استكمالًا للجولة التي أجراها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والتي شملت قطر والكويت ولبنان والعراق بعد الاتفاق النووي وبحث حل للأزمة السورية، انتقل ظريف الاثنين إلى موسكو ليلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف، وبحسب الخارجية الروسية تأتي «الزيارة في إطار تكثيف الحوار السياسي الروسي الإيراني الذي يعكس مستوى عاليا من التفاهم المتبادل بين موسكووطهران». لعبت موسكو دورا أساسيا في المفاوضات حول الملف النووي الغيراني، وهي تأمل في تعزيز علاقاتها التجارية مع طهران، وذكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" أن إحدى المهام ذات الأولوية للزيارة، ستكون تفعيل التعاون الاقتصادي بصور سريعة بين الجانبين، من خلال تنفيذ المشاريع الكبرى المتفق عليها في قطاع الوقود والطاقة، بما في ذلك الطاقة الذرية، وأشارت المتحدثة الروسية إلى أن من بين الميادين الأخرى «الواعدة» للتعاون الروسي – الإيراني مجالات المجمع الزراعي – الصناعي، وصناعة السيارات، وصناعة الطائرات، والبحوث الفضائية، والعلم والتعليم. تطرق لافروف وظريف في هذا الصدد، إلى جدول أعمال الجلسة الدورية الثانية عشرة للجنة الروسية الإيرانية الدائمة للتعاون الاقتصادي التجاري المزمع انعقادها في موسكو الخريف المقبل، وتأتي زيارة ظريف في وقت فعّلت الديبلوماسيتان الروسية والإيرانية، مسار التدخل من أجل إيجاد حلّ للأزمة السورية، وتشكيل حلف إقليمي لمكافحة الإرهاب. ثمة تقارير أجنبية تشير إلى أن روسيا تمضي قدما في خططها مع إيران، وأنها تنوي استئناف التجارة على جميع المستويات مع طهران ومن بينها بيع الأسلحة، دون انتظار موافقة الكونجرس على الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية من على طهران، حيث أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف عن استعداد بلاده لإرسال صواريخ طويلة المدي "أس-300″ إلى إيران وتحديث أنظمة الصواريخ الروسية على الرغم من العقوبات التي مازالت مفروضة على طهران، وتنتظر إيران إزالتها في أقرب وقت ممكن. وأوضح سيرجي ريابكوف أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين ومجلس الشورى وافقا على تزويد إيران بأنظمة صاروخية والعديد من الجوانب الفنية لتسليمها، وأضاف ريابكوف أن روسيا راضية تماما عن الاتفاق النووي الإيراني، وأن صفقة الصواريخ ستتم مع طهران دون انتظار موافقة الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع أن تفتح محصلة مفاوضات فيينا التي جرت بين إيران والسداسية مرحلة جديدة نوعيا في العلاقات بين موسكووطهران، لاسيما في مجالي الاقتصاد والدفاع، وفي مؤتمر صحفي مشترك أجراه وزير الخارجية الإيراني ونظيره الروسي سيرجي لافروف، أكد ظريف أن موسكو دولة التزمت بمساعدة إيران في الظروف الصعبة، مشيرا إلى أن طهران تأمل بتعميق التعاون مع روسيا بعد رفع الحظر عنها. ونوه ظريف إلى أن روسيا ستلعب دورا كبيرا في تطبيق خطة العمل المشترك الشاملة التي تم الاتفاق عليها في فيينا بين إيران والدول الست الكبرى، موضحا: بحثنا مع لافروف سبل تطبيق اتفاقيات فيينا، كما أشار ظريف إلى أنه ناقش مع الجانب الروسي التعاون النووي وبناء مفاعلات جديدة.