قرارات ملكية مفاجئة اتخذها العاهل السعودي "سلمان بن عبد العزيز" تأتي بعد سلسلة تعيينات أمر بها في آواخر أبريل الماضي شملت ولاية العهد ووزارات ومناصب أخرى مهمة. أصدر الملك "سلمان" ثلاث قرارات مفاجئة كان أولها إعفاء رئيس الديوان الملكي "حمد بن عبد الله السويلم" من منصبه بعد أقل من ثلاثة شهور من تعيينه في هذا المنصب، وتكليف نائبه "خالد العيسى" بالقيام بمهام رئيس الديوان، كما أصدر الملك "سلمان" ثلاثة قرارات أخرى تضمنت نقل الأمير "مشعل بن عبد الله آل جلوي" من منصبه كمستشار للملك، وتعيينه أميرًا لمنطقة الحدود الشمالية، خلفا لوالده الأمير "عبد الله بن عبد العزيز ابن مساعد آل جلوي"، الذي توفي الأسبوع الماضي، والقرار الملكي الثالث تعيين "ماجد بن عبد الله الحقيل" وزيرًا للإسكان. يعتبر منصب رئيس الديوان الملكي واحدًا من أهم المناصب في السعودية، فبحسب نظام الحكم السعودي يعتبر الديوان الملكي المكتب التنفيذي الرئيسي للملك، وتتبعه مكاتب مستشاري الملك للسياسة الداخلية، والشئون الدينية، والعلاقات الدولية، والمراسم الملكية والمكتب الخاص بالملك، ويدير الملك الدولة ومعظم الشئون الحكومية الروتينية من خلال هذا المكتب، بما في ذلك صياغة الأنظمة والمراسيم الملكية. أثار قرار الملك "سلمان" إقالة "حمد السويلم" من منصبه بعد ثلاثة أشهر فقط من تعيينه تساؤلات عديده خاصة أنه من المقربين لولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير "محمد بن سلمان"، ومن أهم مساعديه منذ أن كان الأمير "محمد" مديرًا للمكتب الخاص للملك "سلمان"، حين كان الأخير وزيرًا للدفاع ووليًا للعهد، حيث كان "السويلم" نائبًا لمدير المكتب الخاص، وعين مديرًا لديوان ولي العهد السابق الأمير "مقرن بن عبد العزيز" الذي أعفي من منصبه في نهاية شهر أبريل الماضي، وعين بعد ذلك "السويلم" رئيسا للديوان الملكي خلفا للأمير "محمد بن سلمان" الذي اختير وليًا لولي العهد. انطلاقًا من ذلك رأى دبلوماسيون في الرياض أن إقالة "السويلم" قد تمهد إلى تغييرات أخرى تحد من نفوذ ولي ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، أقرب الناس إلى الملك لا سيما أن العديد من أصدقاء الملك "سلمان" القدامى يشكون من انقطاع تواصلهم المعهود مع الملك، فضلًا عن الانتقادات التي طالت "محمد بن سلمان" في الفترة الأخيرة خاصة بعد العملية العسكرية السعودية ضد اليمن والتي يقودها وزير الدفاع "محمد بن سلمان". تعيين "ماجد الحقيل" وزيرًا للإسكان والتي تعتبر واحدة من أصعب الوزارات في السعودية، أحدث جدلا واسعا خاصه بعد تغريداته الجديدة التي نشرها على موقع التواصل الاجتماعي مباشرة بعد إعلان تعينه وزيرًا من قبل الملك "سلمان بن عبد العزيز". ويعود الجدل على "تويتر" إلى مضمون التغريدات السابقة، التي أعاد المغردون نشرها، والتي كتب فيها "الحقيل" تصريحات تُخالف السياسة السعودية، أو تنتقد موضوع الإسكان في البلاد، أو حتى تغريدات ترتبط بكرة القدم، وأخرى عن النساء السعوديات اعتبرت مسيئة بحق المرأة وغيرها. وبعدما نبش المتابعون على "تويتر" في التغريدات القديمة للوزير الجديد، أنشأ الأخير حسابًا جديدًا، وبدأ بمسح التغريدات عن الحساب القديم، وكتب على حسابه الجديد "يسامح الله الخطاؤون، إذاً من نحن لكي لا نسامح". كان "الحقيل" شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة رافال للتطوير العقاري قبل ذلك، وهو من الداعين لفرض رسوم على الأراضي غير المطورة داخل النطاق العمراني في مدن المملكة والتي تعرف باسم الأراضي البيضاء. تعيين الأمير "مشعل بن عبد الله آل جلوي" أميرًا لمنطقة الحدود الشمالية للسعودية وعاصمتها عرعر، لم يكن أمرًا مفاجئًا، حيث أن الأمير "مشعل" يخلف والده الأمير "عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل جلوي" الذي توفي الأسبوع الماضي بعد 40 عامًا كان فيها أميرًا لمنطقة الحدود الشمالية. p dir=quot;، حين كان الأخير وزيرًا للدفاع ووليًا للعهد، حيث كان RTL