ما زالت الحضارة المصرية القديمة مليئة بالألغاز والغموض، ورغم أن الباحثين حاولوا اكتشاف بعض الأسرار المرتبطة بالقبور والكهنة والفراعنة القدامى، إلا أن هذه الحضارة العريقة ظلت يحوطها الغموض الذي أعجز كبار العلماء والأثريين عن تفسيره أو فك لغزه. يقول أمير جمال منسق حركة "سرقات لا تنقطع" إن الغموض أدى لظهور تفسيرات كثيرة، فعندما اكتشف عالم الآثار "كارتر" أن التابوت الثانى للملك توت عنخ آمون مختلف اختلافًا واضحًا جدًّا عن التوابيت الأخرى، أكد العلماء أن هذا التابوت لا ينتمى إلى الملك توت، وإنما إلى شخص آخر، وبمزيد من التدقيق ظهرت نظريات تقول إن هذا التابوت هو للملك الغامض "سمنخ كا رع"، وظهرت الأسئلة "كيف وصل تابوته ليستقر فى مقبرة الملك توت؟ وهل سمنخ كا رع شخصية حقيقية فعلاً؟". وأضاف جمال أن "سمنخ كا رع" يعتبر من أكثر الملوك الذين يحيطهم الغموض فى تاريخ مصر كلها، فهناك من قال إنه شخصية خيالية لا وجود لها، وهناك من قال إنه هو "نفرتيتى"، تولى الحكم بعد وفاة "إخناتون"، ولا يعرف الكثير عن فترة حكمه القصيرة، ويعتبر لغزًا محيرًا، ويعتقد أنه ابن الملك إخناتون من زوجته "كاى" وهى زوجة ثانوية، وهو أخ لتوت عنخ آمون، وأيضًا يعتقد أنه أخو الملك إخناتون من أبيه الملك أمنحتب الثالث، تزوج سمنخ من ابنة إخناتون مريت آتون، شارك سمنخ كا رع إخناتون في العرش، وبعد موت إخناتون حكم لمدة ثلاث سنوات. وتابع "ظهرت نظريات تؤكد أن نفرتيتى كانت تحكم معه، وأنها لم تعترف بحكمه؛ مما جعله يحاول القضاء عليها، ويظهر هذا في قيامه بمحو اسم نفرتيتي من قصر مرو آتون في أخت أتون ووضع اسم زوجته مرت آتون". وأوضح أن سمنخ كارع له نقوش باسم "عنخ خبرو رع نفرنفرو آتون" وهو يشارك الملكة نفرتيتي في الاسم "نفرنفرو آتون" وهو اسم أنثوى يعنى الجمال الفائق لآتون؛ مما زاد من الشكوك في أن سمنخ كا رع لا وجود له، وأن من كان يحكم هى نفرتيتى، وذلك استنادًا على أن اسم "نفرنفرو آتون" هو أحد أسماء نفرتيتى، حسب نظرية "ريكس" فى إعادة إعمارأحداث مقبرة KV 55يركز على إعادة استخدام بعض الآثار لسمنخ كا رع في مقبرة توت عنخ آمون، فجادل العلماء أن الأربعة توابيت للأحشاء الأوانى الكونوبيةالذهبية الصغيرة والتابوت الثانى لملكتوت قد صممت لسمنخ كا رع. واستطرد جمال أن التابوت الثانى يختلف أسلوبًا وشكلاً عن التوابيت الأخرى، كذلك بعض الأقواس بما في ذلك بعض الصناديق وأساورالزينة، كانت من مقتنيات سمنخ كا رع ونقلت إلى مقبرة الملك توت، وهو ما يشير إلى أن قبر سمنخ كا رع قد استخدم كمصدر للمواد لزيادة المفروشات الجنائزية الخاصة لتوت عنخ آمون، التي قد تكون غير مكتملة في وقت وفاة الحاكم الشاب، ولكن ريفز كانت عنده نظرية أخرى، حيث قال إن الآثار التى استخدمت فى مقبرة الملك توت كانت "فائض المعدات الجنائزية" التي تم تخزينها بعيدًا لاستخدامها في المستقبل. واختتم أنه فى عهد الملك توت أمر بنقل مقابر أبيه وأمه وجدته من تل العمارنة إلى وادى الملوك، وكانت المعدات الجنائزية كثيرة جدًّا، ولا يوجد قبر فى الوادى خالٍ وقبر 55 الذى تم وضع فيه أقاربة ضيق، لا يسع هذا الكم الكبير من المعدات، مما جعله يحتفظ ببعض تلك المعدات لتوضع فى مقبرته، وهذه عادة فعلها الفراعنة من قبل، فقد استخدموا آثار الملوك السابقين، فمثلاً الكاهن بانجم الأول استخدم توابيت الملك تحتمس الأول، والملك بسوستن الأول استخدم التابوت الخارجى لملك مرنبتاح. وظهر تفسير آخر أنه عندما مات الملك توت كان موته فجأة، ولم يكن أثاثه الجنائزى مكتملاً بعد، فتم بأوامر مباشرة من الملك فتحقبر الملك سمنخ كا رع، وتم نقل بعض آثارالملك توت فيه، مما يؤكد أن قبر KV 55كان مخزنًا للأثاث الجنائزى لعديد من الأشخاص ذوي القرابة المباشرة للملك توت، ولكن القبر سرق فى عهد الأسرة 20، وتركوا بعض الآثار المحيرة التى زادت من لغز قبر الغموض.