تبدأ المعارك الفلسطينية من داخل زنازين الاحتلال الصهيوني، فمقابل الانتهاكات تقف إرادة الأسرى الفلسطينيين التي دائمًا ما تنتصر في النهاية على الرغم من طول المعارك، أسماء كثيرة ترددت في الفترة الأخيرة أشهرها الأسير "خضر عدنان" الذي أضرب عن الطعام لمده 56 يوما، ويليه الأسير "نهار السعدي" الذي دخل عامه الثالث على التوالي في زنازين العزل الانفرادي بسجون الاحتلال الصهيوني. الأسير "نهار السعدي" الذي ينتمي إلى حركة الجهاد الإسلامى هو من سكان مدينة جنين، ولد في 30 أكتوبر عام 1981، تم اعتقاله في 7 سبتمبر عام 2003، ومحكوم عليه بالسجن المؤبد 4 مرات، إضافة إلى 20 عامًا، وتم اتهامه بالانتماء لسرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وتوصيل الاستشهادية المجاهدة "هبة دراغمة" والتي نفذت عملية استشهادية في مدينة العفولة 19 مايو عام 2003، وأدت لمقتل أربعة جنود صهاينة وإصابة 76 آخرين. يعتبر الأسير "السعدي" أقدم الأسرى المعزولين في سجون الاحتلال، حيث تم نقله إلى العزل في مايو من العام 2013، وقد خاض إضرابا عن الطعام نهاية العام الماضي لمدة 28 يوما، وعلق إضرابه بعد وعود من إدارة الاحتلال بتنفيذ مطالبه، حيث وعد الاحتلال الأسير حينها بتحسين شروط عزله إلى حين إنهاء العزل في أقرب وقت، وكذلك السماح لوالدته بزيارته، إلا أنها كعادتها تنصلت من الاتفاق ومازالت تمنع والدته من زيارته. هدد الأسير "السعدى" بالعودة مرة أخرى إلى الإضراب المفتوح عن الطعام في حال لم تلتزم إدارة السجون بالاتفاق الذى عقد معه، ويعاني الأسير "السعدي" من آلام في المعدة والظهر بسبب معاناته مع الديسك، حيث يعاني من مشاكل صحية في العمود الفقري، بالمقابل لم تقدم له إدارة السجن العلاج اللازم، بالإضافة إلى مشاكل في المعدة والقولون منذ 8 سنوات. قال "السعدي" في رسالة من داخل زنزانته، إنه بانتظار ما ستسفر عنه المحكمة الخاصة بتمديد عزله والتي تأجلت حتى 7 يوليو، فإذا كان قرار المحكمة سلبيًا فإنه لن يكون مفر أمامه إلا خوض الإضراب المفتوح عن الطعام حتى تحقيق مطالبه المشروعة بإنهاء عزله، والسماح لوالدته بزيارته. من جهتها؛ استنكرت مؤسسة مهجة القدس تنصل سلطات الاحتلال من تعهداتها بالسماح لوالدة الأسير "نهار السعدي" بزيارته، مطالبة مؤسسات حقوق الانسان والجمعيات التي تعنى بشئون الأسرى بضرورة التدخل العاجل لإنهاء عزل الأسير القابع في زنازين العزل الانفرادي منذ أكثر من عامين، وكذلك لم تسمح سلطات الاحتلال لوالدته بزيارته منذ أكثر من عامين. يعيش الأسير "نهار السعدي" في ظروف أقل ما يقال عنها أنها قاسية، حيث الغرف مساحتها لا تزيد عن 3 أمتار، وتفتقر للهواء والضوء الطبيعي، ويبقى "السعدى" محجوب عن الشمس لأكثر من 23 ساعة يوميًا, ويسمح له بالخروج لمدة ساعة فقط يوميًا، دون تحديد وقت محدد لها, ويخرج فيها مكبل القدمين، ولا يمكنه الاختلاط والحديث مع سجناء آخرين، ناهيك عن حملات التفتيش والقمع المستمرة بحجة التفتيش الأمني.