رئيس جامعة أسيوط يفتتح المعرض والحفل السنوي للأقسام العلمية بكلية التربية النوعية    البنوك تحقق أرباحا بقيمة 152.7 مليار جنيه خلال 3 أشهر    في أول هجوم نهارا.. إسرائيل تعلن إطلاق إيران صواريخ نحوها وتفعيل حالة التأهب في عدة مناطق    كريم رمزي: مروان عطية نجح في ايقاف خطورة ميسي    توقعات بتأثيرات سلبية على سلاسل الإمداد العالمية بسبب الضربات الإسرائيلية الإيرانية    محافظ المنيا عن امتحانات الثانوية العامة: اليوم الأول مر بلا شكاوى    دينا نبيل عثمان رئيسًا لقناة النيل الدولية Nile TV    لطيفة تؤجل طرح ألبومها الجديد بسبب وفاة شقيقها: الله يرحمك يا روحي    دعاء دخول امتحان الثانوية العامة لراحة القلب وتيسير الإجابة    تجديد تعيين جيهان رمضان مديرا عاما للحسابات والموازنة بجامعة بنها    صحيفة أحوال المعلم 2025 برابط مباشر مع الخطوات    إيران تنفي إرسال أيّ طلب إلى قبرص لنقل «رسائل» إلى إسرائيل    تأجيل نهائي كأس أمير الكويت لأجل غير مسمى بسبب أحداث المنطقة    محافظ الشرقية يستقبل أسقف ميت غمر ودقادوس وبلاد الشرقية والوفد الكنسي المرافق    المصرف المتحد الأفضل للحلول الاستثمارية في مصر خلال 2025    إحالة أوراق المتهم بخطف طفل وقتله لسرقة دراجته في الشرقية إلى المفتي    ضبط 4 أطنان سلع مجهولة المصدر في حملة تموينية مكبرة بمركز ومدينة بسيون    مدبولى: مخطط طرح أول المطارات المصرية للإدارة والتشغيل قبل نهاية العام الجاري    رئيس مجلس الدولة يفتتح فرع توثيق مجمع المحاكم بالأقصر    ما يقرب من 2 مليون.. تعرف على إجمالي إيرادات فيلم "المشروع X"    احذر عند التعامل معهم.. أكثر 3 أبراج غضبًا    تصعيد خطير بين إيران وإسرائيل.. دمار واسع ومخاوف من موجة هجمات جديدة    فيلم "شرق 12" يشارك في الدورة الثامنة من أيام القاهرة السينمائية    مكتبة الإسكندرية تطلق أحدث جوائزها للمبدعين الشباب    استمرار أعمال توريد القمح بتوريد 508 آلاف طن قمح منذ بدء موسم 2025 بالمنيا    لطلبة الثانوية العامة.. تناول الأسماك على الغداء والبيض فى الفطار    طب قصر العيني تُحقق انجازًا في الكشف المبكر عن مضاعفات فقر الدم المنجلي لدى الأطفال    قوافل الأحوال المدنية تواصل تقديم خدماتها للمواطنين بالمحافظات    في عيد ميلاده ال33.. محمد صلاح يخلد اسمه في سجلات المجد    بالأرقام.. كل ما قدمه أحمد زيزو في أول ظهور رسمي له بقميص الأهلي في مونديال الأندية    ماشى بميزان فى سيارته.. محافظ الدقهلية يستوقف سيارة أنابيب للتأكد من الوزن    قرارات إزالة لمخالفات بناء وتعديات بالقاهرة وبورسعيد والساحل الشمالي    شكوك حول مشاركة محمد فضل شاكر بحفل ختام مهرجان موازين.. أواخر يونيو    "لا للملوك": شعار الاحتجاجات الرافضة لترامب بالتزامن مع احتفال ذكرى تأسيس الجيش الأمريكي    النواب يحذر من تنظيم مسيرات أو التوجه للمناطق الحدودية المصرية دون التنسيق المسبق    حزب العدل والمساواة يعقد اجتماعًا لاستطلاع الآراء بشأن الترشح الفردي لمجلس الشيوخ    يسري جبر يوضح تفسير الرؤيا في تعذيب العصاة    "برغوث بلا أنياب".. ميسي يفشل في فك عقدة الأهلي.. ما القصة؟    حسين لبيب يعود إلى نادي الزمالك لأول مرة بعد الوعكة الصحية    جامعة القاهرة تنظم أول ورشة عمل لمنسقي الذكاء الاصطناعى بكليات الجامعة ومعاهدها    محافظ أسيوط: استمرار حملات تطهير الترع لضمان وصول المياه إلى نهاياتها    محافظ أسيوط يشهد فعاليات اليوم العلمي الأول للتوعية بمرض الديمنشيا    «خلافات أسرية».. «الداخلية» تكشف ملابسات مشاجرة بالأسلحة البيضاء في البحيرة    انقلاب ميكروباص يقل 14 من مراقبي الثانوية العامة وإصابة 7 بسوهاج    البابا تواضروس يترأس قداس الأحد الثاني من بؤونة بكنيسة العذراء والشهيدة مارينا بالعلمين (صور)    دراسة: لقاح كوفيد يحمى من تلف الكلى الشديد    الأردن يعلن إعادة فتح مجاله الجوي بعد إجراء تقييم للمخاطر    أخر موعد للتقديم لرياض الأطفال بمحافظة القاهرة.. تفاصيل    التعليم العالى: المؤتمر ال17 لمعهد البحوث الطبية يناقش أحدث القضايا لدعم صحة المجتمع    توافد طلاب الدقهلية لدخول اللجان وانطلاق ماراثون الثانوية العامة.. فيديو    تعرض مقر وزارة الدفاع الإيرانية في طهران لهجوم إسرائيلي    متى تبدأ السنة الهجرية؟ هذا موعد أول أيام شهر محرم 1447 هجريًا    الغارات الإسرائيلية على طهران تستهدف مستودعا للنفط    أصل التقويم الهجري.. لماذا بدأ من الهجرة النبوية؟    لافتة أبو تريكة تظهر في مدرجات ملعب مباراة الأهلي وإنتر ميامي (صورة)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 15-6-2025 في محافظة قنا    هاني رمزي: خبرات لاعبي الأهلي كلمة السر أمام إنتر ميامي    موعد مباراة الأهلي وإنتر ميامي والقنوات الناقلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أوراق أكتوبر 73.. العسكري مؤرخًا
نشر في البديل يوم 07 - 10 - 2015

بعد الحرب، قدم العسكريون ممن شاركوا فى الحرب، وغيرهم من المحررين العسكريين والمؤرخين، مذكراتهم وتحليلاتهم ورصدهم للمعارك، فى كشف مباشر لأسرار 73، وحققت كتبهم مبيعات وانتشار ملحوظ آنئذ، وبسبقهم للغير بتأريخ الحرب كتبوا عمرًا طويلًا لمؤلفاتهم لتظل مرجعًا للدارسين والقراء.
فى ذكرى النصر تعرض «البديل» أبرز الكتب التي كشفت أسرار أكتوبر من جبهة التحرير، من اللحظات الأولى لاندلاع الحرب…
«مذكرات حرب أكتوبر»
الكتاب الأول عن المعركة، يقدمه الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية (مايو 1971: ديسمبر 1973)، وبما أنه العقل المدبر لتكتيكات الحرب ورب بيتها، ظل كتابه فى مقدمة المؤلفات التي أرّخت للسادس من أكتوبر، وصدرت منه عدة طبعات، منها الطبعة التي كتبت إهدائها حرمه "زينات السحيمي"، وفى الصفحة الأولى منه كتبت: "إلى شباب 25 يناير، الذين صنعوا أعظم الثورات، والتي لولاها لما رأى هذا الكتاب النور".
