في عامه الأول حقق نجاحًا مبهرًا، وإقبالًا جماهيريًّا رائعًا، خاصة مع الأنشطة الفنية المختلفة، إلَّا أن هذا الأمر تراجع في السنتين الأخيرتين، وهو ما أعقبه انسحاب عدد من الناشرين من المشاركة به. فهل ضعف القدرة الشرائية سببًا وراء تراجع معرض فيصل للكتاب؟ هل انشغل الجمهور بحضور الندوات ومشاهدة العروض الفنية فحسب؟ هل ذلك كله وراء انسحاب الناشرين من المشاركة بالمعرض هذا العام؟ بعد ثورة أطاحت بنظام مبارك، جاء فيصل للكتاب ليكون أول معرض بعد «25 يناير»، وكل مشاعر الثورة موجودة داخله، وكان بالنسبة لشريحة كبيرة من الناشرين تعويضًا عن معرض القاهرة الدولي 2011 الذي تم إلغاؤه. كانت فكرة المعرض جديدة، الأرض غير مجهزة، إلَّا أنه حقق مبيعات ضخمة ونجاحًا باهرًا، وبعد هذا النجاح، ضاعفت الهيئة مساحة المعرض لتصل إلى 3000 متر، وساحة انتظار للسيارات، كذلك شهد في دورته الثانية عدد مشاركات أكبر، خاصة من المؤسسات الصحفية والحكومية، كما شارك ناشرون من 4 دول عربية "سوريا، ليبيا، العراق، الأردن"، وبلغ عدد الناشرين في عام 2012: «130 ناشرًا، بزيادة 50 ناشر عن العام الأول، إذ كان عدد الناشرين 80 ناشرًا». إلَّا أن دورة العام الماضي، شهدت ما يمكن تسميته ب(الانتكاسة)، إذ ضم المعرض 47 ناشرًا فقط. هذا لا يعني أن معرض الكتاب بفيصل في دورته الرابعة (التي افتتحت الأربعاء الماضي وتستمر حتى 3 يوليو) أكثر حظًّا وإقبالًا، على العكس، إذ واجهت انتكاسة أكبر، فلم يشارك فيها إلَّا 35 ناشرًا.. أخذنا الكلام ولم نذكر عنوان الدورة الحالية، إذ انطلقت فعاليات معرض الكتاب تحت عنوان «الثقافة والتجديد». لن ينكر أحد أن هيئة الكتاب وفرت هذا العام للقراء الأعمال الكاملة لجمال الغيطاني، وكتاب القاهرة خططها وتطورها العمراني، وأعمال صلاح عبد الصبور، كما وفرت إصدارات مكتبة الأسرة بمختلف سلاسلها، مع تخفيضات وخصومات كبيرة ومجموعات كتب تباع بسعر جنيه واحد للكتاب، فضلًا عن الأنشطة الثقافية والفنية اليومية، والتي تتضمن لقاءات فنية ورياضية وأمسيات شعرية، وحفلات إنشاد ديني، يشارك فيها مجموعة كبيرة من الكتاب والشعراء والفنانين.. كذلك أحد لن يكذب الأرقام أو يغفل اتجاه فيصل للكتاب نحو الفشل (السريع) ومن ثم الانقراض. لا نتناسى الإشارة إلى تنظيم معرض منتجات الحرف اليدوية من المنسوجات والخزف والسجاد وورش تصنيع الفخار والحصر، وعرض فرقة النيل للآلات الشعبية، والأمسيات الشعرية والندوات، لكن ما لا يمكن تجاهله هو اقتراب حلم «فيصل للكتاب» من النهاية، بدلًا من تكرار تجربته في مختلف المحافظات.