انتشرت أعراض الإصابة بفيروس التهاب السحايا أو "الحمى الشوكية" في مصر مؤخرًا بشكل مبالغ فيه، وهو التهاب الغشاء الرقيق الذي يحيط بالدماغ وبالحبل الشوكي ويُدعى هذا الغشاء "بالأم الحنون"، وتشمل أعراض الإصابة بالفيروس "الحمى المفاجئة, فقدات الوعي، تصلب الرقبة, والصداع الحاد". في حين اعلنت وزارة الصحة بعد تشخيص عدة حالات، إصابة 4 فقط بالتهاب السحايا, في حين أن عدد حالات الوفاة بسب ارتفاع درجة الحرارة بلغت 61 منذ بداية أغسطس الجاري وسط حالة من الهلع بين المواطنين, ورفض من الجانب الحكومي المتمثل في وزارة الصحة. قال كريم عبد الراضي، شقيق الزميل الصحفي هاني عبد الراضي أحد ضحايا التهاب السحايا: مستشفى حميات حلوان في البداية قررت حجز شقيقه, لإجراء التحاليل اللازمة, وتباطؤوا في إجرائها لليوم الثاني من الحجز على الرغم من خطورة الحالة. وأوضح عبد الراضي أنه في اليوم التالي قرروا أخذ عينة بذل من النخاع الشوكي، لشكهم في إصابة "هاني" بالحمى الشوكية, وبدءوا في علاج شقيقه من المرض قبل ظهور نتيجة التحاليل, وبعدها بيومين أعلنوا إصابته بالتهاب السحايا وأن العلاج مناسب لحالاته، مضيفًا أن الحالة بدأت في التحسن حتى يوم 30 يوليو, ثم دخلت في انتكاسة ، ولم يدرك الأطباء السبب, وطلبوا منهم عرضه على طبيب مخ وأعصاب, مشيرًا إلى أنهم أجروا أشعة على المخ أثبتت أنه سليم, وأن ما يتعرض له بسبب التهاب السحايا, ومات شقيقه بعدها بساعات. وأكد شقيق الراحل أن المفاجأة كانت في تقرير الوفاة، الذي جاء به أن أسباب الوفاة هي "هبوط في الدورة الدموية, وفشل في التنفس, واشتباه في التهاب السحايا", وعند سؤاله للأطباء أكدوا أن هذا هو الروتين, وعندما طلب منهم التقارير الطبية الخاصة بشقيقه لعرضها على طبيب خارجي, أعطوه التحاليل كافة، عدا نتيجة البذل من النخاع الشوكي، وهو التحليل الوحيد الذي يثبت إصابة "هاني" بالتهاب السحايا. وتساءل عبد الراضي: لماذا يتم إخفاء تذكرة المريض ونتيجة تحليل "البذل", ولو كان المرض غير موجود، لماذا تم تشخيصه هكذا وإعطاء المريض أدويته, وشدد على ضرورة إخبار المواطنين بالفيرس القاتل المنتشر بمصر, حتى لا تقع كارثة. وقالت وعد أحمد على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي: توفت زوجة خالي بالتهاب السحايا، مؤكدة أن المرض منتشر في مصر بصورة بشعة، والموضوع متكتم عليه، وأن حالات الوفاة بالآلاف والمصابين أكثر. وقال مصدر بمستشفى حميات العباسبة، طلب عدم ذكر اسمه: هناك عدوى التهاب سحايا قوية في مصر, سببها ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير, مشيرًا إلى أن المرض منتشر في العالم كله وليس مصر فقط, بجانب أن الرعاية الطبية في مصر ضعيفة. وأكد المصدر أن الغريب في العدوى هذه الأيام أنها تصيب مواطنين يتمتعون بصحة جيدة, مضيفًا أن التعتيم موجود منذ زمن في وزارة الصحة, وأن هناك آلاف الحالات سنويًّا تصاب بالفيروس, والاطفال وكبار لا يشفون منه, مشددًا على ضرورة الاكتشاف المبكر للمرض، في المقابل أصدرت وزارة الصحة منشورًا لجميع المستشفيات بضرورة تحويل الحالات المصابة بارتفاع في درجات الحرارة وفقدان الوعي إلى مستشفيات الحميات، لضرورة التعامل مع الحالات على وجه السرعة. من جانبه نفى حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة, ما تردد عن انتشار فيروس التهاب السحايا في مصر, مؤكدًا أن الأمر ليس أكثر من كونه إجهادًا حراريًّا ناتج عن ارتفاع الحرارة, يتسبب في ضربات شمس، موضحًا أن المنشور الذي تم تداوله بضرورة توجيه أي حالة تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة وفقدان الوعي إلى الحميات, ليس معناه انتشار الفيرس, لكن هذا اتباعًا للنظام الصحي ليس أكثر. وأكد أن الأرقام التي أعلنت هي 61 حالة وفاة ليست متعارضة مع العلم، لأن في الموجات الحارة ترتفع نسب حالات الوفاة, مشيرًا إلى أن فرنسا عندما ارتفعت درجة الحرارة بها إلى 40 درجة ارتفعت معها أعداد الوفيات بنسبة 7%، لأن هذا هو الطبيعي والمتعارف عليه علميًّا، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في معامل الثقة بين المواطن والحكومة, وهو لا يجعل الناس تثق في الحكومة, مشددًا على ضرورة مناقشة الأمر بطريقة علمية، لأن أغلب من توفوا من كبار السن، والأمر طبيعي لدرجة الحرارة. من جانبها حذرت منظمة الصحة العالمية أواخر يوليو المنقضي من تفش واسع لالتهاب السحايا قد يطال القارة الإفريقية، ودعت المنظمة شركات الأدوية إلى مضاعفة إنتاجها من لقاح السحايا بحلول العام المقبل.