صدر حديثًا عن القومي للترجمة الرواية الأسبانية الشهيرة " الشريف العبقرى دون كيخوتى دى لامانشا" (دون كيشوت)، من تأليف ميجيل دى ثربانتس سابيدرا،ومن ترجمة سليمان العطار . تفتح الرواية أبوابًا واسعة للحوار بين الحضارات ،حيث تنتقل على شواطئ المتوسط من اسطانبول وتونس والجزائر إلى جميع أنحاء أسبانيا ،ومنها إلى إيطاليا وقبرص ،وكذلك فرنسا وألمانيا،حيث يتحول الصراع داخل الرواية من كوميديا سوداء ،إلى محبة بين كل البشر من كل الأجناس . من ناحية أخرى ،فهى لا تنسى مأساة السود والعبودية،ولا تترك العالم الجديد في الامريكتين –اّنذاك-بدون ذكر،بجانب إشادتها بدور مصر في خلق الكثير من القيم . يتحدث المترجم الكبير سليمان العطار في مقدمة الكتاب قائلا : ليس بغريب أن يظل الأسبان يحتفلون بهذا النص بشتى أنواع الاحتفال إلى اليوم،حيث يذكر ما تقوم به حلقة الفنون الجميلة وما تقوم به إلى اليوم ،من دعوة متطوعين سنويًا في ذكرى ثربانتس لقراءة النص دون توقف لمدة أربع وعشرين ساعة ،تضاعفت عام 1998 إلى 48 ساعة ،وكانت تذاع على شاشات التلفزيون في كل أنحاء أسبانيا والعالم. المؤلف ميخيل دى ثربانتس سابيدرا ،وشهرته ثربانتس،ولد في قرية بجوار مدريد في عام 1547،شارك في معركة ليبانتو في عام 1571 ،والتى هُزم فيها الاسطول التركى الذى لا يقهر ،حيث اظهر شجاعة منقطعة النظير وجرحت يده اليسرى جرحًا أصابها بالشلل ،وظل هذا الجرح مثل وسام يفخر به طوال حياته. و اشتغل بالأدب كاتبًا للقصة والرواية والمسرح والشعر الغنائى دون تفرغ ،حيث اضطر للعمل في الأسطول الأسبانى ،وعام 1605 يفاجئ العالم بنشر القسم الأول من العمل الأدبي (دون كيشوت)واعدًا بنشر القسم الثاني،الذى لم ينشره إلا تحت ضغط الغضب بسبب قيام كاتب ردئ بنشر القسم الثانى في مدينة سرقسطة،حيث تم نشره في العام 1615 أى قبل موته بشهور،و توفي الكاتب في أبريل 1916. أما مترجم العمل ، الدكتور سليمان العطار،أستاذ الأدب الأندلسى في قسم اللغة العربية واّدابها بكلية اّداب القاهرة ،له بجانب أعماله العلمية في تخصصه، دراسات حول الأدب الأسباني وترجمات لأعمال من الأدب الأسباني والأمريكى اللاتينى أشهرها (مائة عام من العزلة)لماركيز،(خلية النحل) لإميليو ثيلا.