«جييت يارمضان»..رمضان جانا "…" وحى ياوحوى " …جمل جميلة فى اغانى مصرية أصيلة لمطربين وشعراء غنائيين رحلوا عنا منذ زمن لكن بقيت إبداعاتهم ترن فى الأذهان وتطرب مسامعنا كل عام فى شهر رمضان الكريم، حتى اصبحت من طقوس الشعب المصرى فى الاعلان عن قدوم الشهر الفضيل، لكن الملفت للنظر مؤخرًا ان المصريون يستقبلون الشهر الكريم وكأنه مثل بقية شهور العام فالزينة فى الشوارع والفوانيس التى يصنعها الاهالى والجيران بأنفسهم يدويا من الاوراق الشفافة الملونة لم تعد موجودة او قل تواجدها، حتى عملية جمع المساهمات بين سكان الشارع الواحد لعمل زينة رمضان بايدى شباب الشارع لم تعد موجودة واكتفينا بشراء الزينة المصنعة الجاهزة واصبحت زينة رمضان تجارة مثل اى تجارة للسلع الاخرى وليست تقليد جميل يتجمع فيه الأهل والجيران للتعبير عن الفرحة بقدوم الشهر الجميل، والاغرب ان الأغانى الجميلة للمطرب الرائع محمد عبدالمطلب – رحمه الله – تتردد حاليا فى محلات وشوادر بيع الفوانيس لجذب الزبائن، ورغم ان القرار الحكومى بتشجيع الصناعة الوطنية بمنع استيراد الفانوس الصينى قرار جيد بالنسبة للملكية الفكرية والصناعة المحلية الا ان التجار استغلوا الفرصة لرفع اسعار الفوانيس بشكل جنونى. والأغرب اننا نردد اغنية "وحى ياوحوى " دون معرفة من هو المطرب الذى يغنيها كل عام فى رمضان – طبعا هى مسجلة والمطرب رحل منذ زمن – ولانعرف معنى عبارة " وحى ياوحوى " وبصراحة انا عرفت المعلومة من ابنى الصغير فى الصف الرابع الابتدائى من كتاب التاريخ , فالناس تقول وحوى ياوحوى .. أى .." افرحى يا اياح حتب ..ام الابطال احمس وتحتمس الذين قهروا الهكسوس , ثم ان محمد شعبان المطرب الذى غنى وحوى ياوحوى ليس معروفا لغالبية من الناس تسمعه جيدا ولاتعرفه ! اما عيدالعزيز محمودالذى غنى " جييت يارمضان " فهو معروف لنا واغنيته جميلة لكنها لدى كثير من البعض حاليا انذار يمعنى استعد للانفاق والدفع فى اول الشهر ياميش وفى اوسطه ملابس وفى اخره كعك .. وعلينا بشرب " السوبيا " والتمر الهندى وقمر الدين حتى بلغ انفاق المصريين يوميا فى شهر رمضان يتجاوز مليار جنيه وان كان هذا تحريك للسوق بلغة الاقتصاد الا انه ثقافة غريبة من ثقافة الاستهلاك ؟