أكد المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام, رئيس المجلس الاعلي للقوات المسلحة أن الظروف الامنية التي تشهدها مصر أخيرا هي التي دفعت لتفعيل حالة الطوارئ. وقال: لايوجد بيننا من يريد تطبيق حالة الطوارئ, ولكن الظروف الأمنية التي تشهدها مصر أخيرا دفعتنا مجبرين إلي ذلك, فلا يصدق أحد أن تختطف زوجة أمام زوجها في الشارع. وأضاف أن حالة الطوارئ ستنتهي في أسرع وقت ممكن, بشرط أن تستقر الأوضاع الأمنية وهو ما يتطلب تضافر كل الجهود من الشعب وقوات الأمن وكل طوائف المجتمع المصري لتحقيق الاستقرار والأمن. جاء ذلك في تصريحات للمشير طنطاوي أمس عقب افتتاحه طريق الجيش التنمية شرق النيل, والذي شيدته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من مدينة حلوان حتي أسيوط بطول309 كيلو مترات طبقا للمواصفات القياسية العالمية بتكلفة2.4 مليار جنيه. كان المشير طنطاوي قد افتتح عدة مشروعات جديدة بمناسبة احتفالات نصر اكتوبر وهي محور الجيش التنمية شرق النيل الذي اقامته الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من حلوان الي أسيوط بطول309 كيلو مترات طبقا للمواصفات القياسية العالمية. كما افتتح مركزا لعلاج الاورام بمستشفي المنيا العسكري وذلك في اطار جهود القوات المسلحة للاسهام في دفع عجلة التنمية الشاملة في صعيد مصر وتشجيع الاستثمار والسياحة واقامة مجتمعات صناعية وزراعية وعمرانية جديدة تنقل الكثافة السكانية بعيدا عن الوادي الضيق, وتزامنا مع احتفالات مصر والقوات المسلحة بالذكري الثامنة والثلاثين لانتصارات اكتوبر المجيدة. حضر الافتتاح الفريق سامي عنان رئيس اركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الاعلي والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء والمحافظين وكبار قادة القوات المسلحة. كانت المحطة الأولي للمشير افتتاحا لمحور الجيش التنمية المعروف بطريق الصعيد الحر الذي يبلغ عرضه52 مترا ويتسع ل6 حارات مرورية(3 حارات لكل اتجاه) فضلا عن حارة احتياطية للطوارئ وبسرعة تصل الي120 كم في الساعة واحمال مرورية تصل حتي13 طنا, ويشتمل علي3 محطات للتزود بالوقود و5 محطات تحصيل رسوم و15 نفقا لمنع التقاطعات العرضية و28 استراحة للمسافرين, كما تم تأمين الطريق ب8 نقاط إسعاف و8 نقاط شرطة مدنية ونقاط6 للشرطة العسكرية و5 مهابط هليكوبتر للإسعاف الطائر و18 نقطة إرتكاز أمني, بالاضافة الي العديد من المنشآت الادارية والخدمية. استمع المشير طنطاوي الي شرح من اللواء أ ح. طاهر عبدالله طه رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تناول الهدف من انشاء الطريق ومراحل التنفيذ طبقا للمواصفات القياسية العالمية للطرق الحرة بعرض52 مترا قابل للتوسع ويتكون من اتجاهين وجزيرة وسطي, بعرض14.5 متر لكل اتجاه يشتمل علي ثلاث حارات وقد صمم الطريق ليكون الحد الأقصي للسرعة120 كم/ ساعة, مما يقلل زمن المسافة من حلوان إلي أسيوط الي2.5 ساعة. وقد تم تنفيذ الطريق علي مراحل بإجمالي469 كم منها309 كم طريق رئيسي يمتد من حلوان حتي أسيوط و160كم وصلات عرضية للربط مع طريق الصعيد القديم. وتم تنفيذ المرحلة الأولي للطريق عام2008 