أكد الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" أنه بالرغم من كل المآسي التي تحدث الآن ستتمكن الأمة من الخروج من المحنة أصلب عودا وسيكون الحساب مع إسرائيل عسيرا، مضيفا أن اليوم الذي سنصلي فيه بالقدس آت لا محالة. وأضاف "نصر الله" خلال كلمة له عبر الشاشة في مؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة في بيروت والذي حمل عنوان "متحدون من أجل فلسطين – إسرائيل إلى زوال" أنه لا يوجد قضية أو معركة تتمتع بالصدقية والشرعية كقضية القدس ومواجهة العدو الصهيوني، معتبرا أنها معركة لا غبار عليها قائلا "اليوم توجد الكثير من المواجهات والصراعات والمشاريع المتضاربة ونختلف أين الحق وأين الباطل وقد يختلط الحق والباطل لكن هنا نحن أمام حق كامل". وشدد "نصر الله" على أن الموقف أيضا من هذه القضية يجب أن يكون من أهم معايير التقييم عندما نريد أن نقيّم دولا أو حكومات أو شعوب أو أحزاب أو تيارات أو أشخاص، لافتا إلى أن الأمة تواجه مشروعا صهيونيا يعمل على امتداد العالم، وأصبح له في عام 1948 كيانا اسمه إسرائيل قائم على أرض فلسطين، موضحا أن المشروع الصهيوني أوسع من احتلال فلسطين، مضيفا أن الواجب الملقى على عاتق الجميع هو مواجهة المشروع الصهيوني بكل امتداداته. وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن مشروع المقاومة حقق انجازات كبيرة متراكمة خلال عقود من الزمن منذ الطلقات الأولى عند احتلال فلسطين، مضيفا أنه من الانجازات المتراكمة إعادة القضية الفسلطينية إلى مقدمة الاهتمام الدولي والفلسطيني، وفرضته على القوى العظمى والعالم، ونشر ثقافة المقاومة، موضحا أن من الانجازات في فلسطين تحرير قطاع غزة بلا قيد أو شرط، ومن الانجازات المتراكمة صمود المقاومة في لبنانوغزة الأسطوري في وجه أقوى الجيوش، من حرب تموز وحرب غزة الأولى وحرب ال51 يوما. وأوضح "نصر الله" أنه في السنوات الأخيرة لحقت أضرار حقيقية بمشروع المقاومة جراء أحداث المنطقة، وعاد المشروع الصهيوني يحقق انجازات بعد مرحلة تراجع وهزائم، مضيفا أن ما نحتاجه على مستوى الدراسة أن يجلس أهل هذه القضية ويتم إحصاء الخسائر والأضرار جراء تطورات المنطقة، وثانيا إقامة دراسة لمعرفة إنجازات الإسرائيلي أو ما تحقق له من انجازات دون عناء منه. واعتبر الأمين العام لحزب الله أن أخطر الخسائر هي خروج فلسطين من دائرة الاهتمام الدولي والإسلامي، وأصبح العالم مشغولا في مكان مختلف عن فلسطين، والمحزن في هذا الأمر خروجها من اهتمامات الشعوب وهذا الموضوع أدى إلى عزلة الشعب الفلسطيني، وأعطى فرصة تاريخية للعدو أن ينفذ مخططاته في غفلة من العالم، وتجويع وترهيب الفلسطينيين، وصولا إلى ما يتعرض له الأقصى في هذه الأيام، وما يجري في الأقصى مخيف، وبعض الحاخامات يقول اليوم إن"المسيح لن يأتي من السماء بل من الأرض، ومن يهدم المسجد الأقصى هو المسيح وإذا هدم نتنياهو الأقصى فهو المسيح. وقال "نصر الله" إن المواجهة مع إسرائيل بحاجة إلى إخلاص شديد، وترفع استثنائي عن المصالح والحزبية والمذهبية والشخصية، مضيفا أن من يحمل الراية ويتقدم الصفوف الأمامية لاستعادة فلسطينوالقدس يجب أن نسانده ونلتف حوله، ونسقط كل الحسابات والاعتبارات الأخرى، وهذا من مفاعيل الأخلاص، وإذا تقدمت إيران أو مصر أو سوريا يجب أن نكون معهم، ونحن مع أي دولة عربية أو إسلامية تتقدم لتحرير القدس، حتى لو كانت إندونيسيا قد تقدمت لذلك. ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أن "معركة التكفير لا تخاض تحت عنوان سياسي بل تحت عنوان ديني، وما يجري الآن لا صلة له بالإسلام، وعندها تخرج إسرائيل من لائحة العدو، وتخرج فلسطين من لائحة الاهتمام، وقد ترى بعض الجماعات الدينية أن إسرائيل هي الحامي والضامن، وهذا أخطر ما يواجهه مشروع المقاومة.