ورحمة جدي نوفل بيحقدوا عليك، ايو بيحقدوا عليك إنت.. يحقدوا على المواطن الحر،والشاب الحر، والطالب الحر،والعالم الحر،والشاعر الحر،والمثقف الحر، والطبيب الحر، والمهندس الحر،والصحفي الحر، والإعلامي الحر، لأن الإبداع الحر ليس فيه أبناء بوابين أو زبالين. لذلك يسلبون حريتك بقوانين دنشواي في قاعات محاكم كانت لا تسع أحيانا عدد الحضور،فأصبحت لا تسع المتهمين. حضرتك تفقدهم صبرهم.. آه حضرتك لأنك لا تريد وطنا مثل البحوث الفلكية لا تفعل شيئا سوى رؤية الأهلة، لتعم مظاهر الكسوف الكلي أمام الحاكم، والخسوف أمام الظلم وسياط التعذيب في جميع أنحاء البلاد لتزلزل ظهور العباد. أنت دائما وأبدا تثير جنونهم بتذكيرهم بأنهم يمتلكون كل سلطات ومقدرات البلد في جيب بذلتهم الصغير،وتضغط بإستمرار عليهم لعدم وجود برلمان منتخب حتى وإن كان "صوري"، وعندما يتحدثوا عن الوطنية والتصدي للإرهاب تفضح أكاذيب إعلام الجمل الحنجورية من نوعية "محدش يقدر علينا"، "ربنا شاهد علي"،"وحلوين من يومنا والله"، وتذكرهم بأن هناك من كان وطنيا على شاكلتهم "إسماعيل صدقي" وفي غيبة البرلمان أيضا أضاع قطعة غالية من أرض الوطن إسمها "واحة الجغبوب "المصرية مئة بالمائة وسلمها تسليم أهالي للإيطاليين ومن ثم إلى الليبين وما زالت مغتصبة حتى الآن.. بفضل الوطنية. حاربوك بداية من قانون التظاهر وصولا إلى قانون الإرهاب ليقوموا بمداواة فشلهم وتقصيرهم في كل ملفات إدارة الدولة بتسكين الشباب في مشروع المليون وحدة سجن ومعتقل شارع "خالد بن الوليد" أول شمال على إمة العاصمة الجديدة. كما حارب قبلهم إسماعيل صدقي البطولة والفداء عندما قام بإعلان أغرب حالة طوارئ في البلاد على مر التاريخ ونزول الجيش ليس لوجود اضطرابات في البلاد "لاسمح الله" أو لحماية المنشأت والأماكن الحيوية "بعد الشر" ولكن ليمنع تأبين البطل الشهيد عمر المختار.. آه حضرتك الجيش نزل لمنع تأبين البطل الشهيد عمر المختار! حضرتك أيضا من فضحت الممارسات التي يقوم بها النظام من سحل وسجن وإعتقال الفتيات والنساء مع تغليف ذلك بالإهانة والتنكيل كسابقة في التاريخ المصري الحديث،لم يسبقهم إليها سوى زعيمهم إسماعيل صدقي كأول حاكم يرتكب جريمة إعتقال للمرأة في مصر لأنهن ببساطة هتفن ضده. فما أشبه الليلة السوداء بالبارحة الكوبية يا صديقي. حضرتك كله باع.. السياسي باع.. والمثقف باع.. والشيخ باع.. وحضرتك فقط من أشتريت، أشتريت الحرية بسجنك، أشتريت العدل بظلمك، أشتريت كلمة الحق بتشويهك في كل مكان، وأخترت الوقوف حارس وحيد على مقبرة الحرية.. فهي بالنسبة لهم ليست إلا جيفة من الأحرار، وهي بالنسبة لك الكنز الذي سوف يعرف قيمته ويستفيد به الشعب كلما مر عليه الزمن. الشعب الذي طالب بحذفه رائد الطغيان اسماعيل صدقي في أحد حوارته مع الراحل مصطفى أمين..قالها بالحرف "اشطب الشعب " لأنه لا يعنيه.. أيو الشعب لا يعنيه، وكل ما يعنيه هو رضاء البرلمان "المزور" والملك "الفاسد" والاحتلال،"المغتصب" .. نفس المنظومة التي تتكرر دوما مع إختلاف مسميات وأشكال الديكتاتورية، أنت وحدك من تحاول دوما كشف الاعيبهم رغم قسوة آلة التشويه التي أدت إلى إرباكك في بعض الأحيان، وارهاقك في أحيان كثيرة أخرى ،ومازلت قادرا على مقاومة وفضح كل تلك الممارسات السالبة لعزة وكرامة الوطن بشجاعة تحسد عليها. صديقي الحر يا من تحارب التعتيم الإعلامي والسياسي والإقتصادي والعسكري من أجل وطن ومواطن تصعد بهما على قمة جبل العيش والحرية والعدالة الإجتماعية ، أنت الوحيد القادر على حماية هذا الوطن حتى لا يكون عبارة عن " أقواس.. أقواس.. مطاط كده.. دحلاب.. دحلاب.. عجينة.. طري ".. تحية لحضرتك من كل قلبي ورحمة جدي نوفل.