تأتي محافظة المنيا في المركز الثالث أثريا بعد محافظتي الأقصر والجيزة، وتضم 40 موقعا أثريا ل6 عصور تاريخية، أشهرها "الأشمونين، وتل العمارنة، والبهنسا، وبني حسن، وجبل الطير"، وجميعها تعاني الإهمال وغياب التأمين، ما يعرضها للسرقة والتعديات بالبناء. ففي منطقة الأشمونين بمركز ملوي والتي تحوي مقبرة لعبادة الإله تحوت الممثلة على شكل فرد البابون، رصدت "البديل" قطع أثرية على شكل أعمدة ملقاه على الأرض تحت أقدام الأطفال وقت لهوهم. وفي البهنسا – بقيع مصر- تعدد صور العبث بالمكنون الأثري، ووصل حد الإهمال إلى التعدي ببناء الأسوار والمنازل والمدافن وغرس الأشجار بالمناطق الأثرية قرب القباب والأضرحة، في ظل غياب الشرطة، وقلة أعداد الخفراء. وكشف تقرير قدمه سلامة زهران، كبير مفتشي أثار البهنسا، كمًا من التعديات بالبناء علي قبة "أبو سمرة" والصادر لها قرارات إزالة بأرقام 980، 981، 5516، 1668، بالإضافة إلى تعديات أخرى في منطقة "السبع بنات" بالبناء والزراعة وغرس الأشجار والصادر لها قرارات إزالة بأرقام 123، 5529، 978، وأكد التقرير مخاطبة مجلس قروى "صندفا" ومجلس مدينة ومركز شرطة بنى مزار عدة مرات، دون جدوى. ورصدت "البديل" غياب أفراد الحراسة وتركهم قصر هدي شعراوي، يلهو الأطفال داخله، حيث أكد أهالي المنطقة أن حراس القصر يتغيبون باستمرار، في حين نفى العقيد عبد السميع فرغلي، رئيس شرطة السياحة والآثار، تغيب حراس القصر. وتعرضت مقبرتي "محوتي حتب"، و"عحا نحت" الأثريتين بمنطقة الجبل الشرقي في مدينة ملوي، للسرقة ليلا، ثلاثاء 9 يونيو، من قبل تشكيل عصابي مكون من 6 أشخاص، وبعد القبض عليهم اعترفوا بسرقة لوحة أثرية مرسومة على جدار المقبرة إحدى المقبرتين ليلا. وتعرضت مقبرة "جحوتي حتب" الكائنة بمنطقة دير البرشا بالمنيا للسرقة، الأسبوع الماضي، عقب محاولة مجهولين كسر الأقفال الحديدة للمقبرة، غير أن اللصوص لم يجدوا ما يسرقونه، لأن المقبرة خالية من أي تماثيل أو مقتنيات أثرية. من جانبه، قال فايق عبد ربه، مدير عام آثار مصر الوسطى، إن أعداد العاملين بالحراسة قليل جدا مقارنة باتساع الأماكن الأثرية، مطالبا بزيادة أعداد الحراسة على معظم المناطق الأثرية؛ تجنبا لتعرض تلك الأماكن للسرقة. وأوضح صلاح عبدالله، رئيس شعبة السياحة بالغرفة التجارية بالمحافظة، أن المحافظة تحتاج جبهة إنقاذ سياحة، مطالبا بضرورة التركيز على عنصر الأمن للحفاظ على المكنون الأثري بخاصة الفرعوني. وذكر عدد من أهالي المنيا ممن يقطنون قرب المواقع الأثرية، أن المشكلة الكبرى تتمثل في غياب الحراس المكلفين بتلك المناطق، فقال عرفان فؤاد عبد الصمد، إن منطقة الأشمونين تجسد ظاهرة غياب الأمن، خاصة أن الدولة تخصص 8 حراس للمنطقة لا يحضر أيا منهم سوى في الزيارات الخاصة بالمسئولين. وتضم المنيا آثارا فرعونية أخرى تقع معظمها بالأماكن الجبلية، وتفتقر لوجود خدمات أمنية كافية، مثل مقابر فريزر وهى عبارة عن 4 مقابر من الدولة القديمة منحوتة فى الصخر، وكذا آثار بني حسن بمركز أبو قرقاص، وتعتبر سجلا صادقا للحياة الفرعونية، وتعطي صورة كاملة للعصور الوسطى، وتحتوى على 39 مقبرة أثرية، ومنطقة تونا الجبل التى تحوي مقبرة بيتزوريس كبير كهنة الإله، وبها رسومات توضح مظاهر الحياة اليومية الفرعونية، وتحتوى على مقبرة إيزادورا شهيدة الجن. أما معبد آتون الكبير، أقامه إخناتون على مساحه 800 متر طول ×300 متر عرض، ويحيط به رسوم ضخمة، ويضم معابد تتميز عن غيرها من المعابد بأنها بلا أسقف لتتخللها أشعة الشمس المجسدة للإله آتون. ومن الآثار الإسلامية التي ترسخ مدى الإهمال وغياب الخدمات الأمنية، الجامع العتيق ذات المأذنة المائلة بمركز سمالوط، وبني في العصر الفاطمي، ويتميز بأنه تحفه معمارية فريدة، مأذنته 40 متر فوق مستوى الأرض، كما أن الجامع يقع علي مرتفع صخري بمنطقة الجنيدية العشوائية شديدة الخطورة. كما تضم المنيا آثارا قبطية شهيرة أبرزها دير السيدة العذراء بمركز سمالوط، يفد إليه مئات الآلاف، يقع على قمة جبل الطير ويوجد به كنيسة أثريه منحوتة في الصخر تحتوى على مغارة صغيره اختبأت فيها العائلة المقدسة خلال رحلتها لمصر، وقد بني هذا الدير في نفس يوم بناء كنيسة بيت لحم بالقدس في عهد الملكة هيلانا، وسمي بدير الكف حيث روى أنه في أثناء مرور العائلة المقدسة أمام الجبل كادت أن تقع الصخرة فوضع السيد المسيح كفه في مواجهة الصخرة فطبع كفه عليه. أما دير الأنبا صموئيل بمركز العدوة، يوجد به ثلاث كنائس أثرية قديمة يرجع تاريخها للقرن السابع الميلادي.