"ساحة قمامة كبرى" هكذا حول المتنزهين في أيام العيد كورنيش النيل بمدينة المنيا، فلم تخلو أية رقعة داخل أفضل متنزه في مصر وعلى امتداده من الفضلات في شتي صورها وأشكالها، ليعكس سلوك شعبي لم تغيره حركة الزمن وتطور التاريخ، ولم يكف عنه المثقفون وحملة المؤهلات العليا. كل ما يحيط بك "زبالة"، ففي أثناء مكوثك داخل الكورنيش بعد أيام العد الثلاث أول ما تقع عليه عينيك بقايا الفضلات والقمامة التي تجتمع ولأثاث المتدهور لتكتمل صور القبح والعشوائية، وعلى امتداد 6 كم مترا هي طول مساحة الكورنيش رصدت "البديل" القمامة في أسوء صورها. "عيد سعيد وشكرا ع الزبالة"بهذه العبارة علق عامل كافتيريا كائنة على الكورنيش وذلك عند سؤاله عن مشهد القمامة الكثيفة التي تحيط الكافتيريا من كل ناحية، وقال محمود السيد إنه لم يشهد مثيلا لكم القمامة المتناثرة بطول الكورنيش في أي مناسبة سابقة، مرجعا السبب لعدم توافر صناديق القمامة من قبل الوحدة المحلية، وعدم تواجد السلوك الشعبي الرشيد والضمير الذي يمنع الأهالي من ترك فضلاتهم بتلك الصورة المفزعة. "أفطروا على كل قبيح صاموا عنه شهرا"كانت أبرز تعليقات أحد الأهالي وقت تواجده على الكورنيش، يوم الاثنين، وقال إن السلوك الشعبي المسئول الأول عن تلك الظاهرة في كل البقاع ليس بالكورنيش فقط، فالأولى أن يجمع الأهالي فضلاتهم في أكياس وإلقائها في أقرب صندوق قمامة طالما أن الصناديق المتوفرة بالكورنيش امتلأت على آخرها. "مثقفون وولاد ناس.. وكله زبالة"كانت الكلمات التي عبر بها فوزي قطب البائع المتجول لتعكس زاوية أخرى في الأمر، موضحا أن عينة المتنزهين لم تخلو من الأطباء والمعلمين والمهندسين وكافة المثقفين جميعهم يلقون فضلاتهم في غير أماكنها شأنهم شأن الأميين والصبية الصغار. "في النيل وارمي"يقول عم إبراهيم صاحب معدية نيلية إن النيل بات أقرب من صناديق القمامة للأهالي وبخاصة الشباب، وإن الأمر لم يقتصر على الكورنيش فقط "مولد وصاحبه غايب هتقول وتعيد لمين". ورصدت البديل عدم توافر صناديق مخصصة للقمامة، سوى بعض الصناديق صغيرة الحجم الموضوعة بالأشجار وأعمدة الإنارة، وجميعها طفحت بالفضلات التي سقطت أسفلها. كورنيش النيل تلك القلادة التي ترتديها عروس الصعيد، يمتد بطول مدينة المنيا، ويميزه موقعه المحوري، فيطل من الناحية الغربية علي نهر النيل والجزر النيلية والجبل الشرقي، وتحفه الفنادق والبواخر والمراسي السياحية العائمة والقوارب الشراعية.