أكثر من 60 زاوية غير مرخصة.. والأزهر والأوقاف "غياب" وسط انتشار موجة التطرف الديني في مصر، يتجدد السؤال عن دور الأزهر ووزارة الأوقاف وممثليهما في دور العبادة المختلفة؛ سواء في الزوايا أو المساجد الجامعة لمواجهة هذا التطرف بالفكر والحجة. وباتت الزوايا غير المدرجة على قوة الأوقاف تمثل مشكلة في هذا الصدد، نظرًا لعدم علم الأوقاف بنوعية الرسائل أو الحديث الذي يتلقاه روادها، ناهيك عن القائمين عليها. وتنتشر الزوايا بجميع أنحاء محافظة الإسماعيلية ومراكزها، فيما توارد عن الأهالي وجود زوايا تخالف القرارات وتعمل بمفردها وتقيم الصلوات، ولا يشرف عليها شيوخ من الأزهر أو الأوقاف. ويقول محمود الغزاوي: اعتدت صلاة الجمعة في الزاوية القريبة مني، بشارع الكرنك في المحطة الجديدة، مضيفًا أنه لا يميز الفارق بين وجود شيخ تابع للأوقاف من عدمه. ويقول مدحت عبد العظيم: الزاوية القريبة مني بمنطقة الزهراء لا يسمح بالصلاة فيها من بعد قرار وزارة الأوقاف في العام 2013 وحتى الآن. وفي الشهداء يقول محمود عبد العظيم: المنطقة بها ثلاث زوايا لا توجد بها صلاة بعد قرار الأوقاف المعلن، وتلزم الزوايا بالقرار دون إخلال منذ ذلك الوقت. وتمتلئ منطقة أبو عطوة بالزوايا وجميعها مشهورة؛ مثل زاوية مركز شباب أبو عطوة وزاوية السحارة، وتؤكد سها حسن، إحدى أهالي المنطقة، أن جميع الزوايا متقاربة في منطقتها، حيث يوجد بالشارع الذي تسكنه ثلاث زوايا كبرى، وبحسب معرفتها بالمنطقة المحيطة بها، فإنه لا يوجد أي من التابعين للأزهر أو الأوقاف في المنطقة بأكملها. سيطرة السلفيين وتسيطر جماعات معروفة على بعض المساجد؛ مثل مسجد التوحيد الذي يسيطر عليه السلفيون ومسجد أنصار السنة المحمدية بأبو عطوة أيضًا. ووفق الإحصاءات الرسمية، فإن هناك نحو ال60 زاوية بمحافظة الإسماعيلية لا تخضع لإشراف مديرية الأوقاف بالمحافظة. وقال الشيخ علي عسل، وكيل مديرية أوقاف الإسماعيلية: المديرية تتبعت جميع الزوايا وتحاول الإشراف عليها جميعًا، فيما تم رصد جميعها إلَّا المستثناة. وأشار الشيخ علي عسل إلى أن المديرية استطاعت السيطرة دعويًّا، والوصول إلى السواد الأعظم من الزوايا بالإسماعيلية، ما عدا التي لم تنضم للأوقاف، فيما تستثنى التي كتبت طلبًا للوزير بعد بحث أوضاعها. الأمن هو الحل ويضيف عسل أن الحل الوحيد الذي توصلت إليه الأوقاف للتعامل مع هذه الزوايا المخالفة، التي لم يتم التمكن من السيطرة عليها، هو الأمن، حيث يتم إبلاغ الأمن عن الزاوية، وبعد فشل الأوقاف في التعامل معها، تتولى الأجهزة الأمنية المشكلة، ولجأت الإدارة إلى نشر الفكر الصحيح لمواجهة ظاهرة التطرف. وتضم الإسماعيلية إدارات داخل مديرية الأوقاف تشرف كل إدارة على أحد مراكز المحافظة، مثل إدارة الإسماعيلية والقنطرة والتل وأبو صوير والقصاصين. وبحسب الأرقام الرسمية أيضًا فإن إدارة مثل القصاصين والتل الكبير تشتمل كلاهما على 216 زاوية، فيما تضم الأوقاف إدارات مخصصة لمناطق كبيرة نسبيًّا، وأماكن مثل القنطرة غرب، الملاك بالتل الكبير ومنطقة سرابيوم، فتكون تابعة لإدارات مخصصة لاتساعها داخل الإدارات الأصلية المشرفة على شؤون المركز أو المدينة. خطة لشهر رمضان وأعلنت مديرية أوقاف الإسماعيلية عن خطة لتنظيم ملتقى للفكر الإسلامي ومحاضرات تغطي جميع مراكز المحافظة خلال شهر رمضان المقبل؛ لمواجهة الفكر المتطرف. وتم اختيار 8 مساجد كبرى لإقامة الملتقى، منها مسجدان بمحافظة الإسماعيلية، ومسجد بكل مركز وإدارة لتعميم الفائدة خلال الشهر الكريم والوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص، وهي "مسجد النادي الإسماعيلي، وأبو المجد بإدارة الإسماعيلية، ومسجد النور المحمدي، بأبو صوير، والرحمة بالقصاصين، والحمادة الجديد بالتل الكبير، ومسجد عبد المنعم رياض بفايد، والمسجد الكبير بالقنطرة غرب، والمسجد الكبير بالقنطرة شرق". كما شملت الخطة تنسيق 224 محاضرة في رمضان بمختلف المساجد والزوايا، وقسمت على فترتين يوميًّا، وهي فترة العصر والفترة الليلية طوال أيام الشهر. وتنتظر المديرية موافقة الوزارة خلال الأسبوع المقبل؛ للبدء في إجراءات إعلام المشايخ الذين تم اختيارهم للتوزيع على المساجد والمحاضرات والملتقى خلال الشهر الكريم، فيما يسمح للإعلام بالحضور والتصوير والتعرف على جميع أنشطة وزارة الأوقاف، ونقل الدروس والصلاة دون وجود أي مشكلات أو تحفظات في ذلك. يذكر أن وزارة الأوقاف أصدرت قرارًا في سبتمبر عام 2013 بحظر صلاة الجمعة في الزوايا، وخضوع جميع الزوايا للإشراف المباشر لوزارة الأوقاف، إلَّا أن القرار استثنى الزوايا التي تكون مساحتها أكبر من 100 متر، أو أن تكون بعيدة عن أقرب مسجد، وأن تكون حاصلة على موافقة الوزارة أو وكيل الوزارة بالمحافظة أو القطاع. وتمنع الصلاة بجميع الزوايا غير المتوافقة مع تلك الشروط، التي تقل مساحتها عن 50 مترًا، ولا تنضم من الأساس إلى وزارة الأوقاف.