مازالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالقبور والكهنة والفراعنة القدامى، إلا أن هذه الحضارة العريقة ظل يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. يقول أحمد شهاب، رئيس اتحاد آثار مصر، توجد فى المنيا مقبرة فريدة الطراز تعود إلي قرابة ألفي عام، وتحديدا إلي عام 120 م وعصر الإمبراطور هادريان "117م-138م" والمعروف عنه أنه كان يشجع الفن وبخاصة الهندسة والعمارة، تحمل المقبرة رقم1 بين مقابر منطقة تونا الجبل. وأضاف "شهاب" أن صاحبة المقبرة، الملقبة بجولييت المصرية أو إذا شئنا الدقة فهي العاشقة التي سبقت جولييت نفسها بأكثر من ألف عام، استلقت مومياؤها على سرير جنائزي فاخر عبارة عن بناء مرتفع من اللبن ويعلوه نموذج على شكل قوقعة مغطاة بالجص، تعود المومياء إلى فتاة جميلة ملقبة بشهيدة الحب أو العاشقة ايزادورا. وتابع: "ايزادورا" ابنة أسرة إغريقية كانت تعيش في مصر في مدينة انتنيوبولس "الشيخ عبادة حالياً" وكان أبوها حاكما للإقليم المعروف حالياً بمحافظة المنيا، وكان قصره الكبير موجودا في مدينه انتنيوبولس حيث يطل على النيل والحقول الخضراء. وأوضح "شهاب" أن "ايزادورا" كانت فتاة يانعة تبلغ من العمر 16 سنة حين التقت الحب لأول وآخر مرة في حياتها حين وقعت عيناها على الضابط المصري حابي الذي كان يعيش على الجانب الغربي من النيل في مدينة خمنو "الاشمونين حالياً" وكان من قوات الحراسة الموجودة في المدينة، ومن ثم يعتبر شخصا عاديا من أبناء عامة الشعب المصري ولم يكن من عليه القوم، فلا يوجد أي وجه للمقارنة بينهما من حيث المستوى، رغم ذلك قال الحب كلمته وساقها القدر لتقابل حبيبها. واستطرد أن "ايزادورا" خرجت من مدينتها عبر النهر لتحضر أحد الاحتفالات الخاصة ب"تحوتي" رمز الحكمة والقلم في مصر القديمة، وهناك قابلت الضابط حابي فتعلقت به وافتتن بها، حتى أنهما كانا يتقابلان كل يوم وكل ليلة، فكانت تذهب إليه عند البحيرة، وكان يأتي إليها بجوار قصر أبيها. وأشار إلي أنه بعد ثلاث سنوات من الحب الصادق علم أبوها بذلك، وقرر أن يمنعه، ففي عرفه لا يجب ان ترتبط ابنته ذات الأصول الإغريقية بشاب مصري، وأبلغ الحراس بتتبعها، وأن يمنعوا ذلك الشاب من مقابلتها، وبالفعل كان تضييق الخناق عليها حتى قررت هي أن الحياة دون حبيبها لا معنى لها فقررت الانتحار، لكن كان يجب ان تراه للمرة الأخيرة، وبالفعل تمكنت من مغافلة حراستها وذهبت إلى ذات المكان عند البحيرة ولم تخبره بما همت أن تفعله وهو الانتحار، ودعته وذهبت، حتى إذا بلغت منتصف النهر ألقت بنفسها في أحضان النيل. واختتم: "ندم أبوها أشد الندم على ما فعله بابنته، فبني لها مقبرة جميلة وكتب بها مرثيتين، أما حبيبها فكان مخلصا ووفيا فكان يذهب كل ليلة يشعل شمعة بداخل مقبرتها حتى لا تبقى روحها وحيدة، وكتب لها الأديب طه حسين رواية كبيرة تحمل اسم ايزادورا شهيدة الحب".