وامتدت من حلوان حتي بني سويف مرورا بالكريمات بإجمالي طول151 كم منها خمس وصلات عرضية بإجمالي طول51 كم. أما المرحلة الثانية والتي تصل من بني سويف الي المنيا والتي تم البدء في تنفيذها اعتبارا من اول يوليو2009 بإجمالي165 كيلومترا منها65 كيلو مترا وصلات عرضية ودوائر مرور, وفور الانتهاء منها بدأ العمل في المرحلة الثالثة من المنيا الي أسيوط بإجمالي153 كيلو مترا منها44 كيلو مترا وصلات عرضية ودوائر مرور, ليوفر فرصا جديدة للتنمية خارج وادي النيل الضيق وخدمة المشروعات الاستثمارية الحالية وتسهيل أعمال النقل البري من وإلي الموانئ القريبة من محافظات الصعيد ويستوعب التطور في وسائل النقل البري الحديثة. ولتأمين الحركة المرورية علي الطريق تم انشاء سبعة انفاق في سنور والشيخ فضل والبستان والمنيا وبني حسن وملوي ونفق دوران عند علامة الكيلومتر280, كما تم تزويد الطريق بلوحتين الكترونيتين تمدان المسافر بالمعلومات اللازمة اثناء السفر مثل( السرعة المقررة حالة الطقس المتوقعة التاريخ- التوقيت), كما زود الطريق بلوحات معنوية لبث روح الولاء والانتماء للوطن, بالاضافة الي العواكس الارضية والعلامات المرورية ولوحات ارشادية وتحذيرية بإجمالي5000 لوحة تغطي كامل الطريق وحواجز خرسانية بإجمالي أطوال460 كم علي كلا الجانبين ومانع تعد بالجزيرة الوسطي بطول209 كم, وانشاء16 استراحة تتميز بالطابع المعماري المصري القديم وبما لا يعوق حركة المرور واماكن إنتظار عربات الركوب والنقل الثقيل ونقطتي اسعاف ومهبطين لطائرات الهليكوبتر, وعلي مخرجي الطريق من اتجاه مدينتي المنيا واسيوط تم انشاء بواتين ذواتا طابع فرعوني بديع وزودت كل منهما بمبني للشرطة العسكرية وآخر للشرطة المدنية ومبني للاسعاف ومهبط للطائرات يسع حتي ثلاث طائرات و3 مبان إدارية لصالح العاملين في ادارة وتشغيل الطريق ومسجد, وزينت البوابات بلوحات جدارية توضح نماذج من تاريخ مصر القديم ومساحات خضراء. شاهد المشير طنطاوي فيلما تسجيليا تناول اسهامات القوات المسلحة في تنفيذ العديد من المشروعات الاستراتيجية واقامة شبكة من الطرق الحرة تربط ساحل البحر الأحمر والبحر المتوسط والوجهين القبلي والبحري, ومراحل انشاء الطريق الجديد الممتد من حلوان حتي أسيوط الذي تم التخطيط لاختيار مساره العديد من الاسس والاعتبارات الهندسية, حيث تم التنسيق مع اجهزة الدولة لتحقيق الاستفادة القصوي من الطريق وبما يخدم الخطط المستقبلية في مجالات الاستثمار والتعمير والمحميات الطبيعية, ودراسة موقع الطريق من خلال التصوير الجوي والصور الفضائية وتحليل خرائط المنطقة وإستطلاع الارض ودراسة كل التضاريس لاختيار أنسب مسار للطريق, واجراء الاختبارات المعملية الميدانية وتأكيدها بمعامل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومعامل الهيئة العامة للطرق والكباري ومعامل جامعة عين شمس لتحديد انسب المكونات وكثافة التربة واختبار نسبة التآكل للخامات المستخدمة في المراحل المختلفة من انشاء الطريق مثل أتربة الردم واحجار السن وخامات الاسفلت واعمال الحماية والتكسيات. واشار اللواء كامل عبد الهادي مدير ادارة المهندسين العسكريين الي الظروف