أبو الرواية بشكلها الحديث، أعطى الكلمة للشخصيات بدل الحديث من خارج ما يحدث لهم، علماء آثار في إسبانيا أعلنوا العثور على بقايا عظامه منذ فترة هو الكاتب ميغيل دي ثربانتس، مؤلف الرواية الشهيرة «دون كيشوت»، وقد انطلقت الأبحاث منذ عام استناداً إلى ما توارد من أن ميغيل دي ثربانتس كان يرغب في دفنه في العاصمة مدريد في كنيسة ترينتارياس. ولد في مثل هذا اليوم 29 سبتمبر عام 1547 قرب مدريد، وكتب رواية دونكيشوت في جزئين بين 1605 و1615 ليموت في 1616، غير أن المكان الذي دفن فيه ضاع إثر أعمال التوسيع التي شهدتها هذه الكنيسة والدير المحاذي لها. عثر على أربعة مخطوطات وتوقيع شخصي جديد للشاعر والكاتب المسرحي والروائي الراحل بمدينتي إشبيلية ولابويبلا دي كازالا، تكشف معلومات جديدة عن حياة كاتب الرواية الأكثر شهره في الأدب الإسباني «دون كيخوته» أو «دون كيشوت»، وقد عثر على الوثائق المؤرخ وأمين الأرشيف خوسيه كابيلو، حيث حصل على المستند الأول بمدينة لا بويبلا دي كازالا والتي تعود لعام 1593، وهي عبارة عن اتفاقية بيت ثيربانتس والبلدية آن ذاك لشراء كمية من القمح والشعير، وكان عُمره 46 في ذلك الوقت. كما أوضحت الوثيقة أن «ثيربانتس» قد عمل لدى مُورد للأسطول الهندي إسمه كريستوبال دي باروس، وهو الذي لم يُدرج في سيرة ثيربانتس الذاتية، طبقاً لكابيلو، وقد أعَد دي باروس من أفضل الموردين للسفن الحربية في عهد الملك فيليب الثاني، والمهندس المعماري للمنظمة التقنية للقوات الإسبانية المنتصرة في ليبانتو. المثير للدهشة أن كابيلو يقول أنه طبقاً للوثائق الجديدة، فإن ثيربانتس لم يبدأ حياته كمؤلف في ذلك الوقت، وأشار المستند كذلك إلى أن راتبه كمفوض للمواد الغذائية والرسوم المحولة إليه كانت تُرسل إلى امرأة تُدعى ماغدلينا إنريكيث، ووجد ثيربانتس كذلك توكيل رسمي يحمل توقيع الكاتب يخول فيه ماغدلينا لاستلام راتبه. يؤكد كابيلو أنه اكتشاف بالغ الأهمية وذلك لأنه لم يتم الإشارة إلى أي من هذه الأمور ولا اسم ماغدلينا بالسير الذاتية التي كُتبت عن ثيربانتس، لم يستطع «كابيلو» تأكيد نوع العلاقة بين ثيربانتس وماغدلينا التي عملت كذلك في لحساب الأسطول الهندي، والتي ربما تكون علاقة تُجارية فقط، مؤكداً أنه سيستمر في بحثه لمعرفة الخبايا التي لم تُنشر عن الشاعر والكاتب الإسباني الراحل. تشير العديد من المراجع الجزائرية إلى أن ثربانتس كان «جاسوساً» في الجزائر، يؤدي مهمة عسكرية خلال الحروب الصليبية التي اشتركت بلاده في شنها على السواحل الجزائرية نهاية القرن السادس عشر، عقب سقوط الأندلس. وقد شارك ثربانتس سنة 1570 في معركة «ليبونت» الشهيرة ضد الجزائر العثمانية حيث فقد خلالها ذراعه الأيسر. بعد أعوام ثلاثة، كانت لثربانتس مشاركة أخرى في آخر حرب خاضها الباب العالي العثماني قرب سواحل تونس حيث وقع في الأسر في جزيرة كورسيكا وسجن لمدة خمس سنوات في الجزائر بين 1575 و1580. يبدو أن السنوات الخمس التي قضاها الروائي والشاعر الإسباني الكبير ميغيل دي ثيربانتس في سجون الجزائر ساهمت في تحويله من «محارب صليبي» إلى مفكر منفتح ومناضل في سبيل التسامح الديني، غير أن هذا التحول لم يمر بسلاسة في سياق القرون الوسطى الأوروبية التي عاش خلالها ثربانتس (1547- 1616)، فقد حاكمته الكنيسة بعد عودته إلى إسبانيا، وتبقى روايته "دون كيخوتة" الشهيرة من أجمل ما كُتب في تاريخ الأدب. جدير بالذكر أنه لم يُعثر على موقع مدفن ثيربانتس الذي توفي إثر إصابته بمرض السكر عن عمر ناهز 96 عاماً، وفي يوليو عام 2011، افترضت مجموعة من الباحثين الإسبان العثور على بقايا ثيربانتس.