أكد الرئيس السوري "بشار الأسد" على أن العلاقات بين مصر وسوريا لها خصوصية مختلفة عن باقي دول المنطقة، مضيفا أن دمشق تحاول دائما عدم الإساءة إلى القاهرة لأنها تقدر جيدا حجم الضغوط السياسية التي تتعرض لها إقليميا، مشددا على أن العلاقات بين القاهرةودمشق لم تنقطع حتى خلال عهد الرئيس المعزول "محمد مرسي"، موضحا أن بعض الأجهزة الأمنية المصرية رفضت قرار القطيعة الذي اتخذه "مرسي"، وظلت تحافظ على خطابها القومي مع دمشق. وأوضح الرئيس السوري خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة المنار اللبنانية أن التواصل بين سوريا ومصر لم ينقطع وما زال موجودا حتى وإن كان بشكل غير ظاهري، مشيرا إلى أن هناك بعض الدول تضغط على القاهرة حتى لا تلعب الدور المأمول منها، مؤكدا أن مصر دولة هامة في المنطقة وشقيقة وصاحبة تاريخ عريق بخلاف دول البترودولار التي لا يتخطى عمرها عدد قليل من السنوات. وأشار الرئيس السوري إلى أن المجال الأمني وتبادل الخبرات العسكرية حول مكافحة الإرهاب أحد أبرز مجالات التعاون بين القاهرةودمشق، مضيفا أن سوريا أصبح لديها خبرة عميقة في مجال مكافحة الإرهاب بعد هذه السنوات التي خاضت فيها الحرب ضد الجماعات التكفيرية ومن قبل ضد الإخوان المسلمين، موضحا أن القاهرة أيضا لديها خبرات سابقة في مجال مكافحة الإرهاب وهي التي خاضت حربا خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضد الإخوان، ولفت الرئيس السوري إلى أن الفراعنة فطنوا منذ آلاف السنوات إلى مدى أهمية سوريا بالنسبة لمصر، مشددا على أن العلاقات بين القاهرةودمشق هي العنصر الرئيسي الذي يحقق الأمن الاستراتيجي في المنطقة. وحول الأوضاع الداخلية، أكد الرئيس السوري أنه لولا وجود أمل بالنصر لدى الشعب السوري لما كان هذا الصمود منذ ما يقرب من 4 سنوات ونصف حتى الآن، موضحا أنه عندما تتوقف الدول المتآمرة ضد سوريا عن تقديم المال والسلاح للإرهابين سوف يمكن القول بأن الأزمة وصلت إلى ربع ساعة الأخير، معتبرا أن المسار السياسي أمر ضروري لحل الأزمة. وعن العلاقات الروسية السورية ، أوضح "الأسد" أن دمشق وقيادتها السياسية تثق في الروس كثيرا ولا يزعجها أي لقاءات تعقدها مع المعارضة السورية، مضيفا أن المسئزلين في موسكو قادرين على معرفة ما يحدث بدقة ويمكنهم قراءة المشهد بوضوح، قائلا "نرتاح كثيرا عندما يلتقي أي مسئول روسي باي فريق سوري"، معتبرا أن السياسة الروسية لها مبادئ ثابتة، بخلاف الولاياتالمتحدةالأمريكية التي اعتادت عبر تاريخها على المراوغة وتصريحاتها المتقلبة. وفيما يتعلق بالشروط الرئيسية التي يجب توافرها في أي مبادرة يتم طرحها لحل الأزمة السورية سياسيا، أوضح الرئيس السوري أن يجب أن تتضمن سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتركز على مكافحة الإرهاب أولا وقبل كل شيء، مضيفا أن طرح مبادرات تتضمن إعادة كتابة الدستور يمكن القبول بها طالما نابعة من قرار سوري وطني، أما إجراء انتخابات تحت إشراف دولي يعتبر تدخلا في شئون سوريا ولا يمكن أن نقبل به. وردا على سؤال يتعلق بمدى ارتباط الأزمة السورية بالمفاوضات النووية التي جرت مع إيران مؤخرا، أكد الرئيس السوري أن طهران رفضت بكل الأشكال محاولات القوى الغربية لوضع الملف السوري كجزء من الملف النووي الإيراني، مشددا على أن دمشق لم تكن قربا أو ضحية لهذا الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال الشهر الماضي، مضيفا أنه عندما يكون حلفاؤك أقوياء فإن ذلك يعزز موقفك. وتطرق "الأسد" إلى مشاركة حزب الله في الحرب الدائرة بسوريا ضد الإرهابيين، قائلا إن الحزب أتى بالاتفاق مع الدولة السورية خلافا للقوى الإرهابية التي جاءت لقتال الدولة، مضيفا "تربطني علاقة قوية مع نصر الله منذ أكثر من 20 عاما وهي تتسم بالصدق والشقافية وهو شخص مقاوم قدم أبنائه شهداء لأجل الدفاع عن لبنان.