قال موقع "جلوبال ريسيرش" البحثي إن منطقة الشرق الأوسط كانت ولا تزال أحد مناطق الفوضى، ومع مرور السنوات تزيد حالة عدم الاستقرار، بالإضافة إلى المذابح الإنسانية، بداية من أفغانستان مرورا بالعراق وصولا إلى سوريا وليبيا، مضيفا أن السياسة الخارجية الغربية تسببت بشكل مباشر في تفاقم حالة الفوضى، خاصة التي تسيطر على المنطقة في الوقت الراهن، وتساهم في وجود اتجاه متزايد من عدم الاستقرار. ويشير الموقع الكندي إلى أن السؤال المناسب في عصرنا هذا، هل زعزعة الاستقرار نتيجة استراتيجية غير متكافئة من قبل الدول الغربية؟، أم استراتيجية محسوبة من قبل الغرب لخلق حالة من الفوضى عمدا؟، لافتا إلى أن بعض الأفراد داخل المؤسسة الأمريكية عقدوا مقارنة بين ما يحدث في الشرق الأوسط اليوم، وبين حرب الثلاثين عاما في أوروبا، خلال القرن ال17، وذلك مع البروفيسور "لاري جودسون" من كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكي، وعلى الرغم من أوجه الشبه بين أوروبا والشرق الأوسط بأي حال من الأحوال فهي على وجه الدقة، أصبحت نوعا من نقطة الحديث في الأوساط الجيوستراتيجية الغربية. ويوضح الموقع أنه سرعان ما انتشرت الحرب في أوروبا وتورطت غالبية القوى الكبرى في القارة العجوز، ولم يكن هناك فرصة للتغلب على القوى المجاورة التي وضعت الصراعات وغزت الأرض، مشيرا إلى أن هذه الفترة كانت الأكثر تدميرا في التاريخ الأوروبي، فتم اغتصاب القرى والبلدات ونهبت المدن من قبل المرتزقة الذين كانوا يقاتلون من أجل تكتلات القوى المختلفة، وقد تم تدمير القارة الأوروبية. ويضيف الموقع أنه في نهاية حرب الثلاثين عاما، تم التوقيع على سلسلة من المعاهدات عام 1648، والمعروفة باسم "سلام ويستفاليا"، حيث تم الاتفاق على إقامة نظام سياسي جديد في أوروبا، على شكل دول ذات سيادة، بالرغم من تشكيك بعض المؤرخين في هذه السيادة، ويؤكد الموقع أن الولاياتالمتحدة حاليا تمتلك استراتيجية لتدمير الدول القومية في المنطقة، وتفتيت الدول من الصغيرة إلى الأصغر، لتحارب بعضها البعض، وتصبح مشغولة عن التوحد ضد قوى الاستعمار الأجنبية، وعلى الأخص المتعددة الجنسيات. ويؤكد الموقع البحثي أن السياسية الخارجية الغربية تعتمد على استراتيجية البلقنة، وهذه السياسة تعتتمدها منذ عام 1990، حيث تفكيك المنطقة وإدخالها في حالة الفوضى والشجار والتناحر، بالإضافة إلى محاربة الطوائف والقبائل والمناطق والأحزاب، وهو ما ذكره الكاتب البريطاني الأمريكي "برناند لويس"، موضحا أن ما سبق ينطبق على العراقوسوريا، حيث خلق الجماعات التكفيرية في سوريا، وهو ما يسمى بالمعارضة السورية التي تحاول السيطرة على المناطق الشرقية "الحسكة ودير الزور"، والمحافظات العراقيةالغربية "الموصل والأنبار"، بالإضافة إلى الحدود التركية المجاورة، لافتا إلى أن الدول الغربية والخليجية هي التي تقدم الدعم لهذه الجماعات. ويختتم الموقع البحثي تقريره بأن نفس نمط البلقنة يتم تطبيقه في ليبيا، فبعد عام 2011، وحرب الناتو ضد ليبيا، انحدرت البلاد إلى حالة من الفوضى، وتم تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء، مضيفا أن ليبيا الآن دولة فاشلة تخلو من حكومة مركزية، تضربها الحروب القبلية، حيث تتزايد أعداد الميليشيات المتناحرة.