اشتعلت المواجهات بين باكستانوالهند من جديد على الحدود بين البلدين المتنازعتين على إقليم "كشمير" الذي يدعي كلا الجانبين ملكيته، ليعود التوتر وإطلاق النار بين الطرفين، وتخرج البلدين تهدد الأخرى، وهو التهديد الذي يعتبره البعض لا يتخطى حدود المناوشات وحرب التصريحات، فيما يعتبره آخرون تهديد فعلي يمكن تحوله إلى حقيقة خاصة مع امتلاك باكستان للسلاح النووي وامتلاك الهند لقدرات صاروخية متطورة. يعتبر إقليم "كشمير" هو المشكلة المحورية في العلاقات الهندية- الباكستانية، حيث أنه مقسوم بين الهندوباكستان، وهو ما يجعل تطور العلاقات بين البلدين أمر صعب في ظل التنازع على الإقليم، وتبادلت القوات الهنديةوالباكستانية منذ أيام إطلاق النار عبر الخط الحدودي الفعلي الفاصل بينهما في اقليم كشمير المتنازع عليه، وأوضحت مصادر عسكرية باكستانية أن القوات الهندية بادرت بإطلاق النار تجاه الجانب الباكستاني في قطاع تشاروا الحدودي بمنطقة سيالكوت بإقليم البنجاب، وأضافت أن القوات الباكستانية ردت على مصدر النيران الهندية وأجبرتها على وقف إطلاق النار. في الوقت نفسه أعلنت الشرطة الهندية مقتل أحد أفراد قوة أمن الحدود التابعة لها، نتيجة لفتح القوات الباكستانية نيران أسلحتها على مواقعهم في منطقة "كوبوارا" التي تقع على بُعد 100 كيلومتر شمال "سريناجار" عاصمة كشمير الهندية، فيما قالت قوات حرس الحدود الباكستانية إن قرية قريبة من منطقة "سيالكوت" على الحدود مع الهند، تعرضت لإطلاق نار كثيف وقصف غير مبرر من جانب القوات الهندية، وقد تم تدمير العديد من المنازل وإجبار المئات من الأشخاص على الهرب، وتابع مسئول للقوات الباكستانية على الحدود، "بادلناهم إطلاق النار ولكننا لم نبدأ بذلك". اتهم وزير الدفاع الباكستاني "خواجة آصف" الهند بشن حرب بالوكالة ضد باكستان من خلال الإرهاب، مشيرًا إلى أن أسلحة بلاده النووية ليست للعرض بل خيار مطروح، وقال "آصف" إن "تأجيج الإرهاب على نحو مباشر أو غير مباشر هي حرب الهند بالوكالة في باكستان"، وأضاف أن هناك دليلا على دعم الهند لحركة طالبان الباكستانية والانفصاليين في بالوشستان، متابعًا أنه تم عرض هذا الدليل في منتديات دولية. وأكد وزير الدفاع الباكستاني أن القدرة الدفاعية الباكستانية قوية، مشيرًا إلى أن استخدام الأسلحة النووية خيار مطروح لأنها ليست للعرض ولكن أسلحة رادعة، واستطرد "يجب أن نصلي من أجل ألا تكون هناك حاجة لهذا الخيار، ولكن إذا كنا في حاجة لاستخدامها من أجل وجودنا، فإننا سوف نفعل". وكانت الحكومة الباكستانية قد أحالت التدخلات الهندية في الشئون الداخلية لباكستان إلى الأممالمتحدة الشهر الماضي، وأوضح مسئول في وزارة الخارجية الباكستانية حينها إن باكستان استدعت مندوبتها لدى الأممالمتحدة السفيرة "مليحة لودهي" لإجراء مناقشات في هذا الشأن، وتسليمها أدلة ووثائق تؤكد تورط الهند وراء دعم الإرهاب داخل باكستان. اتفاق وقف إطلاق النار على الخط الحدودي الذي يفصل منطقة "كشمير" إلى قطاعين هندية وباكستانية والذي يحكم على كل منهما لمدة 10 سنوات قد شهد الكثير من الانتهاكات، ففي أكتوبر عام 1947 اندلعت أولى الحروب الهنديةالباكستانية بسبب كشمير، وفي يناير عام 1949 تم إعلان وقف إطلاق النار بين البلدين في كشمير بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إلا ان الحرب عادت لتشتعل في عام 1965، ليتم إعلان وقف جديد إطلاق النار في سبتمبر من نفس العام، لتعود الحرب مرة أخرى في عام 1971، والتي استمرت حتى توقيع الطرفين على اتفاقية "شِملا" التي حددت خطا للهدنة يفصل بين كشمير الهندية وكشمير الباكستانية في عام 1972. اتفاقية وقف إطلاق النار وتحديد الخط الفاصل بين الهندوباكستان، لم يمنع كلا الطرفان من إلقاء الاتهامات على بعضهما من وقت لأخر، حيث تتهم باكستانالهند بدعم الانفصاليين في ولاية بلوشستان الغنية بالموارد الطبيعية، من جانبها تتهم الهندباكستان بممارسة "لعبة مزدوجة" في موضوع الإرهاب عبر توفير دعم سري لمجموعات متطرفة مسلحة مناهضة لنيودلهي في مقدمتها عسكر طيبة في كشمير.