع لجنة المنشآت    "التضامن" تستجيب لاستغاثات إنسانية وتؤمّن الرعاية لعدد من السيدات والأطفال بلا مأوى    مي طاهر تتحدى الإعاقة واليُتم وتتفوق في الثانوية العامة.. ومحافظ الفيوم يكرمها    الرعاية الصحية تعلن تقديم أكثر من 2000 زيارة منزلية ناجحة    لترشيد الكهرباء.. تحرير 145 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق    محافظ أسوان يوجه بالانتهاء من تجهيز مبني الغسيل الكلوي الجديد بمستشفى كوم أمبو    أبو مسلم: جراديشار "مش نافع" ولن يعوض رحيل وسام ابو علي.. وديانج يمتلك عرضين    انكسار الموجة الحارة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة    مبيعات فيلم أحمد وأحمد تصل ل402 ألف تذكرة في 4 أسابيع    ما حكم كشف وجه الميت لتقبيله وتوديعه.. وهل يصح ذلك بعد التكفين؟.. الإفتاء تجيب    علي جمعة يكشف عن حقيقة إيمانية مهمة وكيف نحولها إلى منهج حياة    هل التفاوت بين المساجد في وقت ما بين الأذان والإقامة فيه مخالفة شرعية؟.. أمين الفتوى يجيب    ما معنى (ورابطوا) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا)؟.. عالم أزهري يوضح    ملك المغرب يؤكد استعداد بلاده لحوار صريح وأخوي مع الجزائر حول القضايا العالقة بين البلدين    33 لاعبا فى معسكر منتخب 20 سنة استعدادا لكأس العالم    ترامب يكشف عن تأثير صور مجاعة قطاع غزة على ميلانيا    استراتيجية الفوضى المعلوماتية.. مخطط إخواني لضرب استقرار مصر واستهداف مؤسسات الدولة    استقرار سعر الريال السعودي في بداية تعاملات اليوم 30 يوليو 2025    وفري في الميزانية، طريقة عمل الآيس كوفي في البيت زي الكافيهات    فلكيًا.. موعد بداية شهر رمضان 1447-2026    متابعة تطورات حركة جماعة الإخوان الإرهابية مع الإعلامية آلاء شتا.. فيديو    رسميًا.. جدول صرف مرتبات شهر أغسطس 2025 بعد تصريحات وزارة المالية (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوراق أكتوبر 73.. العسكري مؤرخًا
نشر في البديل يوم 07 - 10 - 2015

بعد الحرب، قدم العسكريون ممن شاركوا فى الحرب، وغيرهم من المحررين العسكريين والمؤرخين، مذكراتهم وتحليلاتهم ورصدهم للمعارك، فى كشف مباشر لأسرار 73، وحققت كتبهم مبيعات وانتشار ملحوظ آنئذ، وبسبقهم للغير بتأريخ الحرب كتبوا عمرًا طويلًا لمؤلفاتهم لتظل مرجعًا للدارسين والقراء.
فى ذكرى النصر تعرض «البديل» أبرز الكتب التي كشفت أسرار أكتوبر من جبهة التحرير، من اللحظات الأولى لاندلاع الحرب…
«مذكرات حرب أكتوبر»
الكتاب الأول عن المعركة، يقدمه الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية (مايو 1971: ديسمبر 1973)، وبما أنه العقل المدبر لتكتيكات الحرب ورب بيتها، ظل كتابه فى مقدمة المؤلفات التي أرّخت للسادس من أكتوبر، وصدرت منه عدة طبعات، منها الطبعة التي كتبت إهدائها حرمه "زينات السحيمي"، وفى الصفحة الأولى منه كتبت: "إلى شباب 25 يناير، الذين صنعوا أعظم الثورات، والتي لولاها لما رأى هذا الكتاب النور".
