استغلالًا للأوضاع التي تشهدها المنطقة، يعتزم الكيان الصهيوني بناء جدار على طول الحدود مع الأردن بزعم الحفاظ على أمن الاحتلال من غزو اللاجئين والمهاجرين وما وصفتهم بالإرهابيين، إلا أن ما يؤكده المراقبون أن إسرائيل لها أهداف أخرى من بناء الجدار وهو حصار الضفة التي ستكون داخل غرفة كبيرة معزولة عن الدول المجاورة. وفي تفاصيل هذا القرار أشارات صحف صهيونية إلى أن قسمًا كبيرًا من الجدار يقع في الضفة الغربيةالمحتلة، بادعاء أن من شأن جدار كهذا أن يمنع دخول لاجئين ومسلحين ومهربين إليها وتحت ذريعة أمنية، تقف خلفها أهداف إستراتيجية، وبحسب الصحيفة فإن المقطع الأول من هذا السياج سيمتد لمسافة ثلاثين كيلومتراً من إيلات جنوباً وحتى الموقع المفترض لمطار "تيمناع" الجديد في العربا شمالاً.. مشيرة إلى أن أعمال البناء ستبدأ خلال الأيام المقبلة. وكان مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق في القدسالمحتلة خليل التفكجي قد أوضح أن الجدار الجديد سيكون بمحاذاة نهر الأردن، وضمن منطقة ستقع تحت السيطرة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، بما يتيح استيلائها على مياه النهر من ناحية الضفة الغربية، والأحواض المائية الجوفية، والجوانب الزراعية والاقتصادية في منطقة غنية، ومنع التواصل الجغرافي بين الضفة والأردن، إضافة إلى منع حل الدولتين. وأكد أن "منطقة الغور تعتبر حيوية بالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، ومن هنا يأتي اشتراط بقاء قواته منتشرة على امتداد نهر الأردن في أي اتفاق تسوية يتم التوصل إليه مع الجانب الفلسطيني".. موضحا أن الجدار يستهدف "محاصرة الدولة الفلسطينية المستقبلية في إطار طوق إسرائيلي محكم، والقضاء على فكرة استقلالها السياسي والاقتصادي". وبالرغم من أن الحدود مع الأردن تعتبر أمنة، على خلفية عدم وجود تهديدات حالية، من الدولة الهاشمية، وعدم وجود عمليات عسكرية لتنظيمات عبر الحدود، ولا يوجد تدفق لاجئين، تدعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي أنها تستهدف من بناء الجدار القضاء على مخاوفها مما تسميه الإرهاب، أو تدفق اللاجئين العرب. وتؤكد أغلب المؤشرات أن الهدف الأساسي هو حشر الفلسطينيين في الضفة داخل غرفة كبيرة فالجدار العازل في الضفة، سيمتد عمليا وبشكل مختلف جغرافيا، لحدود الفلسطينيين مع الأردن، فإذا تمت إقامته، فالضفة الغربية فعليا ستصبح داخل سور كبير ممتد على كل الاتجاهات، بما فيها الشرق، الذي يمثله الأردن في هذه الحالة. الأمر الآخر أن إقامة هذا الجدار يتعلق بتوقعات صهيونية بما هو أخطر من تسلل مجموعة لتنفيذ عملية، أو تسلل لاجئين إليها، وهو إسقاط الدولة الأردنية وتغير معالمها السياسية، حيث كررت الصحافة الصهيونية تقارير وتسريبات في الفترة الأخيرة عن تخوفات وتوقعات إسرائيلية بأن تعم الفوضى في الأردن، وأن تسقط الدولة تماما، وأن يتحول الأردن إلى أكبر تهديد للاحتلال، بحيث يصبح محطة أو مستقرا لآلاف المتشددين أو الجماعات التي تريد تهديد الكيان. وتعتبر المخاوف الإسرائيلية من المستقبل واضحة، إذا إنها تستند إلى قراءات تقول أن سلامة الأردن من فوضى الجوار، قد تبدو مؤقتة، في ظل هشاشة أمنية في كل المنطقة، ومشاكل اقتصادية داخل الأردن، ما عزز توجه الكيان إلى بناء الجدار مع الأردن خوفًا من هذه المتغيرات والتي تدعم توقعاته المستقبلية.