قبل أسابيع من موعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى، مازالت اللقاءات بين وزيرا الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأمريكي جون كيري في جنيف مستمرة، بهدف دراسة أسباب بطء عملية صياغة مسودة نص الاتفاق، والتوصل إلى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الإيراني. وتجري القوى الكبرى منذ خريف 2013 مفاوضات مع طهران برعاية الاتحاد الأوروبي حول برنامجها النووي، وبعد اتفاق مؤقت تم التوصل إليه في 2013 واتفاق مبدئي خلال شهر أبريل الماضي، بات أمام الأطراف مهلة حتى 30 يونيو الجاري لتوقيع اتفاق كامل ونهائي. لقاءات كيري وظريف المتواصلة منذ عدة أشهر في جنيف يرافقهم كبار المسئولين في واشنطنوطهران، حيث رافق كيري خلال اللقاء الأخير وزير الطاقة الأمريكي ارنست مونيز والمديرة السياسية في وزارة الخارجية الأمريكية ويندي شيرمان، وكان مفاوضون من مجموعة 5+1 التي تضم القوى الكبرى (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) وإيران التقوا كذلك في فيينا مطلع هذا الأسبوع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيفري راثكي "كنا واضحين منذ البداية: ونسعى إلى اتفاق جيد وليس لاتفاق كيفما كان"، مؤكدا أن واشنطن تعارض "تمديد" المفاوضات إلى ما بعد نهاية يونيو. تحدثت إيران والدول الأوروبية هذا الأسبوع عن إمكانية تمديد لمحادثات إلى مطلع يوليو المقبل، وقال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن المفاوضات ستستمر "حتى الموعد المحدد وقد تتواصل بعد ذلك"، وصرح السفير الفرنسي في واشنطن جيرار ارو أن "مهلة يونيو قد تشهد مصير مهلة مارس باتفاق يوقع بعد أيام"، ملمحا إلى اتفاق الاطار الذي تم التوصل إليه في لوزان وأبرم في الثاني من يونيو بدلا من 31 مارس. وأكد عباس عراقجي كبير المفاوضين الإيرانيين قبل بدء المفاوضات أن مطلب التحقيق مع الخبراء النويين الإيرانيين أو مراقبة المنشآت العسكرية أمر مرفوض تماماً، قائلاً "التحقيق مع الخبراء النويين أو مراقبة منشآتنا العسكرية هو أمر غير وارد وخارج البحث"، مضيفًا "لا يزال هناك خلافات بيننا وبين المجموعة الدولية سنواصل البحث إلى أن نجد الحلول المناسبة". وفي طهران أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده ستثبت للعالم سلمية نشاطاتها النووية، وأن برنامجها النووي لن يلحق الضرر بأي جهة كانت. وفي خطاب له أمام مسؤولي وزارة الداخلية أشار روحاني إلى أن الشعب الإيراني سيؤكد قدرته على انتزاع حقوقه النووية المشروعة من خلال المحادثات الجارية، قال "إن محادثاتنا النووية الجارية تشكل اختباراً كبيراً ومهماً لنا.. إنها أحياناً في بعض تفاصيلها ونتائجها تكون أصعب بكثير مما يمكن أن تسفر عنه معركة حربية، لكني أطمئنكم أن فريقنا المفاوض يدرك جيداً هدفه وماذا يريد وماذا يقول والمسار الذي يتحرك فيه" مضيفاً "سنثبت للعالم من خلال هذه المفاوضات قدرة الشعب الإيراني على انتزاع حقوقه النووية المشروعة من أكبر القوى العالمية ووضع حد للعقوبات الظالمة المفروضة عليه وسنثبت للعالم سلمية برنامجنا النووي وأن هذا البرنامج لن يلحق الضرر بأي جهة كانت".