ظل هذا الكتاب رغم أهميته منفىاً بعيداً عن وطنه طيلة أكثر من ثلاثين عاماً، مطارداً كصاحبه، الذي أجاب فىه «الشاذلي» عن أسئلة فاصلة ومحورية فى تلك الحرب بل فى ذلك الصراع العربي الإسرائيلي، فىقول عن كتابه فى مقدمة طبعته الأولى:
«على الرغم من صدور كتب كثيرة عن حرب أكتوبر 1973 بين العرب والاحتلال, فما زال هناك الكثير من الحقائق الخافىة؛ التى لم يتعرض لها أحد حتى الأن كما أن ثمة حقائق أخرى قام بعضهم بتشويهها, أحياناً عن جهل, وأحياناً أخرى عن خطأ معتمد لإخفاء هذه الحقائق, ومن بين الموضوعات التى مازالت غامضة تبرز التساؤلات الأتية:
لماذا لم تقم القوات المصرية بتطوير هجومها نحو الشرق بعد نجاحها فى عبور قناة السويس, ولماذا لم تستول على المضائق فى سيناء؟
هل تصورتالقيادة العامة للقات المسلحة المصرية أن يقوم العدو باختراق منطقة الدفرسوار بالذات, وأنها أعدت الخطة اللازمة لدحر هذا الاختراق فى حالة وقوعه؟ وإذ كان هذا حقيقياً, فلماذا لم يقم المصريون بالقضاء على الاختراق فور حدوثه؟
كيف تطور اختراق العدو فى منطقة الدفرسوار يوماً بعد يوم, وكيف كانت الخطط التى يضعها العسكريون تنقض من قبل رئيس الجمهورية ووزير الحربية؟ من هو المسئول عن حصار الجيش الثالث؟ من هم القادة العسكريون أم القادة السياسيون؟ كيف أثر حصار الجيش الثالث على نتائج الحرب سياسياً وعسكرياً, لا على مصر وحدها بل على العالم العربى بأسره؟
عندما قررت أن أبدأ فى كتابة مذكراتيفى أكتوبر 76- أي بعد 3سنوات من حرب أكتوبر 73- لم يكن هدفى هو كشف أكاذيب السادات التي عمد تأليفها جزافاً، بعد أن وضعت الحرب أوزارها, بل كان هدفى الأول هو إعطاء صورة حقيقية للأعمال المجيدة والمشرفة التي قام بها الجندى المصريفى هذه الحرب. إن من المؤسف حقاً أن السادات ورجاله لم يستطيعوا تقديم هذه الحرب فى الإطار الذي تستحقه، كعمل من أروع الأعمال العسكرية فى العالم. ولقد عمدوا إلى الكلمات الإنشائية والبلاغية دون الاستعانة بلغة الأرقام والتحليل العلمي للعوامل المحيطة بها».
يحكي «الشاذلي» فى بداية أوراقه: لم نكف عن التفكير فى الهجوم على العدو الذى يحتل أراضينا حتى فى أحلك ساعات الهزيمة فى يونيه 1967، لقد كان الموضوع ينحصر فقط فى متى يتم مثل هذا الهجوم، وربط هذا التوقيت بإمكانيات القوات المسلحة لتنفيذه. وفى خريف 1968 بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة تستطلع إمكان القيام بمثل هذا الهجوم على شكل «مشاريع استراتيجية» تنفذ بمعدل مرة واحدة فى كل عام، وقد كان الهدف من هذه المشاريع تدريب القيادة العامة للقوات المسلحة، بما فى ذلك قيادات القوات الجوية والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوى، وقد استمرت هذه المشاريع خلال عامى 1971 و1972.أما المشروع الذى كان مقررا عقده عام 1973 فلم يكن إلا خطة حرب أكتوبر الحقيقية التى قمنا بتنفىذها فى 6 أكتوبر 1973.
إن تفوق العدو الجوى الساحق جعل بإمكانه توجيه جماعات منقولة جوًا لتدمير وتخريب أهدافنا الحيوية المتناثرة فى طول البلاد وعرضها، وأن البنية التحتية Infrastructureوالأهداف الحيوية فى مصر، هى أهداف مثالية لجماعات التخريب المعادية، فهناك مئات الكبارى فوق النيل والرياحات والترع، وهناك خطوط أنابيب المياه والبترول التى تمتد مئات الكيلومترات عبر الصحراء، وكذلك خزانات المياه والنفط ومحطات الضخ والتقوية وتوليد الكهرباء.. إلخ.
