تركز الاهتمام العالمى فى الأيام الأخيرة على ما يوصف عالميا ب«الإبادة الجماعية»، التى مارستها الدولة العثمانية بحق الأرمن قبل مائة عام، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على مليون شخص، حيث تتناول التقارير الإعلامية حول العالم الإدانة والاعتراف الدولى بالإبادة من جانب، والرفض والإنكار التركى من جانب آخر، فى حين تتغافل عن مجازر أخرى يوصف بعضها أيضا بالإبادة ارتُكبت فى أحد أكثر القرون دموية فى التاريخ الحديث، وهو القرن العشرين، حسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. وفيما يلى أبرز هذه المجازر. إبادة هيريرو وناماكوا: تصنف هذه المجازر التى وقعت بين عامى 1904 و1908 وخلفت ما يقدر ب77 ألف قتيل، على أنها أول إبادة جماعية فى القرن العشرين، والتى مارسها الاستعمار الألمانى بحق قبائل «هيريرو» و«ناماكوا» فى المستعمرة المعروفة الآن بدولة ناميبيا. واعتذرت ألمانيا رسميا عن هذه المجازر فى 2004. إبادة الآشوريين واليونانيين: وقعت هذه المجازر على أيدى الدولة العثمانية، حيث قتل نحو 250 ألف من الآشوريين فى العراق، معظمهم من المسيحيين، إبان الحرب العالمية الأولى(1914 1918)، بينما قتل مئات الآلاف من المسيحيين اليونانيين فى الأناضول. وتعترف دول عديدة بهذه المجازر، كما تقيم اليونان منذ عام 1994 ذكرى لهذه الأحداث، المشار إليها هناك بال«إبادة». مجاعة هولودومور: وقعت بين عامى 1932 و1933، وخلفت نحو 10 ملايين قتيل بأوكرانيا (ثلث عدد السكان وقتها)، ويقال إنها دفعت بتنامى ظاهرة أكل لحوم البشر. ويتفق معظم المراقبين بحسب واشنطن بوست على أن هذه المجاعة تمت عمدا بيد الزعيم السوفييتى، جوزيف ستالين، إلا أن روسيا ترفض دفع أى تعويضات لضحاياها. مذبحة و«اغتصاب» نانكينج: ارتكبتها القوات اليابانية بحق سكان مدينة «نانكينج» الصينية، خلال الحرب الصينية اليابانية عام 1937، وخلفت ما بين عشرات إلى مئات الآلاف من القتلى ونحو 20 ألف حالة اغتصاب. وتحاول الحكومات اليابانية المتتابعة التقليل من شأن تلك المجازر، بل يحاول البعض إنكارها كلية، حتى الآن. الترحيلات الألمانية: تعتبر هذه الأعمال التى مارستها ألمانيا بحق ما يقدر ب12 مليونا من سكانها بعد خسارة الحرب العالمية الثانية (19391945)، أقل شهرة من فظائع ألمانيا النازية الأخرى. وبدأت عندما قامت الحكومة الألمانية بترحيل ملايين المواطنين فيما وصف بتطهير عرقى، حيث لجأ هؤلاء إلى بولندا، والتشيك وسلوفاكيا، والاتحاد السوفيتى، وقتل خلال هذه العملية نحو 473 ألفا. مجازر إندونيسيا: وقعت بين عامى 1965 و1966 عقب انقلاب عسكرى فاشل عرف ب«حركة 30 سبتمبر»، حيث قاد الجنرال سوهارتو، الذى أصبح رئيسا للبلاد فيما بعد، حركة تطهير ضد الشيوعية، الذين لاتزال محظوة حتى الآن فى إندونيسيا. وخلفت هذه المجازر 500 ألف قتيل على الأقل، غير أنها لاقت تهميشا طوال الفترة الماضية. إبادة البنجال: وقعت أولى حلقاتها عام 1947 عقب تقسيم الهند، والحرب بين الهندوباكستان، حيث خلفت الفوضى آنذاك نحو مليونى قتيل، كما أسفرت عن إحدى أكبر حركات النزوح فى التاريخ. وشهد عام 1971 ثانى حلقات الإبادة، والتى مارستها باكستان بحق البنجاليين القاطنين شرق باكستان، والمطالبين بالاستقلال، ويقدر ضحايا الإبادة ما بين عشرات إلى مئات الآلاف، وانتهت باستقلال بنجلادش. الإرهاب الأحمر فى إثيوبيا: كانت حملة مضادة من جانب الحكومة الماركسية بقيادة منجستو هايلى، بحق حزب الشعب الثورى الإثيوبى، فى الفترة بين 1976 و1978، وتتأرجح تقديرات عدد الضحايا بين 10 إلى 500 ألف، وتم إزاحة منجستو من السلطة عام 1991، وهرب إلى زيمبابوى التى يستقر بها حتى الآن، وأدانته محكمة إثيوبية عام 2006 بارتكاب أعمال إبادة جماعية.