ظل هذا الكتاب رغم أهميته منفىاً بعيداً عن وطنه طيلة أكثر من ثلاثين عاماً، مطارداً كصاحبه، الذي أجاب فىه «الشاذلي» عن أسئلة فاصلة ومحورية فى تلك الحرب بل فى ذلك الصراع العربي الإسرائيلي، فىقول عن كتابه فى مقدمة طبعته الأولى:
«على الرغم من صدور كتب كثيرة عن حرب أكتوبر 1973 بين العرب والاحتلال, فما زال هناك الكثير من الحقائق الخافىة؛ التى لم يتعرض لها أحد حتى الأن كما أن ثمة حقائق أخرى قام بعضهم بتشويهها, أحياناً عن جهل, وأحياناً أخرى عن خطأ معتمد لإخفاء هذه الحقائق, ومن بين الموضوعات التى مازالت غامضة تبرز التساؤلات الأتية:
لماذا لم تقم القوات المصرية بتطوير هجومها نحو الشرق بعد نجاحها فى عبور قناة السويس, ولماذا لم تستول على المضائق فى سيناء؟
هل تصورتالقيادة العامة للقات المسلحة المصرية أن يقوم العدو باختراق منطقة الدفرسوار بالذات, وأنها أعدت الخطة اللازمة لدحر هذا الاختراق فى حالة وقوعه؟ وإذ كان هذا حقيقياً, فلماذا لم يقم المصريون بالقضاء على الاختراق فور حدوثه؟
كيف تطور اختراق العدو فى منطقة الدفرسوار يوماً بعد يوم, وكيف كانت الخطط التى يضعها العسكريون تنقض من قبل رئيس الجمهورية ووزير الحربية؟ من هو المسئول عن حصار الجيش الثالث؟ من هم القادة العسكريون أم القادة السياسيون؟ كيف أثر حصار الجيش الثالث على نتائج الحرب سياسياً وعسكرياً, لا على مصر وحدها بل على العالم العربى بأسره؟
عندما قررت أن أبدأ فى كتابة مذكراتيفى أكتوبر 76- أي بعد 3سنوات من حرب أكتوبر 73- لم يكن هدفى هو كشف أكاذيب السادات التي عمد تأليفها جزافاً، بعد أن وضعت الحرب أوزارها, بل كان هدفى الأول هو إعطاء صورة حقيقية للأعمال المجيدة والمشرفة التي قام بها الجندى المصريفى هذه الحرب. إن من المؤسف حقاً أن السادات ورجاله لم يستطيعوا تقديم هذه الحرب فى الإطار الذي تستحقه، كعمل من أروع الأعمال العسكرية فى العالم. ولقد عمدوا إلى الكلمات الإنشائية والبلاغية دون الاستعانة بلغة الأرقام والتحليل العلمي للعوامل المحيطة بها».
يحكي «الشاذلي» فى بداية أوراقه: لم نكف عن التفكير فى الهجوم على العدو الذى يحتل أراضينا حتى فى أحلك ساعات الهزيمة فى يونيه 1967، لقد كان الموضوع ينحصر فقط فى متى يتم مثل هذا الهجوم، وربط هذا التوقيت بإمكانيات القوات المسلحة لتنفيذه. وفى خريف 1968 بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة تستطلع إمكان القيام بمثل هذا الهجوم على شكل «مشاريع استراتيجية» تنفذ بمعدل مرة واحدة فى كل عام، وقد كان الهدف من هذه المشاريع تدريب القيادة العامة للقوات المسلحة، بما فى ذلك قيادات القوات الجوية والقوات البحرية وقوات الدفاع الجوى، وقد استمرت هذه المشاريع خلال عامى 1971 و1972.أما المشروع الذى كان مقررا عقده عام 1973 فلم يكن إلا خطة حرب أكتوبر الحقيقية التى قمنا بتنفىذها فى 6 أكتوبر 1973.
إن تفوق العدو الجوى الساحق جعل بإمكانه توجيه جماعات منقولة جوًا لتدمير وتخريب أهدافنا الحيوية المتناثرة فى طول البلاد وعرضها، وأن البنية التحتية Infrastructureوالأهداف الحيوية فى مصر، هى أهداف مثالية لجماعات التخريب المعادية، فهناك مئات الكبارى فوق النيل والرياحات والترع، وهناك خطوط أنابيب المياه والبترول التى تمتد مئات الكيلومترات عبر الصحراء، وكذلك خزانات المياه والنفط ومحطات الضخ والتقوية وتوليد الكهرباء.. إلخ.
فى الساعة 2000 يوم 19 من مايو 1971 اجتمع وفد عسكرى سوفيتى مع وفد عسكرى مصرى لبحث التسهيلات البحرية التى يطلبها الجانب السوفيتى فى الموانئ المصرية. كان الوفد السوفيتى برئاسة الجنرال يفيموف Yeflmovوعضوية الأدميرال فاسيلىVassilyوالجنرال أوكينيف OKUNEV، وكان الوفد المصرى برئاسة الفريق صادق وزير الحربية وعضوية اللواء الشاذلى (ر.ا.ح.ق.م.م) والعميد أمير الناظر، الأمين العام لوزارة الحربية. وكان الجانب السوفىتى يطلب زيادة فى التسهيلات البحرية التى كان يمارسها فعلا.
فى تمام الساعة 1400 يوم 21 من أغسطس 1973، دخلت ميناء الإسكندرية باخرة ركاب سوفىتية، وعليها 6 من الرجال السوريين كان يتوقف على قرارهم مصير الحرب والسلام فى منطقة الشرق الأوسط. كان هؤلاء هم اللواء طلاس وزير الدفاع، واللواء يوسف شكور (ر.ا.ح. ق. م. س)، واللواء ناجى جميل قائد القوات الجوية والدفاع الجوى، واللواء حكمت الشهابى مدير المخابرات الحربية، واللواء عبد الرزاق الدرديرى رئيس هيئة العمليات، والعميد فضل حسين قائد القوات البحرية. كانوا جميعا بملابسهم المدنية ولم يخطر وسائل الإعلام فى مصر أو فى سوريا بأى شىء عن هذا الموضوع سواء قبل وصول الوفد أو بعده. كنت أنا فى استقبالهم على رصيف الميناء، حيث خرجنا دون أية مراسم إلى نادى الضباط، حيث نزلوا خلال فترة إقامتهم بالإسكندرية فى مبنى قيادة القوات البحرية المصرية فى قصر رأس التين بالإسكندرية. كان الوفد المصرى يتكون من الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية، والفريق سعد الدين الشاذلى (ر.ا.ح.ق.م.م)، واللواء محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى، واللواء حسنى مبارك قائد القوات الجوية، واللواء فؤاد زكريا قائد القوات البحرية، واللواء عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات، واللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية. كان هؤلاء الرجال الثلاثة عشر هم المجلس الأعلى للقوات المصرية والسورية المشتركة، وكان يقوم بأعمال السكرتارية لهذا المجلس اللواء بهى الدين نوفل.. كان الهدف من اجتماع هذا المجلس هو الاتفاق على ميعاد الحرب.
فى يوم 6 أكتوبر 1973 فى الساعة 1405 (الثانية وخمس دقائق ظهرا) شن الجيشان المصرى والسورى هجومًا كاسحًا على إسرائيل، بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصرى خطة «المآذن العالية» التى وضعها الفريق الشاذلى بنجاح غير متوقع، لدرجة أن الشاذلى يقول فى كتابه «حرب اكتوبر»: «فى أول 24 ساعة قتال لم يصدر من القيادة العامة أى أمر لأى وحدة فرعية.. قواتنا كانت تؤدى مهامها بمنتهى الكفاءة والسهولة واليسر كأنها تؤدى طابور تدريب تكتيكى».
«مذكرات الجمسي»
المشير محمد عبد الغني الجمسي، وهو ثالث مشير فى الجيش المصري بعد كل من المشير عبد الحكيم عامر والمشير أحمد إسماعيل، وقضى فى القوات المسلحة حوالي 39 عاما متصلة، لذا تظل مذكراته عن الحرب مهمة وفى نفس أهمية مذكرات الشاذلي، خاصة فى مرحلة كواليس ما بعد الحرب.