فى الساعة 2000 يوم 19 من مايو 1971 اجتمع وفد عسكرى سوفيتى مع وفد عسكرى مصرى لبحث التسهيلات البحرية التى يطلبها الجانب السوفيتى فى الموانئ المصرية. كان الوفد السوفيتى برئاسة الجنرال يفيموف Yeflmovوعضوية الأدميرال فاسيلىVassilyوالجنرال أوكينيف OKUNEV، وكان الوفد المصرى برئاسة الفريق صادق وزير الحربية وعضوية اللواء الشاذلى (ر.ا.ح.ق.م.م) والعميد أمير الناظر، الأمين العام لوزارة الحربية. وكان الجانب السوفىتى يطلب زيادة فى التسهيلات البحرية التى كان يمارسها فعلا.
فى تمام الساعة 1400 يوم 21 من أغسطس 1973، دخلت ميناء الإسكندرية باخرة ركاب سوفىتية، وعليها 6 من الرجال السوريين كان يتوقف على قرارهم مصير الحرب والسلام فى منطقة الشرق الأوسط. كان هؤلاء هم اللواء طلاس وزير الدفاع، واللواء يوسف شكور (ر.ا.ح. ق. م. س)، واللواء ناجى جميل قائد القوات الجوية والدفاع الجوى، واللواء حكمت الشهابى مدير المخابرات الحربية، واللواء عبد الرزاق الدرديرى رئيس هيئة العمليات، والعميد فضل حسين قائد القوات البحرية. كانوا جميعا بملابسهم المدنية ولم يخطر وسائل الإعلام فى مصر أو فى سوريا بأى شىء عن هذا الموضوع سواء قبل وصول الوفد أو بعده. كنت أنا فى استقبالهم على رصيف الميناء، حيث خرجنا دون أية مراسم إلى نادى الضباط، حيث نزلوا خلال فترة إقامتهم بالإسكندرية فى مبنى قيادة القوات البحرية المصرية فى قصر رأس التين بالإسكندرية. كان الوفد المصرى يتكون من الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية، والفريق سعد الدين الشاذلى (ر.ا.ح.ق.م.م)، واللواء محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى، واللواء حسنى مبارك قائد القوات الجوية، واللواء فؤاد زكريا قائد القوات البحرية، واللواء عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات، واللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية. كان هؤلاء الرجال الثلاثة عشر هم المجلس الأعلى للقوات المصرية والسورية المشتركة، وكان يقوم بأعمال السكرتارية لهذا المجلس اللواء بهى الدين نوفل.. كان الهدف من اجتماع هذا المجلس هو الاتفاق على ميعاد الحرب.
فى يوم 6 أكتوبر 1973 فى الساعة 1405 (الثانية وخمس دقائق ظهرا) شن الجيشان المصرى والسورى هجومًا كاسحًا على إسرائيل، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصرى خطة «المآذن العالية» التى وضعها الفريق الشاذلى بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلى يقول فى كتابه «حرب اكتوبر»: «فى أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أى أمر لأى وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدى مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدى طابور تدريب تكتيكى».
«مذكرات الجمسي»
المشير محمد عبد الغني الجمسي، وهو ثالث مشير فى الجيش المصري بعد كل من المشير عبد الحكيم عامر والمشير أحمد إسماعيل، وقضى فى القوات المسلحة حوالي 39 عاما متصلة، لذا تظل مذكراته عن الحرب مهمة وفى نفس أهمية مذكرات الشاذلي، خاصة فى مرحلة كواليس ما بعد الحرب.
يروي الجمسي قصة إعفائه من مسؤولياته الحربية وخروجه من الوزارة بقوله: «حدد الرئيس الراحل أنور السادات الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 3 أكتوبر 1978 لمقابلتي فى استراحة القناطر ولما كان الاستدعاء بناء على رغبة دون تحديد موضوع المقابلة فقد أخذت معي حقيبة أوراقي التي تحتوي على بعض الموضوعات الهامة عن القوات المسلحة والموقف العسكري بيننا وبين إسرائيل على افتراض أنها ستكون موضوع المناقشة والبحث بعد اتفاقية كامب ديفيد، الحديث مع السادات بدأ بسؤاله عن صحة زوجتي التي كانت تعاني من مرض الفشل الكلوي ثم أوصى الأطباء المعالجون بضرورة سفرها للخارج للعلاج فى مستشفى ليون بفرنسا، وانتقل السادات من الحديث الاجتماعي القصير إلى السياسة الداخلية ووصفها بأنها «مرحلة جديدة» تمر بها مصر. وقال: لذلك قررت إجراء تغيير شامل فى مؤسسات الدولة وأجهزتها، وأخذت أفكر أثناء العودة فى الأسلوب الصحيح لتسليم قيادة القوات المسلحة إلى زميلي كمال حسن علي، ونقل مسؤوليات رئيس الأركان إلى اللواء أحمد بدوي حتى لا يحدث فراغ فى المسؤوليات بين القيادة الحالية والقيادة الجديدة.
وعن ثغرة الدفرسوار يؤكد المشير الجمسي أن الهدف من عملية الثغرة لدى إسرائيل كان محاولة منها لتحسين صورتها أمام وسائل الإعلام بعد سلسلة من الهزائم, ويرى الجمسي أنه من حق الكثيرين أن يتساءلوا لماذا حدثت الثغرة؟ وكيف حدثت؟ خاصة بعد النجاح الكبير لقواتنا المسلحة التي نجحت فى يوم واحد فى إنشاء خمسة رؤوس لكباري.
وينتقد الجمسي الطريقة التي تعاملت بها مصر إعلاميا مع الثغرة, ففى الوقت الذي كان المواطنون يستمعون فى الإذاعات الأجنبية وما يكتب فى الصحف بالخارج نقلا عن إسرائيل يجدون فى الإعلام المصري تعتيما عما يدور فى أرض المعركة, وزاد الأمر بلة تصريحات السادات التي أعطت الانطباع بأن الفريق الشاذلي لم يبذل الجهد الكافىفى التعامل مع الثغرة.
كان الاحتلال قد مني بخسائر عديدة طوال أيام القتال, وزاد الوضع الداخلي سوءا فى إسرائيل, وقالت جولدا مائير "لا أعرف كيف سأواجه عائلات القتلى الكثيرين فى الحرب", لذلك كانت القيادة الإسرائيلية تستميت للقيام بعمل عسكري يعيد للجيش الإسرائيلي ثقته بنفسه وثقة الشعب الإسرائيلي به.
ومن وجهة نظر السياسة الأمريكية, كانت أمريكا تري أن هزيمة إسرائيل تعني أمريكا فى الشرق الأوسط إذا حسم السلاح السوفيتي نتيجة هذه الحرب, كما أن نجاح إسرائيل فى إحدى المعارك يعطي لأمريكا ورقة للمساومة بها سياسيا فى المفاوضات التي تعقب الحرب.
«أبطال الفرقة 19.. مقاتلون فوق العادة»
مذكرات الفريق يوسف عفيفى، أبرز القادة العسكريين فى حرب أكتوبر وقائد الفرقة 19 مشاة. وركزت المذكرات على دور الفرقة 19 فى حرب أكتوبر، وهو يرى أنها الحرب الوحيدة الحقيقية التي خاضتها القوات المسلحة المصرية بكل الأبعاد والمقاييس العسكرية. وتحدث عن انفراد الفرقة 19 بالقيام بهجوم ليلي فى مساء يوم 10 أكتوبر ونجاحها فى الاستيلاء على مركز قيادة العدو فى «متلا»، إضافة إلى النجاحات المعنوية للقوات المسلحة المصرية.
ويوضح الكتاب حقيقة دور الشيخ حافظ سلامة في المقاومة الشعبية أثناء حصار مدينة السويس. وعن مؤلفه العميد أركان حرب يوسف عفيفى محمد، الذي شغل منصب رئاسة أركان الحرس الجمهوري، ومساعد وزير الدفاع، ثم محافظ البحر الأحمر عام 1981، كان قائد الفرقة 19 مشاة فى حرب أكتوبر 1973، حصل على بكالوريوس علوم عسكرية 1948، ماجستير علوم عسكرية 1961 بموسكو، ماجستير علوم عسكرية 1961 ودورة الدراسات العليا بأكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة 1973، بكالوريوس تجارة من كلية التجارة بجامعة القاهرة 1957. عمل قائد فصيلة مشاة 1948، مدرس بمعهد المشاة بالكلية الحربية وكلية الأركان 1953-1963، رئيس أركان اللواء 10 مشاة باليمن 1963، مساعد رئيس مكتب المشتريات العسكرية فى بون 1964-1965، رئيس أركان الحرس الجمهورية 1965-1966، رئيس أركان اللواء 4 مشاة 1966-1987، رئيس هيئة البحوث العسكرية.
