اضطره تأخره عن الحضور المبكر إلى المدرسة إلى الجلوس على الأرض بسبب التكدس والازدحام داخل الفصل بعد أن فشلت محاولاته في التقرب إلى زميله ليجلسه بجانبه على المقعد الذي حمل أربعة غيره، وسط مشاحنات يومية بسبب المسارعة إلى الجلوس على المقاعد.. مشهد يومي متكرر بين طلاب فصل 3/1 بمدرسة 6 أكتوبر الابتدائية بإدارة أوسيم التعليمية بالجيزة. يعاني الطلاب الذين لم يتجاوز أعمارهم العاشرة من الازدحام والتكدس والاختناق داخل المدرسة؛ بسبب وصول أعداد الطلاب داخل الفصل إلى 105. كان المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، طلب من الدكتور محب الرافعي، وزير التربية والتعليم، زيادة أعداد المدارس، عن طريق تحديد أراض لاستخدامها في إنشاء مدارس جديدة؛ للحد من التكدس الطلابي داخل الفصول، لكن لم يظهر أى جديد فى الأمر حتى الآن. فى الوقت الذى صرح فيه وزير التربية والتعليم لإحدى القنوات الفضائية، أول من أمس، بأن عدد الطلاب فى بعض الفصول يصل إلى 45، وفي المناطق العشوائية يصل إلى 75 طالبا. التقت "البديل" بعدد من الطلاب الذين أكدوا أن الفصول المدرسية لا تسع الطلاب في حال حضور الجميع خلال اليوم الدراسي، الأمر الذى يضطرهم في كثير من الأوقات إلى الجلوس على الأرض، بالإضافة إلى عدم توافر الوسائل التعليمية المريحة لهم، موضحين أنه فى حالة زيارة أحد المسئولين المدرسة، تكون فى أفضل حالاتها، وعندما يرحل، يعود الحال على ما كان عليه من فوضي وإهمال. يقول طارق نور الدين، الخبير التعليمي، إن مشكلة تكدس الفصول بالطلاب من الأسباب الرئيسة التي تنال من العملية التعليمية، سواء الطالب أو المعلم، فتبدو الكثافة كمعوق مهم يحول دون تمكين المعلمين والمعلمات من أداء الأدوار المناطة بهم كمربين. وأضاف "نور الدين" أن التكدس يشكل صعوبة على الطلاب من تلقي المعلومة وأخذ الوقت الكافي من المعلم لشرحها، الأمر الذى يسبب عزوف بعض أولياء الأمور عن المدارس الحكومية وتوجههم نحو المدارس الخاصة. وأوضح الخبير التعليمي أن بناء المدارس ليس حلا فوريا لوقف نشاط سوق الدروس الخصوصية؛ فى ظل توافر أراضى لإنشاء المدارس، فضلا عن الوقت الذى يستغرقه البناء، مؤكدا أن الحل الفورى يكمن فى إعطاء كل فصل دراسى يوم إجازة، دون توحيد يوم السبت كإجازة لكل الفصول، وذلك كحل مؤقت حتى تستطيع الدولة بناء مدارس جديدة.