منذ بدء موسم الصيد ببحيرة البردويل وتشهد محافظة شمال سيناء ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الأسماك التي تعد هي الوجبة الرئيسية للفقراء في جميع المحافظات المصرية نظرًا لانخفاض سعره عن باقي السلع الغذائية كاللحوم والدواجن، ولكن هذا الموسم شهد انخفاضًا في بيع الأسماك لارتفاع سعرها وحرم الفقراء ومتوسطي الدخل من تذوقها ، بعد ان وصلت الى 80 % زيادة في أسعار الأسماك و 50% للدواجن واللحوم والخضروات. وبحلول شهر رمضان، عزف أهالي شمال سيناء عن شراء الأسماك ولكن هذه المرة بإرادتهم، حيث العادات والتقاليد التي تمنع أكل السمك في هذا الشهر، مما أدى لخسائر فادحة للتجار والصيادين وفساد بعض الأنواع نظرًا لتراكمها . الأسماك في رمضان يقول الحاج علي السمان من سكان العريش: ترفع الأسماك من مائدة الإفطار الرمضانية طوال الشهر عند غالبية الأهالي في محافظة شمال سيناء وخاصة البدو، كعادات وتقاليد موروثة من الأجداد، ولأنها تسبب العطش . وعلى الجانب الآخر عبر "عم علي"، تاجر أسماك عن استيائه الشديد من حالة الركود في البيع والشراء التي أرجعها لارتفاع الأسعار، ودخول شهر رمضان الذي جعل حالة البيع والشراء لا تتعدى ال20 %، مؤكدًا "أن السوق نايم بسبب عزوف الأهالي عن أكل السمك في رمضان وأيضًا بسبب عد قدرة المواطنين على الشراء" . أسماك "البردويل" ذات مذاق خاص تعتبر "البردويل" بحيرة ذات عمق يبلغ 3 أمتار، مما ييسر مهمة اصطياد الأسماك بها حتى لهواة الصيد، كما يبلغ طولها تسعون كيلو مترًا، وعرضها 22 كيلو متر، وتبلغ مساحتها الإجمالية 700 كيلو متر مربع . وتعد بحيرة "البردويل" من أنقى وأحسن البحيرات على مستوى جمهورية مصر العربية بأكملها، والبيئة الساحلية على البحر المتوسط كله، وتتميز تلك البحيرة، بوجود مجموعات كبيرة ومختلفة من الأسماك بالإضافة لكثير من الأسماك النادرة . موسم الصيد وأسعار الأسماك سجلت أسعار بيع الأسماك منذ افتتاح موسم الصيد ببحيرة البردويل ارتفاعًا جنونيًا، رغم أن المحافظة تعد من المحافظات الساحلية الأكثر إنتاجًا للثورة السمكية، وقدر ارتفاع سعر السمك هذا العام بنسبة 80 % مقارنة بأسعار العام الماضي تقريبًا، ووقع الأمر كالمفاجأة الكبيرة بالنسبة للمواطنين . تلك المفاجأة التي صعقت عشاق السمك والتي لم تجد حتى هذه اللحظة أجوبة مقنعة، إلى جانب تحفظ الكثيرين عن الإجابة على الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع الجنوني ربما لخوفهم من المساءلة أو لاعتبارات أخرى مجهولة، خاصة عقب إخضاع بحيرة البردويل ليد الجيش للعمل على تطويرها . ويقول "عبد الجواد السلايمة" كبير تجار الأسماك بالعريش، إن بحيرة البردويل تحولت إلى شركة وطنية تابعة للقوات المسلحة، ومنذ ذلك الحين والأسعار تزايدت 50% منذ بدء موسم الصيد، ومقارنة بالعام الماضي فالأسعار جنونية هذا العام، إذ "وصل سعر كيلو البوري إلى 55 جنيه بزيادة 25 جنيهًا، ووصل سعر كيلو الدنيس إلى 90 جنيهًا بزيادة 30 جنيهًا، وسعر كيلو القاروص إلى 85 جنيهًا بزيادة 40 جنيهًا" . كما قال التاجر "محسن عبده" إن السمك كان هو الوجبة الرئيسية على مائدة الفقراء في شمال سيناء، ولكن هذا العام أصبح للأغنياء فقط، حيث وصل سعر كيلو الجمبري إلى 180 جنيهًا للجامبو و150 جنيهًا لكيلو الجمبري الوسط، وكيلو الكابوريا ما بين 25 و 40 جنيهًا . النقل يرفع