«في معركة البحث عن لقمة العيش، ننسى في كثير من الأحيان لماذا نعيش».. كلمات لخص بها الأديب والفيلسوف أنيس منصور، أحوال الكثير من المصريين، ويتجلى ذلك فى واقعة خروج 101 صياد مصرى من مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية علي متن ثلاث مراكب صيد، متجهين إلي دولة أريتريا للصيد بمياهها الإقليمية بموجب تصريح صادر عن مؤسسة الأسماك الوطنية بأريتريا، لكن السلطات السودانية احتجزتهم بحجة دخولهم مياها الإقليمية. وقضت محكمة "بورسودان" بأحكام تتراوح ما بين شهر و6 أشهر وغرامة 5 آلاف جنيه سودانية، وحبس سنتين لعدم دفع الغرامة.. وبين بكاء ورجاء أسر المحتجزين، طالبوا الدولة متمثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئاسة الوزراء، بتأدية واجبها تجاه المحتجزين وأسرهم المنكوبين، والتحرك السريع والفوري لتحريرهم وعودتهم إلي وطنهم. تقول الحاجة فهيمة الباز – ودموعها تملأ عينيها- إن لديها 5 من أفراد العائلة محتجزين في السودان، دون سبب واضح، مؤكدة أن سبب سفر أقاربها، كان لسداد ديونهم التي تراكمت عليهم بسبب عمليات الكبد التي كان يجريها والدهم. وبصوت يملؤه الحزن والقهر، يقول الحاج السيد مختار عبد العال، البالغ من العمر 71 عاما: "ابني عبد الله عنده 25 سنة، ذهب ليصطاد في إريتريا بصحبة أصدقائه، فهجم عليهم مجموعة من الناس وضربوهم بالنار، وخدوهم ولانعرف عنهم أى شىء، والدولة لم تتحرك". أما الحاج محمد كامل السوركي، يروي ل"البديل" مأساته، قائلا إن عدد من أولاده وأقاربه، بدأوا رحلتهم للصيد بتصريحات سليمة من أريتريا، متابعا: "أثناء عبورهم السودان، اعتقلتهم السلطات هناك، وعلمنا أن الأمر سياسي؛ لوجود محتجزين سودانيين في مصر"، مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لإطلاق سراحهم. وأكد محمد حسن الأطرش، أن ابنه أيمن البالغ 25 عاما، من ضمن المحتجزين في السودان، مشيراً إلي أن الثلاث مراكب كانت تبعد عن السودان بالمياه الإقليمية الدولية حوالي 65 ميلا، ومع ذلك تم احتجازهم، مضيفا: "الصيادين بيروحوا إريتريا واليمن بتصاريح، وبنمشي من نفس الطريق كل مرة، بس علشان فيه محتجزين هنا في مصر، طلع عليهم لنش حربي سوداني وضرب عليهم نار". من جانبه، قال طه الشريدي، نقيب الصيادين بالدقهلية، إن 101 أسرة تم تشريدها؛ لحبس ذويهم منذ يوم 7 أبريل الماضي ظلماً وعدواناً دون أي جرم ارتكبوه، مؤكدا أن القضية سياسية بالدرجة الأولي؛ من أجل مبادلة هؤلاء المحتجزين بالمحبوسين في مصر، مطالبا الدولة بالعمل علي إطلاق سراح الصيادين.