يروى دماء المصريين رصيف طريق الكريمات، فلا يمر يوم إلا وتحدث كوارث مرورية عليه؛ لافتقاده أى نوع من الخدمات، أو النقط المرورية والأكمنة التابعة لوزارة الداخلية، فضلا عن غياب نقاط الإسعاف، على الرغم من افتتاحه عام 2011 على يد المشير طنطاوي، وسمي ب«محور الجيش والتنمية شرق النيل». وعندما أنهت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أعمال الطريق، أعلنت مطابقته للمواصفات القياسية العالمية، حيث يمتد لمسافة 309 كيلو مترات، تبدأ من مدينة حلوان وتمتد حتى أسيوط، لكن الطريق يخلو من أى وحدات تدخل سريع أو تواجد شرطى، حتى «الحجرة الخرسانية» الأولى على الطريق، إحدى 8 نقاط شرطية تم تشييدها بطول الطريق للتأمين، خلت أيضا من وجود أى وجود شرطى. على بعد 3 كيلومترات من بوابة حلوان، تقع نقطة الكارتة، حيث يدفع السائقون الرسوم قبل بدء السفر على طريق حلوان الكريمات أسيوط، ثم يتجه الطريق إلى اليسار قليلا، وتتسع الحارات الثلاث للاتجاهين المفصولين بجزيرة يبلغ عرضها 14.5 متر لكل اتجاه، بينما تتناثر الحجارة ومخلفات الحوادث على جانبى الطريق، وداخل الجزيرة التى تهدم حوالى 8 أمتار طولية منها، نتيجة حادث اصطدام سابق. يتضمن الطريق العديد من العيوب الفنية التي تسبب الحوادث، فعلى الرغم من أنه طريقا دوليا تم تصميمه وفقًا لخبرات عالمية، إلا إن موانع الإنزلاق التى تتوسط جزيرة الطريق لمنع انزلاق أى مركبات من الاتجاه المعاكس لا فائدة منها، حيث صممت من عجينة خرسانية خالية من حديد التسليح، ما يجعل الحوادث عرضا مستمرا على الطريق. تلقت الإدارة العامة للمرور ما يزيد على 1750 بلاغا، خلال ال6 أشهر الأخيرة تفيد بوقوع حوادث كارثية على طريق الكريمات، فضلًا عن الحوادث الأخرى، وعلى الرغم من اعتراف الجهات المنفذة وهيئة الطرق وإدارة المرور بنقص الخدمات عليه، إلا أن الطريق لا يراعي أخطاء السائقين ، فحوادثه بمثابة دمار حقيقي. يقول الدكتور هيثم عاكف، أستاذ النقل بجامعة القاهرة، إن مستويات الطرق في مصر تعاني من عجز كامل، مؤكدا أن طريق "الصعيد الكريمات" يعد من أخطر الطرق، حيث يفتقد الإضاءة والخدمات، وأشبه بالسير في الصحراء، متسائلا عن المواصفات العالمية والتى تراعي دائمًا وأبدًا عناصر السلامة في الطرق؟. من جانبه، نصح الدكتور محمود سلامة، عضو الجمعية العامة لسلامة الطرق، بالسير على طريق الكريمات الصعيد، صباحًا؛ بسبب انعدام الخدمات فيه، فضلا عن البلطجية وقاطعي الطرق المنتشرين على طول الطريق، مؤكدا أن الجمعية التقت بالمهندس هاني ضاحي، وزير النقل، فور توليه المنصب لمناقشة انعدام الخدمات بالطريق، ووعد وقتها ببحث الأمر مع القوات المسلحة، لكن حتي وقتنا الحالي لم يتم تنفيذ أي شىء. وتابع "سلامة" أن الوقت الحالي لا مجال فيه سوى لتحسين الخدمات على الطرق في مصر، مستنكرا: "إذا كان الطرق يتسبب في إهدار أرواح البشر، فإغلاقه سيكون عصمة للأرواح التي تزهق يوميًا بسبب التقنيات الخاطئة المتواجدة على الطريق". وأكد عضو الجمعية العامة لسلامة الطرق أن معدل حوادث الطرق ارتفع بنسبة كبيرة بعد تواجد طريق الكريمات، مجددا مناشدته لوزير النقل ولرئاسة الجمهورية بسرعة التحرك من أجل إطلاح طريق الكريمات، الذي أصبح بمثابة شبحا للموت.