«مذكرات اللواء عبد المنعم خليل»
اللواء خليل تولى قيادة الجيش الثاني الميداني مرتين، الأولى حتى يناير 1972، والثانية أثناء حرب أكتوبر نفسها، وحصل على نجمة الشرف العسكرية ووسام بطل الجيش الثاني، وبقي فى خدمة القوات المسلحة حتى أحيل للتقاعد فى أول يوليو 1975.
من المذكرات نعرف أن «خليل» كان منبهراً انبهارا شديدا بإدارة السادات للصراع السياسي بين مصر والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي فى الفترة التي سبقت حرب أكتوبر، إذ يرى أن السادات «اتسم بحنكة سياسية فريدة فى مواجهة المعضلات السياسية».
«الساعة 1405»
صاحبه هو صلاح قبضايا- المحرر العسكري لجريدة الأخبار المصرية إبان حرب أكتوبر، كتابه يحوي معلومات مثيرة بحكم أن كاتبه عايش الأحداث بين الجنود لحظة بلحظة.
كانت الطبعة الأولى التي صدرت عن مؤسسة أخبار اليوم فى مايو 1974، ويسجل الكتاب قصة العبور فى حرب أكتوبر من خلال شهادات حية جمعها شاهد عيان مراسلا حربيا لأخبار اليوم منذ انطلقت الحرب، وسجلت العديد من القصص المثيرة التي تتشابك خيوطها لتشكل فى النهاية قصة أول هزيمة فى تاريخ إسرائيل كما يرويها أبطال العبور. وأهدى الدكتور صلاح قبضايا كتابه إلى الشهيد الذي التقى به على الضفة الشرقية للقناة قبل ساعات من استشهاده.
«أكتوبر 73 السلاح والسياسة»
للكاتب الصحفى الكبير، محمد حسنين هيكل، الصادر عن دار «الشروق»، وهو الجزء الرابع والأخير من سلسلة «حرب الثلاثين سنة»، التى حكى فىها «الأستاذ» قصة صراع الأمة العربية بقيادة مصر، ضد الهيمنة الأجنبية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى إلى منتصف ثمانينياته، والتى تضم على الترتيب «ملفات السويس»، «سنوات الغليان»، و«الانفجار».
يبدأ هيكل بعد المقدمة بمشهد افتتاحى للموضوع الرئيسى للكتاب: «فى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت 6 أكتوبر سنة 1973، لاحت الفرصة التى تمنتها وعملت لها وانتظرتها أمة بأسرها من الخليج إلى المحيط.. على الجبهة المصرية تلاحقت عواصف النار.. ضربة طيران، ثم قصفة مدفعية، ثم نزل إلى مياه قناة السويس ألف قارب مطاطى تقل ثمانية آلاف مقاتل هم الموجة الأولى من موجات العبور، وكان وراء هذه الموجات طوفان من قوات المشاة والمدرعات يهدر فى انتظار دوره فى العبور، وكان وراء هذا الحشد المهيب كله، جيش المليون مقاتل. وعندما ارتفع الأذان لصلاة المغرب فى ذلك العاشر من رمضان، كانت مصر تعيش واحدة من أمجد ساعات عمرها.
وعلى الجبهة السورية ارتسمت صورة مماثلة.. تمهيد بالمدفعية، ثم اندفعت ثلاث فرق من المشاة والمدرعات تكتسح مرتفعات الجولان وتقترب بسرعة لم يكن يتوقعها أحد من حافة المرتفعات وتطل على سهول الحولة ووراؤها تلوح وديان الجليل الخضراء، وتلمع مياه بحيرة طبرية بخيوط ذهبية عكسها نزول الشمس ومرور سحابات خريف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.