طالب رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب الشباب بعدم البحث عن وظائف بالحكومة، قائلاً «مفيش وظائف في الحكومة، وما تفكروش تفتحوا كافيهات عشان تكسبوا، وفكروا أحسن تسوقوا توك توك»، على حد تعبيره، فى نفس الوقت أكد فيه اللواء أركان حرب عصمت مراد، مدير الكلية الحربية فى أحد اللقاءات الصحفية، أنه يتم اختيار طلاب الكليات العسكرية والحربية وفقاً لثوابت واشتراطات صارمة لا تهاون فيها، مؤكدًا أن طلاب الكليات العسكرية يعرفون تماماً أنهم قادة المستقبل، وأنهم «الوزراء، والمحافظون، والسفراء، ورؤساء الجمهورية، والمديرون»! وهو ما أثار حفيظة عدد من النشطاء والحقوقيين، واعتبروه اعترافًا ضمنيًّا من مسئولي الدولة بأن خريجى الكليات العسكرية فقط هم من لهم الأحقية فى تولي وظائف ذات مناصب بالدولة دون غيرهم، وأن باقي شباب الأسر المصرية لا مكان لهم بالدولة سوى العمل على "توك توك" حسب تعبير رئيس الوزراء، فاستنكروا هذاالتصريح، مقارنين بينه وبين تصريح مدير الكلية الحربية، مؤكدين أن الدستور ساوى بين الناس ولم يفرق بينهم. من جانبه أكد عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن تصريحي رئيس الوزراء ومدير الكلية الحربية غير محايدين، مشيرًا إلى أن تصريح مدير الكلية الحربية من الممكن أن يؤخذ على أنه من باب تحميسه لشباب كليته، ولكن كان عليه أن يقول: من الممكن أن تصبحوا وزراء أو محافظين وهكذا، مؤكدًا أن الدستور ساوى بين الناس، خاصة الشباب، الذى أقر بأن لهم دورًا كبيرًا فى المحليات دون ذكر أماكن تخرجهم أو مستواهم الاجتماعى. أما تصريح رئيس الوزراء فأكد "شكر" أنه غير لائق، ولا يجوز أن يخرج من مسئول في مثل موقعه، مشددًا على أن الدولة لا تنهض إلا بوجود دور حقيقي للشباب فى المناصب الهامة، وأن يصبحوا جزءًا من العملية السياسية، مشيرًا إلى أن الحديث حول فرص عمل الشباب التى أكد عليها رئيس الجمهورية والتى ستوفر من خلال قناة السويس الجديدة لا ]أتى بحفر القناة، وإنما بتنمية منطقة قناة السويس، وهذا لا يحدث إلا فى خلال ما يقرب من عشر سنوات تقريباً. فيما قال الناشط الحقوقي مينا ثابت أن رئيس الوزراء تحدث عن فكرة العمالة الفنية والأيدي العاملة، وهي فكرة هامة، ولكن لا يمكن أن تتحقق في ظل السياسات الاقتصادية والتعليمية للنظام الحالي، فلا بد من أن تشجع الدولة المشروعات الصغيرة والمتوسطة عن طريق تسهيلات اقتصادية وإجرائية وفتح سوق المنافسة للجميع وضمانة مبدأ تكافؤ الفرص. ولفت "ثابت" إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم الفني وتشجيع الطلبة على الالتحاق به وربط التعليم بمتطلبات سوق العمل، مشددًا على أن هذه أدوار للدولة وليست للشباب، وبالتالي يجب على الدولة أن تؤدي دورها أولاً، ثم تطالب الشباب بأداء دورهم. وفى نفس السياق قال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصري، إن التصريحين غير موفقين على الإطلاق، فالتصريح الخاص برئيس الوزراء يعتبر كارثة كبيرة إذا صح، فحينما يبشر رئيس الوزراء الشباب بأنه لا يوجد عمل أمامهم بالدولة إلا سائقو توك توك، فإن الكلام حول المشاريع الاقتصادية والتنمية وكل الكلمات الكبيرة مجرد أوهام غير قابلة للتحقيق، ويبشر الشباب المصري بمستقبل مظلم، وعليه أن يدرك جيدًا هذا وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء. وأضاف "أما التصريح الثانى الخاص بمدير الكلية الحربية فغريب، فالكليات العسكرية تخرج ضباط جيش مستقبلهم الحقيقى فى تحقيق الأمن القومى وحماية البلاد من المخاطر الخارجية والداخلية والوقوف فى وجه المؤمرات التى تكون ضد الوطن"، وحذر من أن تصريح مدير الكلية الحربية يعتبر إغراء للطلاب؛ مما يجعل هناك أطماعًا شخصية بعيدة تمام البعد عن أهداف الكليات العسكرية الحقيقة، والتى تعمل على هذا منذ عهد محمد على وحتى الآن.