يروي الجمسي قصة إعفائه من مسؤولياته الحربية وخروجه من الوزارة بقوله: «حدد الرئيس الراحل أنور السادات الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء 3 أكتوبر 1978 لمقابلتي فى استراحة القناطر ولما كان الاستدعاء بناء على رغبة دون تحديد موضوع المقابلة فقد أخذت معي حقيبة أوراقي التي تحتوي على بعض الموضوعات الهامة عن القوات المسلحة والموقف العسكري بيننا وبين إسرائيل على افتراض أنها ستكون موضوع المناقشة والبحث بعد اتفاقية كامب ديفيد، الحديث مع السادات بدأ بسؤاله عن صحة زوجتي التي كانت تعاني من مرض الفشل الكلوي ثم أوصى الأطباء المعالجون بضرورة سفرها للخارج للعلاج فى مستشفى ليون بفرنسا، وانتقل السادات من الحديث الاجتماعي القصير إلى السياسة الداخلية ووصفها بأنها «مرحلة جديدة» تمر بها مصر. وقال: لذلك قررت إجراء تغيير شامل فى مؤسسات الدولة وأجهزتها، وأخذت أفكر أثناء العودة فى الأسلوب الصحيح لتسليم قيادة القوات المسلحة إلى زميلي كمال حسن علي، ونقل مسؤوليات رئيس الأركان إلى اللواء أحمد بدوي حتى لا يحدث فراغ فى المسؤوليات بين القيادة الحالية والقيادة الجديدة.
وعن ثغرة الدفرسوار يؤكد المشير الجمسي أن الهدف من عملية الثغرة لدى إسرائيل كان محاولة منها لتحسين صورتها أمام وسائل الإعلام بعد سلسلة من الهزائم, ويرى الجمسي أنه من حق الكثيرين أن يتساءلوا لماذا حدثت الثغرة؟ وكيف حدثت؟ خاصة بعد النجاح الكبير لقواتنا المسلحة التي نجحت فى يوم واحد فى إنشاء خمسة رؤوس لكباري.
وينتقد الجمسي الطريقة التي تعاملت بها مصر إعلاميا مع الثغرة, ففى الوقت الذي كان المواطنون يستمعون فى الإذاعات الأجنبية وما يكتب فى الصحف بالخارج نقلا عن إسرائيل يجدون فى الإعلام المصري تعتيما عما يدور فى أرض المعركة, وزاد الأمر بلة تصريحات السادات التي أعطت الانطباع بأن الفريق الشاذلي لم يبذل الجهد الكافىفى التعامل مع الثغرة.
كان الاحتلال قد مني بخسائر عديدة طوال أيام القتال, وزاد الوضع الداخلي سوءا فى إسرائيل, وقالت جولدا مائير "لا أعرف كيف سأواجه عائلات القتلى الكثيرين فى الحرب", لذلك كانت القيادة الإسرائيلية تستميت للقيام بعمل عسكري يعيد للجيش الإسرائيلي ثقته بنفسه وثقة الشعب الإسرائيلي به.
ومن وجهة نظر السياسة الأمريكية, كانت أمريكا تري أن هزيمة إسرائيل تعني أمريكا فى الشرق الأوسط إذا حسم السلاح السوفيتي نتيجة هذه الحرب, كما أن نجاح إسرائيل فى إحدى المعارك يعطي لأمريكا ورقة للمساومة بها سياسيا فى المفاوضات التي تعقب الحرب.
«أبطال الفرقة 19.. مقاتلون فوق العادة»
مذكرات الفريق يوسف عفيفى، أبرز القادة العسكريين فى حرب أكتوبر وقائد الفرقة 19 مشاة. وركزت المذكرات على دور الفرقة 19 فى حرب أكتوبر، وهو يرى أنها الحرب الوحيدة الحقيقية التي خاضتها القوات المسلحة المصرية بكل الأبعاد والمقاييس العسكرية. وتحدث عن انفراد الفرقة 19 بالقيام بهجوم ليلي فى مساء يوم 10 أكتوبر ونجاحها فى الاستيلاء على مركز قيادة العدو فى «متلا»، إضافة إلى النجاحات المعنوية للقوات المسلحة المصرية.
ويوضح الكتاب حقيقة دور الشيخ حافظ سلامة في المقاومة الشعبية أثناء حصار مدينة السويس. وعن مؤلفه العميد أركان حرب يوسف عفيفى محمد، الذي شغل منصب رئاسة أركان الحرس الجمهوري، ومساعد وزير الدفاع، ثم محافظ البحر الأحمر عام 1981، كان قائد الفرقة 19 مشاة فى حرب أكتوبر 1973، حصل على بكالوريوس علوم عسكرية 1948، ماجستير علوم عسكرية 1961 بموسكو، ماجستير علوم عسكرية 1961 ودورة الدراسات العليا بأكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة 1973، بكالوريوس تجارة من كلية التجارة بجامعة القاهرة 1957. عمل قائد فصيلة مشاة 1948، مدرس بمعهد المشاة بالكلية الحربية وكلية الأركان 1953-1963، رئيس أركان اللواء 10 مشاة باليمن 1963، مساعد رئيس مكتب المشتريات العسكرية فى بون 1964-1965، رئيس أركان الحرس الجمهورية 1965-1966، رئيس أركان اللواء 4 مشاة 1966-1987، رئيس هيئة البحوث العسكرية.
