في إطار تقدم وحدات الجيش السوري والمقاومة اللبنانية على الحدود السورية اللبنانية، وهزيمة المسلحين الذين تلقوا الدعم الأساسي من الكيان الصهيوني لخوض حرب بالوكالة في سوريا، نفذت القيادة الصهيونية اعتداء جديد على الأراضي السورية بعد أن فشل المسلحين في تنفيذ الخطة الإسرائيلية، وجاء التدخل العسكري الصهيوني المباشر على الأراضي السورية كشكل من أشكال الدعم الجديد للمجموعات المسلحة التي انهكها القتال والمواجهة مع الجيش السوري والمقاومة. استهدفت طائرة إسرائيلية من دون طيار سيارة كانت تقل عددًا من العناصر المقاومة التي تقاتل إلى جانب الجيش السوري ضد الجماعات المسلحة، في بلدة حضر في ريف القنيطرةجنوبسوريا، حيث كانت السيارة تقل ثلاثة عناصر تابعين للجان الشعبية عند المدخل الجنوبي لمدينة حضر، التي تقع بالقرب من التلال الحمر، المسيطر عليها من قبل الجماعات المسلحة. قالت مصادر إعلامية سورية إن الطيران الإسرائيلي استهدف أيضًا أحد مراكز الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة على الحدود السورية اللبنانية، ما أسفر عن إصابة 6 عناصر بجروح مختلفة، وأشار مسئول الإعلام المركزي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة "أنور رجا"، أن الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موقعًا للجبهة أوقعت 6 جرحى ودمرت مخزنُا للأسلحة، وأن الموقع المستهدف بالغارة له دور استراتيجي في معركتي الزبداني والقلمون في سوريا. تضاربت الأنباء عن عدد القتلى، ففيما تحدثت مصادر من حزب الله اللبناني عن مقتل 2 من لجان الدفاع الوطني جراء استهداف طائرة استطلاع إسرائيلية لسيارتهم عند مدخل بلدة "حضر"، وفي نفس الإطار تداولت وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية تكذيب لأنباء تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي، عن مقتل قائد عمليات حزب الله في الجولان "سمير القنطار"، وهو ما أكدته قنوات تلفزيونية إسرائيلية بأن "محاولة قتل القنطار لم تتكلل بالنجاح"، وعلى الفور رفع الجيش الاسرائيلي حالة التأهب في الشمال، تحسبًا لردود فعل من "حزب الله". يعتبر "سمير القنطار" مصدر إزعاج للاحتلال الصهيوني حيث أنه يقود عمليات ضد إسرائيل من الجولان، وكان "القنطار" أقدم سجين لبناني في إسرائيل. ولد "القنطار" في بلدة "عبيه" لعائلة درزية عام 1962، وعندما بلغ ال16 من عمره، قاد مجموعة من أفراد جبهة التحرير الفلسطينية، واعتقل لأول مرة في 31 يناير 1978 على يد جهاز المخابرات الأردنية، عندما حاول تجاوز الحدود الأردنية الإسرائيلية مع عضوين آخرين في جبهة التحرير الفلسطينية، وفي نيتهم اختطاف حافلة إسرائيلية على الطريق الواصلة بين بيسان وطبريا، ومطالبة إطلاق سراح سجناء لبنانيين مقابل الإسرائيليين، وقضى "القنطار" 11 شهرًا في السجن الأردني، ثم أفرج عنه في 25 ديسمبر 1978، بشرط أنه لن يدخل الأردن ثانية. في 22 أبريل 1979 انطلق "القنطار" مع أفراد من جبهة التحرير الفلسطينية إلى إسرائيل عن طريق البحر بزروق مطاطي، هبط الزورق شاطئ "هدكاليم" في مدينة نهاريا الساحلية شمالي إسرائيل، وحاولت المجموعة اقتحام دار عائلة "سيلع" ولكنها انصرفت عن المكان بعد تبادل النار مع صاحب الدار، ثم مع رجال الشرطة المحلية، والذي انتهى بمقتل شرطي إسرائيلي وأحد أفراد المجموعة، وبإصابة مدني إسرائيلي بجروح. في 28 يناير 1980 حكمت المحكمة الإسرائيلية على "سمير القنطار"، بخمس مؤبدات مضافًا إليها 47 عاما، حيث اعتبرته مسئولا عن موت 5 أشخاص وعن إصابة آخرين، تم الإفراج عن "القنطار" في 16 يوليو 2008، في اطار صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله. مدينة حضر التي تم استهدافها من قبل الاحتلال الصهيوني تشهد تضييقاً كبيرًا من قبل المسلحين القريبين منها، والذين فرضوا عليها حصارًا من عدة جهات خلال الأشهر الماضية، في سعي منهم للسيطرة على المدينة التي تقطع خطوط التواصل بين المسلحين المتواجدين في ريف دمشق الغربي والمسلحين في ريف القنيطرة الشمالي. هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها القنيطرة والجولان السوري لقصف إسرائيلي، إذ سبق واستهدفت غارة في 25 أبريل مواقع للجيش السوري في جبال القلمون بريف دمشق الشمالي، على الحدود السورية اللبنانية، لكن أبرز الغارات الإسرائيلية وقعت يوم 18 يناير، حين قتل ستة إيرانيين بينهم جنرال في الحرس الثوري، بالإضافة إلى ستة من حزب الله بينهم القائد العسكري البارز "محمد عيسى"، و"جهاد" نجل "عماد مغنية" الذي اغتيل عام 2008 في دمشق بتفجير سيارة. الغارة الإسرائيلية في القنيطرة تعتبر انتهاك جديد لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة بين سوريا وإسرائيل، والتي تلزم الطرفين السوري والإسرائيلي بوقف إطلاق النار في البر والبحر والجو، والامتناع عن جميع الأعمال العسكرية تنفيذًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الصادر في أكتوبر 1973.