صرح وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أمس الثلاثاء بأن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني اتفقا على عقد “سلسلة من المحادثات” في الأردن ، بهدف توفير أجواء مناسبة لإجراء “مفاوضات جادة”. وتوصل إلى هذا الاتفاق كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ونظيره الإسرائيلي اسحاق مولخو، اللذان عقدا أول اجتماع مباشر بينهما منذ 16 شهرا. جاء لقاء عريقات ومولخو، الذي حضره جودة، بعد مشاركتهما في اجتماع لممثلي اللجنة الرباعية الدولية ، والتي تضم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا. وقال جودة في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس إن الحديث والأجواء التي سادت خلال الاجتماع كانت إيجابية وتركزت على حل الدولتين، “الحل الذي ننشده جميعا”. ورغم ذلك، أوضح جودة قائلا :”إننا لا نريد أن نرفع من سقف التوقعات حول الاجتماع، ولا نريد أن نقلل من شأنه”. وقال جودة إن عريقات طرح على الجانب الإسرائيلي والرباعية أمس الموقف الفلسطيني بشأن قضيتي الحدود والأمن، مضيفا أن مولخو تعهد بتقديم الرد الإسرائيلي على الاقتراح الفلسطيني نهاية الشهر الجاري ، عند العمل على تقييم الوضع بأكمله. وأكد جودة أن المرجع الأساسي لاجتماع أمس كان بيان الرباعية الدولية الأخير الصادر في 23 سبتمبر الماضي. وكان بيان الرباعية حدد يوم 26 يناير الجاري موعدا نهائيا لتقديم الطرفين رؤيتهما بشأن قضيتي الأمن والحدود. كما وضع البيان جدولا زمنيا للتوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، بحلول نهاية عام 2012 . وقال جودة: “إننا اتفقنا على استمرار الحديث وأن يكون مكان الاجتماعات هنا في الأردن وألا نعلن عن الاجتماعات مسبقا إلا من خلال المضيف وهو الأردن ، واتفقنا مع جميع الأطراف أن تكون التصريحات حول الاجتماعات من قبل الأردن ومن خلال وزير الخارجية”. وأوضح أن استئناف مفاوضات السلام بين الإسرائليين والفلسطينيين يمثل “مصلحة عليا” لبلاده والعالم أجمع. ولدى سؤاله عما إذا كان الفلسطينيون قد شددوا مجددا على ضرورة تجميد البناء في مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية باعتباره شرطا مسبقا للعودة إلى مائدة المفاوضات ، قال جودة إن العالم أجمع يعتبر بناء المستوطنات أمرا غير قانوني وأن اللجنة الرباعية تعتبره عملا استفزازيا. يذكر أن هذا هو أول لقاء مباشر بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني منذ سبتمبر 2010 ، عندما انسحبت السلطة الفلسطينية من المفاوضات بعد رفض إسرائيل تمديد تجميدها للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، والذي استمر عشرة أشهر.