المناخية البالغة الصعوبة والعقبات التي اعترضت انشاء الطريق منها المنطقة الصخرية التي تعد جزءا من سلسلة جبلية ممتدة من البحر الأحمر شرقا حتي نهر النيل غربا بطول100 كم وكان أشدها صعوبة جبل المرير والذي أطلق عليه الحائط الصخري بطول3 كيلو متراات وارتفاع يصل حتي146 مترا واستلزم هذا خفض منسوب ارتفاع هذا الحائط بقيمة42 مترا ليصبح ارتفاعه104 أمتار, وفجرت عزيمة الرجال11 مليون متر مكعب من الصخور استخدم فيها اكثر من6000 طن من المفرقعات لازالة اكثر من42 مترا من ارتفاع الحائط الصخري باستخدام احدث تكنولوجيا النسف والتدمير. كما تم رفع جسر الطريق في بعض المناطق لأكثر من72 مترا لربط منسوب الحائط الصخري بالمناطق المنخفضة للوصول الي المستوي التصميمي للطريق, ووصلت اعمال الردم الي37 مليون متر مكعب من الرمال, بالاضافة الي انشاء طبقات اساس للطريق بإجمالي7 ملايين متر, وانشاء طبقات الرصف بمساحة19 مليون متر مسطح, وتنفيذ اعمال تكسية بالدبش لحماية الجسر الترابي للطريق بحجم700 الف متر مكعب, واقامة الحواجز الخرسانية علي جانبي الطريق, ولحماية الطريق من الظروف المناخية المتقلبة تم عمل دراسات مستفيضة لتحديد مسارات السيول بهذه المنطقةوانشاء210 برابخ صندوقية ومواسير خرسانية كمخرات للسيول لمنع تجمع المياه في هذه الاماكن حفاظا علي سلامة الطريق. ولربط طريق الجيش بطريق الصعيد القديم تم انشاء خمسة وصلات عرضية بطول109 كيلو مترا وهي وصلة سنور عند علامة الكيلومتر127 بطول16.5 كيلومتر, ووصلة البستان عند علامة الكيلومتر179 بطول21 كيلو مترا, ووصلة المنيا عند علامة الكيلومتر200 بطول12.5 كيلو مترا ووصلة بني حسن عند علامة الكيلومتر227 بطول12 كيلو مترا, ووصلة ملوي عند علامة الكيلومتر250 بطول22 كيلو مترا. بالاضافة الي دوائر مرور بإجمالي25 كيلو مترا, ووصلة البستان عند علامة الكيلومتر179 بطول21 كيلو مترا. وقام المشير طنطاوي بتفقد الطريق الذي شارك في انجازة اكثر من اربعين الف عامل ومهندس من ابناء جنوب الصعيد. بالاضافة الي ألفين وخمسمائة من أحدث المعدات التابعة للهيئة الهندسية للقوات المسلحة لتمهد ممرا جديدا للتنمية الشاملة في جنوب مصر يضاف الي سجل انجازات القوات المسلحة في كل المجالات لتحقيق الامن والرخاء لشعب مصر العظيم. واستمرارا لمسيرة العطاء داخل القوات المسلحة انتقل المشير طنطاوي الي مدينة المنيا لافتتاح مركز علاج الاورام الذي اقيم بنطاق مستشفي القوات المسلحة بالمنيا واستمع الي شرح من اللواء طبيب احمد عبد الحليم مدير ادارة الخدمات الطبية عن مكونات المركز الذي يعد احد المراكز التخصصية التي اقامتها القوات المسلحة في العديد من مدن ومحافظات مصر وما يضمه من اقسام تشخيصية وعلاجية وفقا لأرقي النظم العلاجية الحديثة. ويتكون مركز علاج الاورام من قسم التخطيط العلاجي ويشمل غرفة تخطيط العلاج الاشعاعي, ووحدة المحاكي ووحدة العلاج الاشعاعي ووحدة متطورة للعلاج الكيميائي والتي تقدم خدماتها للمدنيين والعسكريين من ابناء محافظة المنيا والمدن المحيطة, لتشكل اضافة جديدة في منظومة الرعاية المتكاملة التي تقدمها القوات المسلحة لابناء مصر في كل مدن محافظات الجمهورية.