«العجل أبيس».. من الحيوانات التى قدسها المصريون، وكانوا يرمزون به إلى القوة الجسدية والتفوق فى النسل، وحمل لقب العجول التي كانت تدفن في مقابر السرابيوم بسقارة، وتم العثور على تماثيل برونزية له ترجع للحكم الفارسي لمصر القديمة، وكان العجل يختار أبيض اللون به بقع سوداء بالجبهة والرقبة والظهر، ويعيش في الحظيرة المقدسة وسط بقراته، وعند موته كان الكهنة يدفنونه في جنازة رسمية، ثم يتوج عجل آخر كرمز روحي بالحظيرة المقدسة وسط احتفالية كبرى. حصلت "البديل" علي مستند يفيد بتقديم طلب بعدم سفر تمثال العجل أبيس من الجرانيت الرمادي رقم "351″، وتمثال من خشب الجميز للإله سيرابيس رقم "23352″؛ لأنه لا يجوز المشاركة في معرض خارجي بقطع أثرية مفردة، ويعد هذان التمثالان من القطع الأثرية المتفردة، ليس فقط بالمتحف اليوناني الروماني، بل في مصر كلها، فهما كباقي آثار مصر لا يقدروا بثمن أو أي قيمة تأمينية. وأوضح المستند أن تمثال العجل أبيس من الممكن أن يتعرض للخطر عند النقل؛ لأنه كان مرمماً وأعيد ترميمه بعد نقله من مخزن ماريا للمتحف البحري، ومازال تحت الترميم. رحلة «أبيس» من المخزن إلي باريس قال أحمد شهاب، رئيس اتحاد آثار مصر، إن تمثال العجل أبيس نادر ومنع القانون المصرى سفر القطع النادرة للخارج، مضيفا: "عثر عليه في السيرابيون ويرجع للقرن الثاني الميلادي في عصر الإمبراطور هادريان وارتفاعه 1.90 متر، وظل التمثال حبيس التخزين السيئ، وأثناء نقله من مخازن المتحف اليونانى الرومانى إلى المتحف البحرى تمهيدا لسفرة إلى فرنسا، فقد التمثال كل الترميم القديم وظهرت به الشروخ والكسور". وتابع "شهاب": "التمثال كان مخزنا بالمتحف اليونانى الرومانى فى شكل أجزاء، واستلمت إدارة الترميم التمثال للبدء فى ترميمه تمهيدا لسفره، فكان عبارة عن بدن فاقد للرأس والأرجل، وأغلب عمليات الاستكمال القديمة أزيلت وسقطت أثناء النقل"، مستطردا: "وثق فريق المرممين والفنين المتميزين حالة التمثال، والبدء فى عملية الترميم اللازمة لاستعادة شكل التمثال الأصلى، وبدأوا فى عملية الترميم التى استغرقت وقتا ومجهودا حتى استعاد التمثال شكله". وكشف "شهاب" عن مستند أرسلته المسئولة عن العهدة، يؤكد خطورة سفر التمثال؛ لأنه قطعة نادرة، وحالته لا تسمح بنقله كل هذه المسافه، خاصة أنه حينما نقل بضع كيلومترات، تعرض لكسور وشروخ، ومع ذلك سافر التمثال بالمخالفة للقانون. حكم محكمة بعودة الآثار النادرة من الخارج لمخالفة القانون فى 2012، صدر قرار من المحكمة بعودة معرض كليوباترا من أمريكا بعد أن ظل حوالى أربع أو خمس سنوات يعرض فى الخارج بناء على مذكرة لرئاسة الجمهورية برقم 16980، ولرئاسة مجلس الوزراء برقم 10867، جاء فيها أن محكمة القضاء الإدارى الدائرة الأولى أصدرت حكمها فى الدعوى رقم 14159 لسنة 66 ق ومنطوقه، وقضت بوقف تنفيذ قرار سفر 142 قطعة أثرية تخص الملكة كليوباترا وعودتها فوراً من أمريكا إلى مصر. وأوضح قرار المحكمة "أن تعرض الآثار للتلف أو الفقد أو الاستبدال حينئذ لا يعوضها أى عائد أياً كانت قيمته، بالإضافة إلى نزوح السائحين من شتى بلاد العالم لمشاهدة هذه الآثار فى موطنها ومنشأ حضارتها لهو المبتغى منها لما فى ذلك من تكريم لها ولمبدعيها، بالإضافة إلى ما يعود على البلاد من عائد يتناسب مع قيمة هذه الآثار، بل شمل الحكم أنه لا يجوز عرض الآثار بالخارج لوجود آثار فريدة بالمخالفة للمادة العاشرة من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 المعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010″، وبناء على هذا الحكم تم عودة جميع المعارض من الخارج. حكم المحكمة ينطبق علي جميع المعارض الخارجية يقول أمير جمال، منسق سرقات لا تنقطع، إن الحكم لا ينطبق علي معرض كيلوباترا فقط، كما يذكر قيادات الآثار؛ لأن حيثيات الحكم شملت جميع المعارض، والدليل عودة كل المعارض من الخارج، مثل معرض توت عنخ آمون فى اليابان واستراليا وأمريكا، وبعد كل ذلك أصر قيادات الآثار الحالية على خروج كنوز الآثار الغارقة مرة أخرى، مضيفا: "تقريبا 70 % من الآثار التى خرجت هى نفسها التى خرجت من قبل فى معرض كليوباترا، وشملها حكم المحكمة، مما يعنى أنها آثار نادرة، وهذا طبق للمادة المذكورة مخالف للقانون".