ليست حرارة الجو فقط هي ما يعانيه عامل النظافة "مرجان م" البالغ من العمر 45 عامًا، فقسوة الشمس لم تمنعه يومًا من أداء عمله في حمل القمامة من شوارع دمنهور في فترة الذروة ما بين الساعة 12 ظهرًا حتى السابعة مساء، فهو الذي اعتاد ان يؤدي عمله بما يرضى الله على حد قوله. في شوارع شبرا يتجول مرجان بعربته اليدوية وزيه الأزرق وكابه المتهالك ،الذي لا يمنع عنه أشعه الشمس الحارقة، بل يستخدمه أحيانًا فى تجفيف عرقه الذي يتساقط فوق جبينه طوال اليوم. مرجان الذي يعيش في قرية سنطيس التابعة لمركز دمنهور، كان يعمل ضمن مشروع توصيل الخبز للمنازل منذ عام 2007 وعندما تم حل المشروع مؤخرًا، لتطبيق منظومة الخبز الجديدة، تم إلحاقه بمشروع النظافة ليحمل أدوات عمال النظافة بمرتب لا يتجاوز 450 جنيهًا في وقت صار هذا المرتب لا يكفي أسرة مكونة من ثلاثة أبناء وأمهم لمدة أسبوع على الأكثر. أكد مرجان أنه يتمنى نظرة عدل من محافظ البحيرة ومسؤولي مجلس مدينة دمنهور في التثبيت، مشيرًا إلى أنهم تلقوا وعود كثيرة وللأسف لم تتحقق حتى الآن. وحول طبيعة عملهم خلال موجة الحر الأخيرة، يقول مرجان: احنا شغلنا ليس له علاقة بالجو، ففي عز البرد والشتاء القارص بنكون في الشارع، وأيضًا في عز الحر، لازم نكون في الشارع اللي انا مسؤول عن نظافته والناس لا تتوقف عن القاء الزبالة في كل الأوقات وكتير من الناس مش بتلتزم بأماكن وضع القمامة، ويرموها في وسط الشارع واحنا نجمعها وأنا بامر في الشارع رايح جاي وإذا جاء مسؤولي مجلس المدينة ووجدوا كيس زبالة "يبقى نهاري مش فايت" ومحدش يفتكر تعب طول اليوم واسهل حاجة يوقع على جزاء، خصوصًا وان عددنا مش كتير والشارع اللي مفروض يكون فيه اثنين بيشتغل فيه واحد بس. ويضيف مرجان: "أنا كل اللى عايزه نظرة عطف من المسؤولين ال450 جنيهًا دول مش بيكفوا حتى تمن علاج عيل يسخن ويروح لدكتور فما بالك بأسرة تعيش على المبلغ ده".