أكثر من أربع سنوات مضت، وإسرائيل لاتزال تلعب دورا تخريبيا في الأزمة السورية، وهي لا تزال تسعى إلى إشراك نفسها في الحرب الدائرة بسوريا، وهو ما أكده رئيس شعبة الأمن القومي في وزارة الاستخبارات الإسرائيلية، "ران سيغف"، طارحا 4 سيناريوهات لمستقبل الأزمة السورية. وفي هذا السياق، قالت صحيفة "انترناشونال بيزنس تايمز" البريطانية إن الجيش الإسرائيلي يستعد لغزو بري محتمل للحدود السورية، حسبما ذكرت القناة الثانية الإخبارية بالتلفزيون الصهيوني، حيث بدأت القوات بتدريب واسع النطاق على مرتفعات الجولان المحتل. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن هناك تقارير جديدة بدأت في الظهور تتحدث عن هجمات كيماوية من قبل تنظيم داعش الإرهابي ضد مقاتلين أكراد، جنوبي الموصل، في العراق، حيث تظهر أعراض الإصابات استخدام غاز الخردل، وهذه المادة الكيمائية سيئة السمعة، تم استخدامها خلال الحرب العالمية الأولى، وتعمل على إذابة الجلد. دخلت الأزمة السورية مرحلة تميزت بالإنجازات الميدانية المتتالية للجيش العربي السوري على أكثر من جبهة، جاء ذلك في ظل تأكيد الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" أن أصدقاء سوريا المخلصين لن يسمحوا بسقوطها، لكن لم يستطع النظام المعادي للمحور المقاوم أن ينتظر ليرى انجازات الجيش السوري، وهو يسحق المجموعات المسلحة، ويفشل مشروعا عالميا معداً لإسقاط بلد الصمود ، فكان لا بد من عمل يعيد خلط الأوراق من جديد. الحرب على سوريا دخلت مرحلة إنتقالية ونوعية متمثلة بسيطرة الجيش العربي السوري على معاقل الإرهابين خاصة في الأيام الأخيرة، رافق كل هذا ثبات موقف الحلفاء من خلال خطاب نصرالله، والذي حدد مصير الحرب على سوريا، معتبرا أن هذا التقدم النوعي للجيش السوري شكل ضربة قاسية للإرهابين ومن يمولهم، مما استدعى تدخلا من الكيان الصهيوني من أجل تخفيف الضغط على المجموعات المسلحة في حمص وبانياس وفي ريف دمشق. هذا التدخل الإسرائيلي ليس الأول من نوعه منذ بداية الحرب على سوريا، بل هو جزء من حرب صهيونية إمبريالية ضد سوريا المقاومة، الفارق الآن أن الكيان الصهيوني تدخل مباشرة لدعم أدواته في ظل تطور ميداني لصالح منظومة المقاومة والنظام في سوريا.