قال موقع دويتش فيله إنه في أبريل الماضي اعترفت ألمانيا بالإبادة الجماعية التي قامت بها ضد الأرمن، لذا حان وقت الاعتراف بمقتل عشرات الآلاف من ناميبيا والتي كانت بمثابة إبادة جماعية على أيدي الألمان أيضا. وفي 2 يونيو قام مجموعة من البرلمانيين الألمان بقيادة داغمار فرايتاغ من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، بزيارة لناميبيا لمقابلة النواب وممثلي المجتمع المدني والأكاديميين الناميبين، وبالنسبة لكاوناتيجي الذي هرب لإسرائيل بعد سنوات من مذبحة هيريرو مؤسساً مبادرة "لا عفو عن الإبادة الجماعية"، فقال إن ذلك فرصة لإحياء النقاش حول الإبادة الجماعية لناميبيا، وأضاف يجب أن ندرك في النهاية أن ذبح الشعب في هيريرو، ناما، دامارا وسان ناميبيا كان في الواقع إبادة جماعية. وفقا للأمم المتحدة، فقد ارتكبت القوات الألمانية أول إبادة جماعية في القرن 20بناميبيا التي كانت تعرف آنذاك باسم جنوب غرب أفريقيا الألمانية، حيث مع بداية عام 1868م سيطرت ألمانيا على شواطئ ناميبيا وبدأت الحملات التبشيرية والعسكرية عملها، وفي عام 1884م أعلنت ألمانيا ضم ناميبيا وأصبحت تحمل اسم جنوب غرب إفريقيا الألمانية. وفي التسعينيات من القرن الثامن عشر الميلادي أجبرت ألمانيا وبقدر كبير من الوحشية قبائل الدامارا و الهيريرو على النزوح من منطقة وندهوك، وقد أثار هذا الإجراء سخط قبائل الهيريرو التي بدأت الثورة والتمرد عام 1904م. وقد واجهت ألمانيا هذه الحركة بقدرٍ كبير من القسوة والوحشية إلى أن أخمدتها في عام 1907م وكان الثمن باهظًا، إذ قتل نحو 65,000 من جماعات الهيريرو، وفي عام 1915م هاجمت قوات جنوب إفريقيا القوات الألمانية المتمركزة في ناميبيا وهزمتها. وفي عام 2004، قالت هايديماري فيتسوريك تسويل وزيرة التنمية الألمانية في ذلك الوقت، استغرقت ألمانيا الخطوات الأولى للاعتراف بالدور الوحشي في ناميبيا، عندما حضرت ذكرى الإبادة في وتربيرج ناميبيا وطلبت المغفرة من خلال صلاة مشتركة، وكان ذلك الاعتذارا الألماني الرسمي ولكن لم يكن جزءا من الحزمة السياسية .