الأسعار عبر التجار في سوق المحاسنة بالعريش وسوق بئر العبد عن استيائهم الشديد بسبب ارتفاع سعر الأسماك هذا الموسم، مؤكدين أنه يزيد الضعف عن الأعوام الثلاثة الماضية، وأشاروا إلى أن هيئة الثروة السمكية من المفترض أنها تتلقي جنيهان على كيلو السمك الخارج من البحيرة، ولكن بعد تحولها إلى الشركة الوطنية فإن السعر أصبح 6 جنيهات على كيلو السمك، وهو ما يهدر حق التاجر في المكسب . واشتكى التجار من ارتفاع سعر نقل السمك من بحيرة البردويل إلى السوق التجاري داخل مدينة العريش، ووصل سعر النقلة 600 جنيه بدلاً من 200 جنيه للنقلة الواحدة . ويقول "محمود عبد النبي"، موظف: "إنه بعد ارتفاع أسعار اللحوم والدواجن أصبحنا نعتمد على الأسماك كبديل عن اللحوم ولكن عندما ارتفعت أسعار الأسماك أيضًا فلم يعد لدينا بديل آخر ولا ندري ماذا نفعل، مشيرًا إلى عدم وجود رقابة حكومية على الأسواق" . وضاف "محمد مجدي" على كلمات "عبد النبي"، أنه كل عام في نفس التوقيت تكون أسماك البردويل هي الوجبة الرئيسية في بيوت السيناوية، ولكن هذا العام دخلت الأسماك بيوت الأغنياء والقادرين فقط لأن أسعار الأسماك أصبحت جنونية هذا العام . أسماك البسطاء وكانت أسماك بحيرة البردويل وخاصة "الدهبانة واللوت والبوري"، تمثل الأنواع الدائمة على موائد البسطاء من أهالي شمال سيناء، وخاصة الموظفين، إلا أن ارتفاع أسعار الأسماك هذا الموسم، وضع حاجزًا بين الأسماك ومستهلكيها من المواطنين البسطاء، الفقراء والطبقة المتوسطة الكادحة . وأشار "جمال أبو عميرة" موظف، إلى أن أسماك البردويل هذا العام تذهب لفنادق القوت المسلحة، نظرًا لإرجائها تحت وطأة الجيش، مشيرًا إلى أن "الغلابة ليس لهم نصيب من أسماك البردويل بعد الآن"، على حد قوله . وللوقوف على أسباب ارتفاع الأسعار من الجهات المعنية، قال "خالد الحسني" رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، إن ارتفاع أسعار السمك شأن عالمي وليس في مصر فقط، وهو ينعكس أيضًا على سائر المواد الغذائية، مشيرًا إلى أن كل السلع الغذائية تشهد ارتفاعًا في أسعارها مع بداية الموسم الخاص بها، وكذلك الحال مع السمك فموسم الصيد بدأ منذ أسبوعين تقريبًا في بحيرة البردويل، ولذلك لا نستطيع قياس ارتفاع أو انخفاض أسعار السمك في أول الموسم . يذكر أن افتتح موسم الصيد البحري داخل بحيرة "البردويل" المتواجدة بمنطقة التلول بإحدى مناطق مركز بئر العبد في محافظة شمال سيناء، الجمعة 16 مايو، والذي يستمر حتى أغسطس المقبل . وبدأ سروح مراكب الصيد داخل بحيرة البردويل عقب أن أعطي الدكتور "صلاح هلال" وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء "السيد عبد الفتاح حرحور" محافظ شمال سيناء، إشارة انطلاق موسم الصيد البحري، بمشاركة اللواء "حمدي بدين" رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للثروة السمكية، واللواء "ناصر العاصي" قائد الجيش الثاني الميداني، والدكتور "خالد الحسني" رئيس الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية، "عدلي اليماني" رئيس مركز ومدينة بئر العبد، ورؤساء جمعيات الصيادين، وبعض الصيادين، وعدد من القيادات التنفيذية والسياسية والشعبية وأبناء المحافظة . وكان قد عقد روتوكول تعاون مع القوات المسلحة، وإسناد مهمة تطوير وإدارة البحيرة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة .