ظاهرة خطف الأطفال، أصبحت شبح يطارد كل بيت، وربما أيضا حتى من تجاوز سنهم الطفولة إلى سن الصبا أصبح الكثير منهم يتعرض للخطف ويقع فى شرك الحيل التى تمارس من تلك العصابات التى أصبحت أكثر تنظيما وتعمل وفق منظومة يشترك فيها عدد كبير وتوزع الأدوار عليهم كما توزع الأرباح كلا بحسب ما يقوم به . والعجيب أن الكثير من الذين يتم إختطافهم لايتم التوصل إليهم أبدا وكأنهم يختفون من على ظهر الأرض وتظل لوعة الفراق تحرق قلوب الآباء والأمهات سنين، وهم لايملون من البحث عن أولادهم أملا فى اللقاء والعودة إلى حضن الأسرة مرة أخرى ومن الواقع المتجسد على الأرض نجد أن خطف الأطفال له سببين رئسيين أو ربما ثلاثة ولكن هناك الأول والثانى وهما الأقوى حيث أن الأول هو لسرقة أعضاء المخطوفين وفى تلك الحالة يختفى الطفل المتختطف تمام لأنه يتم قتله للحصول على أعضاءه وبيعها ،والحالة الثانية هو إستخدام هولاء الأطفال فى التسول مع آخرين لإستجلاب عطف الناس حتى يدفعوا ،فوضح جليا فى الفترة الأخيرة وجود أطفال مع متسولات لايمتون لهن بأى صلة ،وبعد البحث أوربما شخص يجازف ويبلغ الشرطة ويتضح بالفعل ان الطفل أو الطفلة مختطف ويستخدم فى التسول ،ولكن السبب الثالث هو خطف الأطفال من أجل طلب فدية من ذويه وهذه لاتتم إلا فى حالات قليلة إذا عرف أن أهل الطفل يتمتعون بالثراء وغالبا ما يتورط فيها أحد الأقارب أو الأصدقاء أو حتى المقربين أو العاملين لدى الأسرة ولدية معلومات عن حالتهم المادية . وبالعودة إلى الخطف من أجل سرقة الأعضاء أو إستخدام فى التسول نجد أن تلك العصابات تعمل وفق منظومة كبيرة تساعد بعضها وتكون ظهير لحماية الخاطفين والفرار بهم حال تمكنهم من الخطف أو حتى كشفهم . وهذا ما حدث أمس الأربعاء بقرية الناصرية التابعة لمركز فارسكور بدمياط حينما تمكن شباب القرية من إنقاذ طفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات من الخطف على يد عصابة مكونة من أربع سيدات كما تمكن الشباب من الإمساك بإحداهن وفرت ثلاث فى سيارة فارهة كانت تنتظرهن على الطريق السريع ،وتركت واحدة لتواجه مصيرها وحدها . يقول يوسف محمد من شباب القرية فوجئنا بعد العصر بأربع سيدات يرتدين عباءات سوداء وكان واضح عليهن أنهن غرباء عن القرية ،فالقرية ريفيه وتقريبا معظمها يعرفون بعضهم بعضا ،ورأينا الطفل يسير وإحداهن تمسكه فى يدها وفى يد الطفل بعض الحلوى ،فتعرف عليه أحد الشباب وقال "مين الناس دى وواخده الطفل ده على فين "الطفل يدعى يوسف وائل محمد أبو المعاطى ثلاث سنوات ولما هممنا بالسؤال ظهر عليهن علامات الإرتباك وأسرعت إحداهن فى الخطى فرفع الشباب أصواتهم إمسكوا حرامية بتسرق الأطفال فتركوا الطفل وهممن بالجرى وفعلا تمكنت ثلاثة منهن من الهرب ونجح الشباب فى إنقاذ الطفل والإمساك بواحدة ،والعجيب أننا إكتشفنا وجود سيارة فارهة تنتظر السيدات الأربعة على الطريق وحينما ركبت السيدات الثلاث فيها إنطلقت بأقصى سرعة ،وإتصلنا على الشرطة التى جاءت وتسلمت السيدة التى تم الإمساك بها بعد أوسعها أهل القرية ضربا بينما هربت باقى العصابة . أحمد محمد خبير تربوى يقول تنامى ظاهرة الخطف هذه ربما يكون السبب الرئيسى فيها عدم كفاية العقوبات التى توقع على هؤلاء المجرمين ،أيضا إنشغال الأمن بمطاردة معارضى النظام مهد الطريق لظهور تلك العصابات التى بدأت تعمل وفق منظومات عالية التنظيم وتضم بينها شخصيات كبيرة ،لأن الخاطفين يبيعون الأطفال إما لمستشفيات لسرقة الأعضاء وبالطبع هذه المستشفيات مملوكة لرجال أعمال وأطباء كبار ،فكان يجب فى حال إكتشاف حالة واحدة من هذه أن يتم إغلاق المستشفى تماما وسحب تراخيصها ومحاكمة كل المسؤلين فيها بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لأنه يخطف من أجل القتل ولكن يبدوا أن هناك من يستطيع السيطره وحفظ التحقيقات وربما إصدار أمر بوق فالنشر فيها وتستمر الحياه ،وكذلك الخاطفين الذين يستغلون هؤلاء الأطفال فى التسول وربما تدريبهم على السرقة ،إن لم يتم التعامل مع هذه الظاهرة بحزم سيصحو المجتمع على كارثة كبيرة جدا بظهور جيل من الشباب المدرب على السرقة وربما القتل وأعمال الإرهاب .