تختلف أذواق الغزيين في شهر رمضان المبارك حتى في أوقات الفراغ والتي تزداد لديهم بنسبة كبيرة في هذا الشهر خصوصا مع انقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصة، فلكل واحد منهم طريقته الخاصة التي يقضي بها أوقات فراغه ومع طول نهار الشهر الكريم، يلجأ عدد كبير من المواطنين للاستماع إلى الإذاعات المحلية المختلفة والتي تتنافس في تقديم الأخبار والمسلسلات والبرامج، وخصوصا برامج المسابقات التي يحاول المستمعون فيها الاستفادة من الجوائز المختلفة التي تقدمها الإذاعات المحلية. الإعلامية الفلسطينية تغريد العمور من راديو ألوان قالت في مقابلة مع البديل أنها تقدم برنامج بانوراما الصباح والذي يبث صباحاً عبر ثلاث إذاعات محلية في وقت واحد في بث مشترك، وأنَّ البرنامج يقدم لجميع فئات المجتمع نصائح ومعلومات وأخبار وفقرات منوعة وكثيرة ترضي أذواق الجميع، وفي شهر رمضان تضيف الفقرات الرمضانية من نصائح للصائمين وكيفية استثمار اليوم الرمضاني والحديث عن العادات الرمضانية المختلفة، وتعمل أيضاً على ربط المواطن بالمسؤول من خلال طرح مشاكل المواطنين وإجراء المقابلات مع المسؤولين في محاولة لمساعدة الناس على التخلص من المشاكل التي يعانون كثيراً من أجل حلِّها. وتضيف العمور: "بعد ذلك يتناوب زملائي بالإذاعة من خلال الموجات الرمضانية المختلفة وبرامج المسابقات والتي تجذب الجمهور، خصوصاً في وجود الجوائز وهناك زاوية للمطبخ مخصصة باليوم ومسلسلات رمضانية مختلفة". وتابعت العمور بأنَّ تنوع البرامج أمر مطلوب في كلِّ حين، لكن شهر رمضان يتطلب مزيداً من التنوع حتى لا يشعر المستمع بالملل، منوِّهةً إلى أنَّ بث الإذاعة يستمر حتى بعد منتصف الليل. الإعلامية الفلسطينية: تغريد العمور أما الإعلامي تامر عليان المذيع في إذاعة صوت الوطن، فقال للبديل: "إنَّ الدورة البرامجية الخاصة بشهر رمضان يبدأ إعدادها قبل شهر كامل لأنها تحتاج إلى تحضيرات خاصة". وأفاد بأنَّ إذاعته تقدم كافة أنواع البرامج السياسية والاجتماعية التي تخاطب قضايا المواطنين وقصصهم مع التركيز على البرامج الترفيهية الثقافية والجوائز المميزة. كما أنَّ هناك برنامج مخصص للمطبخ يحمل اسم (حلو وحادق) بالإضافة إلى عرض مسلسل درامي خلال الشهر الفضيل، عوضاً عن وجود مجموعة من البرامج المسجلة التي تهم المواطن ويفضِّل الكثيرون الاستماع إليها. الإعلامي الفلسطيني: تامر عليان أما المواطنين الفلسطينين، فقد اختلفو في كيفية قضاء أوقاتهم خلال ساعات الصيام، فالشابة خلود عيسي (28 عاماً) قالت للبديل أنها تتابع الإذاعات المحلية في معظم الأوقات، فهي تحب الاستماع للبرامج الدينية في وقت الصباح، أما في المساء فهي تتابع البرامج المنوعة من المسابقات والبرامج الترفيهية، وتضيف أنه عند انقطاع التيار الكهربائي تقوم باستثمار وقتها في قراءة القرآن الكريم، وكذلك إنهاء الأعمال البيتية المختلفة، وأحياناً أخرى تشغل نفسها بقراءة الكتب المنوعة أو تقوم بعملية الرسم, وكما أنها ملتحقة ببرنامج تدريبي في إحدى المؤسسات، واختتمت حديثها بالقول: "رمضان هذا العام مختلف تماماً بالنسبة إليَّ، لأنه مليء بالأعمال التي أقوم بها والأفضل من ذالك أنه لا يوجد حرب كما العام الماضي، وهذا اختلافٌ كبير". الشاب محمد سمير (22 عاماً) قال للبديل: "أقضي وقتي بقراءة القرآن والصلاة بالمسجد. هناك إذاعة محددة أستمع إليها وأحبُّ البرامج الرمضانية المنوعة". وأضاف محمد بأنه يشعر بالضيق الكبير إذا تأخرت الكهرباء عن موعدها، لأنَّ الحياة بدون كهرباء لساعات طويلة تعني الملل بالنسبة له. المواطنة نداء نايف (33 عاماً) اختلف الأمر معها قليلاً بحكم أنها ربة لمنزل ولديها خمسة من الأبناء، فتقول أنه لا وقت لديها لمتابعة البرامج الإذاعية لكنها بعد انتهاء صلاة التروايح تتابع مسلسلاً سوريًّا شهير، لأنَّ أبناءها يحبون متابعة مثل هذه المسلسلات، أما في النهار فتكون مشغولة في ترتيب بيتها ومتابعة أمور أبنائها مختلفي الأعمار، وعند انقطاع الكهرباء تحاول الاستعانة بمجوعة من البطاريات للإنارة سواء في وقت السحور أو الإفطار. وتتابع نايف أنَّ مشكلة الكهرباء قديمة حديثة وأنهم اعتادوا عليها ولكنها تحتاج إلى الكهرباء في شهر رمضان المبارك لتقوم بتشغيل ثلاجة الطعام على الأقل، لأنه من المعروف أنَّ الطعام يفسد سريعاً خصوصاً في ظل حرارة فصل الصيف الملتهبة، واختتمت نداء حديثها قائلة: "بكلِّ الأحوال شهر رمضان يختلف عن باقي الشهور لأنَّ له طعمٌ خاص وهو شهر الخير. بالرغم من أنَّ رمضان شهر قصير وتتسارع فيه الأيام وينقضي سريعاً كما أجمع الناس الذين أجرينا معهم المقابلات، إلا أنَّ المواطنيين الغزيين يختلفون في طريقة قضاء أوقاته ويلجأ الكثير منهم للاستماع إلى الإذاعات المحلية على مدار الساعة ويتابعون البرامج والمسلسلات التي يشعرون بأهميتها، ويزيد إقبال المواطنين على متابعة الإذاعات والبرامج، خصوصاً خلال فترة انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر أحيانا لساعات طويلة، في محاولة منهم إلى ايجاد مساحة يجدون بها من يعبر عنهم وعن الواقع الذي يعيشون فيه.