مع تواصل العمليات العسكرية في القلمون بمشاركة الجيش السوري والمقاومة اللبنانية، وفي ظل تقدم القوات ودحر التنظيمات الإرهابية هناك والسيطرة على العديد من التلال والجبال التي مكنت المقاومة من الإمساك بزمام المبادرة وفرض سيطرتها على الأرض، يأتي الحديث حول قرب إعلان النصر النهائي في معركة جرود عرسال خاصة بعد سقوط كل معاقل جبهة النصرة في المنطقة. أفادت وسائل الإعلام المواكبة للأحداث في عرسال اللبنانية، أن الساعات القادمة ستشهد إعلان سقوط كافة معاقل جبهة النصرة و"داعش" في جرود عرسال، وأوضحت أن تحركات المسلحين انحصرت في مساحة 150 كيلومتراً في المنطقة، مضيفة أن المقاومة اللبنانية قتلت العديد منهم، وتواصل دك معاقل المسلحين في جرود عرسال وتقترب من حسم المعركة فيها. من جانب آخر ارتفعت حدة الاشتباكات بين المقاومين والجيش السوري من جهة وإرهابيي "جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام" من جهة أخرى، في جرود الجراجير مما أدى إلى مقتل العشرات من المسلحين الإرهابيين وتدمير 3 آليات محملة برشاشات ثقيلة وجرافة، وكان إرهابيو "النصرة" و"داعش" يحتلّون هذه الجرود، قبل أن يقتحهما المقاومون وعناصر الجيش السوري. وسيطر الجيش السوري والمقاومة على شعبة الطمسة وشعبة وادي الأحمر وقرنة وادي الأحمر في جرود الجراجير، ويسيطران بالنار على رأس الكوش وبداية وادي القادومي وسط حالات فرار وتخوين بين المسلحين. شهدت منطقة جرود رأس بعلبك في البقاع اللبناني مواجهات عنيفة منذ الثلاثاء الماضي بين المقاومة ومسلحي داعش أسفرت عن مقتل 50 مسلحًا وإصابة 80 آخرين، ومن هنا بدأت "داعش" تدخل على خط المواجهات بعد أن خسرت "جبهة النصرة" كافة مواقع تحصينها، فيما أكد خبراء عسكريون أن دخول "داعش" على خط المواجهات في معركة عرسال اللبنانية جاء كخطوة استباقية منيت بفشل ذريع على يد رجال المقاومة اللبنانية. إعلان النصر النهائي في هذه المعركة المستمرة منذ أسابيع بات قاب قوسين أو أدنى، بعد أن أصبحت جرود عرسال كلها في مرمى النيران بعد ما أعاد المقاومون تموضعهم، وفقا للمساحات المحررة فيها، وهو ما سمح بتأمين نقاط خلفية لهم، ومعها قرى لبنانية لامست خطوط النار. معركة جرود عرسال أشارت إلى حجم الخطر الإرهابي الحقيقي الذي يهدد لبنان، وهو ما جعل الأمين العام لحزب الله "حسن نصرالله" يدعو إلى الدفاع عن البقاء في مواجهة تهديد حضارة المنطقة واستمرارية ثروة التعدد والتنوع الإنسانية. وبالفعل لقيت دعوة "نصر الله" التأييد، حيث شاركت مجموعات يسارية وقومية إلى جانب حزب الله في مواجهة "داعش" دفع إليها تهديد وجودها، وهو ما يشير إلى مؤازرة المقاومة الشعبية للجيش والمقاومة المسلحة في لبنان مثلما حدث في العراق. في معرض حديث الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" عن معركة القلمون، أكد أن المعركة مع "داعش" في القلمون وفي السلسلة الشرقية قد بدأت بالأمس "الأربعاء"، وقال "هاجموا بمئات المقاتلين عدة مواقع للمجاهدين في جرود رأس بعلبك، يمكن أن يكونوا افترضوا أن الجبهة هادئة، وأن يستفيدوا من عنصر المفاجأة ويحتلوا مواقعنا ويسيطروا على مواقع حساسة جدًا ومؤثرة بالنسبة للحدود والتوسع في المنطقة، والمجاهدون تصدوا بكل شجاعة وبسالة وأوقعوا عشرات المسلحين من داعش قتلى وجرحى، وعادوا خائبين مهزومين مخلفين عددًا من قتلاهم في ارض المعركة". وأضاف "نصر الله"، "في الأيام القليلة الماضية حدثت انجازات كبيرة في القلمون، واستطيع أن أقول أن القمم والجبال الحاكمة في تلك المنطقة أصبحت في قبضة الجيش السوري ورجال المقاومة"، وتابع "في جرود عرسال حصل هذا التقدم الكبير ولقيت جبهة النصرة هزيمة كبيرة".