«مذكرات اللواء عبد المنعم خليل»
اللواء خليل تولى قيادة الجيش الثاني الميداني مرتين، الأولى حتى يناير 1972، والثانية أثناء حرب أكتوبر نفسها، وحصل على نجمة الشرف العسكرية ووسام بطل الجيش الثاني، وبقي فى خدمة القوات المسلحة حتى أحيل للتقاعد فى أول يوليو 1975.
من المذكرات نعرف أن «خليل» كان منبهراً انبهارا شديدا بإدارة السادات للصراع السياسي بين مصر والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي فى الفترة التي سبقت حرب أكتوبر، إذ يرى أن السادات «اتسم بحنكة سياسية فريدة فى مواجهة المعضلات السياسية».
«الساعة 1405»
صاحبه هو صلاح قبضايا- المحرر العسكري لجريدة الأخبار المصرية إبان حرب أكتوبر، كتابه يحوي معلومات مثيرة بحكم أن كاتبه عايش الأحداث بين الجنود لحظة بلحظة.
كانت الطبعة الأولى التي صدرت عن مؤسسة أخبار اليوم فى مايو 1974، ويسجل الكتاب قصة العبور فى حرب أكتوبر من خلال شهادات حية جمعها شاهد عيان مراسلا حربيا لأخبار اليوم منذ انطلقت الحرب، وسجلت العديد من القصص المثيرة التي تتشابك خيوطها لتشكل فى النهاية قصة أول هزيمة فى تاريخ إسرائيل كما يرويها أبطال العبور. وأهدى الدكتور صلاح قبضايا كتابه إلى الشهيد الذي التقى به على الضفة الشرقية للقناة قبل ساعات من استشهاده.
«أكتوبر 73 السلاح والسياسة»
للكاتب الصحفى الكبير، محمد حسنين هيكل، الصادر عن دار «الشروق»، وهو الجزء الرابع والأخير من سلسلة «حرب الثلاثين سنة»، التى حكى فىها «الأستاذ» قصة صراع الأمة العربية بقيادة مصر، ضد الهيمنة الأجنبية منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى إلى منتصف ثمانينياته، والتى تضم على الترتيب «ملفات السويس»، «سنوات الغليان»، و«الانفجار».
يبدأ هيكل بعد المقدمة بمشهد افتتاحى للموضوع الرئيسى للكتاب: «فى الساعة الثانية من بعد ظهر يوم السبت 6 أكتوبر سنة 1973، لاحت الفرصة التى تمنتها وعملت لها وانتظرتها أمة بأسرها من الخليج إلى المحيط.. على الجبهة المصرية تلاحقت عواصف النار.. ضربة طيران، ثم قصفة مدفعية، ثم نزل إلى مياه قناة السويس ألف قارب مطاطى تقل ثمانية آلاف مقاتل هم الموجة الأولى من موجات العبور، وكان وراء هذه الموجات طوفان من قوات المشاة والمدرعات يهدر فى انتظار دوره فى العبور، وكان وراء هذا الحشد المهيب كله، جيش المليون مقاتل. وعندما ارتفع الأذان لصلاة المغرب فى ذلك العاشر من رمضان، كانت مصر تعيش واحدة من أمجد ساعات عمرها.
وعلى الجبهة السورية ارتسمت صورة مماثلة.. تمهيد بالمدفعية، ثم اندفعت ثلاث فرق من المشاة والمدرعات تكتسح مرتفعات الجولان وتقترب بسرعة لم يكن يتوقعها أحد من حافة المرتفعات وتطل على سهول الحولة ووراؤها تلوح وديان الجليل الخضراء، وتلمع مياه بحيرة طبرية بخيوط ذهبية عكسها نزول الشمس ومرور سحابات خريف».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.